FINANCIAL TIMES

الرقيب البريطاني: الرساميل بحاجة إلى مواضع للتوظيف

الرقيب البريطاني: الرساميل بحاجة إلى مواضع للتوظيف

الرقيب البريطاني: الرساميل بحاجة إلى مواضع للتوظيف

"باتريك!" يصرخ صوت ودّي خلفي أثناء خروجي من محطة فيكتوريا للأنفاق، أنا في طريقي إلى أوليفوماري، وهو مطعم متحفظ في بلجرافيا اختاره ضيفي، السير وين بيسكوف.
بيسكوف كان في قطار الأنفاق نفسه مثلي، وبالتالي يبدأ اللقاء قبل عشر دقائق من موعده، ليس أثناء تناول الخبز المقرمش وزيت الزيتون الذي سنتشاركه قريبا، بل في وسط الشوارع المزدحمة المليئة بالدخان التي تؤدي إلى موقع الغداء الهادئ، بالقرب من منزل بيسكوف المغطى بالجبس.
من المقرر أن يتنحى بيسكوف البالغ من العمر 78 عاما في تشرين الأول (أكتوبر) من منصب رئيس مجلس التقارير المالية، وهو الجهة الرقابية لتدقيق الحسابات في بريطانيا بعد نصف قرن من العمل في مجال التمويل، إنه مثال الرجل المُهذب في الحي المالي في لندن، حيث لا يزال مفعما بالحيوية ولديه لمسة خفيفة من خدين ورديين.
حتى من دون القبعة السوداء المستديرة والمظلة الملفوفة اللتين كانتا الزي الرسمي لجيل بيسكوف عندما انضم إلى البنك التجاري شرودرز في الستينيات، يبدو أنه تجسيد للمصرفي البريطاني التقليدي.
المظاهر قد تكون خادعة؛ بيسكوف المولود في ألمانيا يفتقر إلى الانتساب إلى مدرسة إيتون وجامعتي أكسفورد وكامبردج كما هي الحال مع أقرانه، وقد كان مصرفيا متمردا بهدوء في قلب الحي المالي في لندن منذ عقود.
بعد تعيينه في منصب الرئيس التنفيذي لبنك شرودرز في عمر 42 عاما، تولى رئاسة اثنين من أكبر المصارف في العالم خلال الأزمة، وإن كان ذلك محاطا بالجدل.
لقد واجه الصعوبات أيضا في قمة هيئة تنظيم تدقيق الحسابات في بريطانيا التي تتعرض لانتقادات شديدة، وهو عمل أخير معقد في حياة مهنية مُحتفى بها.
أثناء دخولنا مطعم أوليفوماري، يوضح بيسكوف اختياره للمطعم: يبدو أنه اختيار غير منطقي بالنظر إلى أننا جئنا من مكاتب لا تبعد سوى 300 متر عن الحي المالي في لندن. كان المطعم المفضل لزوجة بيسكوف، التي توفيت قبل بضعة أشهر. لقد "كانت روزماري امرأة رائعة"، كما أخبرني، وسألته كيف التقيا.
يقول "إنها قصة تبين كيف يؤتي الواجب ثماره. طلبت مني صديقة المجيء وقضاء عطلة نهاية الأسبوع في منزل والديها". هنالك قابل روزماري ووقع في حبها على الفور. ماذا عن الصديقة؟
نطلب من قائمة الطعام، التي تتخصص في المأكولات البحرية من ساردينيا، طبقين من المقبلات من أجله: الجمبري وسمك تونا البريساولا. يراقب محيط خصره، ويقول "وبعض من أطباق المقبلات هذه الأيام، ربما تكون الأطباق الأكثر إبداعا". بالنسبة إلي، سلطة الباذنجان المشوي، ثم كمأة جنوكتشي. المشروب، مجرد مياه غازية.
على الرغم من أنه كان معْلما من معالم الحي المالي لفترة طويلة، إلا أن حياة بيسكوف كانت حياة تجوّل.
لقد نشأ في ألمانيا في زمن الحرب قبل أن ينتقل والده المزارع مع العائلة إلى جنوب إفريقيا، ليصبح صاحب مشاريع في مجال الاستيراد والتصدير.
من جوهانسبرج في عهد التمييز العنصري، انتقل بيسكوف للدراسة في جامعة نيويورك، ثم بدأ حياته المهنية كمبتدئ في بنك تشيس مانهاتن. انضم إلى بنك شرودرز، الذي كان في ذلك الوقت مصرف استثمار وشركة لإدارة الأصول معا في عام 1966، وأمضى الأعوام الـ34 التالية هناك.
كان بعيدا عن قاعدة الشركة في لندن عندما اكتسب الخبرة: في عام 1970، في عمر 29 عاما، أنشأ قاعدته في هونج كونج.
سرعان ما تطورت قائمة غير رسمية بين ثلاث شركات مصرفية في هونج كونج – شرودرز، وإتش إس بي سي، وجاردين فليمنج – لضمان التوزيع العادل بينها في عمليات تعويم أسواق الأسهم المربحة.
إذا بدا الأمر حصريا، فقد كان كذلك: كانت فترة السبعينيات خفيفة من حيث تنظيم القطاع المصرفي، وأكثر من ذلك في هونج كونج.
في عام 1971، كان من حسن حظ بيسكوف أنه بدأ في تعويم شركة العقارات والتصنيع الناشئة لصاحبها لي كا شينج، الذي أصبح الآن من أصحاب المليارات.
يتذكر بيسكوف قائلا، "قمنا بالتقسيم، والتاريخ الذي أراد لي أن يقوم فيه بالتعويم، لأسباب تتعلق بالقوانين الصينية، كان تاريخي... جمعنا 150 مليون دولار هونج كونج، أعتقد أن الأمر كان كذلك، حيث منح قيمة للشركة بلغت 600 مليون دولار هونج كونج". بالنسبة إلى المصرفي المبتدئ، كانت هذه الصفقة الضخمة بمنزلة انقلاب.
يقول "هونج كونج هي التي صنعت حياتي المهنية". في عام 1984، بعد عام من العودة إلى لندن، أصبح بيسكوف الرئيس التنفيذي في بنك شرودرز. "بين المرشحين الذين بقوا في لندن خلال السبعينيات، كان هناك لإحساس بالسلبية. لهذا السبب أعتقد أنهم تخطّوا جيلا واختاروني".
أثناء ركوب موجة تحرير السوق التي جاءت مع الإصلاحات الشاملة للحي المالي في لندن التي أدخلتها مارجريت تاتشر، سرعان ما استعادت شركة شرودرز القاعدة التي كانت قد خسرتها أمام المنافسين الناشئين.
بحلول عام 2000، بعد مقاومة توغل المصارف الأجنبية إلى الحي المالي في لندن لمدة أطول من غيرها، أبرم بيسكوف صفقة لبيع وحدة الخدمات المصرفية الاستثمارية إلى مجموعة سيتي، ما ترك أعمال بنك شرودرز المدرجة كشركة صافية لإدارة الأصول. خلال 16 عاما حوّل الشركة المتخصصة التي كانت بقيمة 112 مليون جنيه، إلى مجموعة بقيمة 4.5 مليار جنيه، كانت تبيع أعمالها قسمها المصرفي، مقابل 2.2 مليار دولار.
على أنه لم يحصل على أفضل لحظاته إلا بين عام 2007، بداية الأزمة المالية العالمية، وعام 2014، عندما كانت أزمة منطقة اليورو قد انحسرت، كما لو كنا نحتفل بهذه اللحظة في حديثنا، قدّم النادل طبق المحار المثير للإعجاب الذي اختاره بيسكوف، ما ترك طبقي من الباذنجان الرائع والمتواضع في الظل.
كان بيسكوف رئيس مجلس الإدارة الإقليمي في مجموعة سيتي في أوروبا عندما بدأت الفوضى تعم وول ستريت.
في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2007، انتُزِع من هذا المنصب الغامض نسبيا ليصبح الرئيس التنفيذي المؤقت لمجموعة سيتي في نيويورك لبضعة أشهر صاخبة.
كان قد تم للتو طرد تشاك برينس، بعد أن تبين أن هناك خسائر تصل إلى 11 مليار دولار في مجال القروض العقارية لضعاف الملاءة.
هذا كان بعد أربعة أشهر فقط من إعلان برينس، في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز، أنه "طالما الموسيقى تعزف، عليك أن تنهض وترقص. وما زلنا نرقص".
ألم يكن ذلك شيئا سخيفا لقوله، حتى من دون ميزة الإدراك المتأخر؟
يعترف بيسكوف، "هذا ما ظنه كثير منا". انخفض صوته قليلا وقال "لكن لم يكن أي منا...". النص الفرعي واضح بما فيه الكفاية: برينس خرج، لم يكن هناك أحد سخيف بما فيه الكفاية للتعبير عن رأيه.
"ربما كان هذا رأي الأغلبية. هذا ما يتوقعه المساهمون منك: العوائد في القروض العقارية لضعاف الملاءة كانت مرتفعة للغاية ... بالتأكيد أتذكر تعليق برينس جيدا. نحن جميعا نتذكر ذلك جيدا. من الواضح أن تشاك يتذكره جيدا".
بمجرد العثور على فيكرام بانديت كرئيس تنفيذي جديد دائم، لبنك مورجان ستانلي السابق، أصبح بيسكوف رئيس مجلس الإدارة وأشرف على المرحلة الأولى من تحقيق استقرار مجموعة سيتي، حتى عند اقترابها من الانهيار، وتم تأميمها جزئيا وبدأت برنامجا جذريا للانكماش.
بينما ينهي طبقه الأول من المقبلات، مع التقاط آخر قطعة جمبري من قشرتها، سألته إذا ما كانت هذه هي أصعب نقطة في حياته المهنية؟ لا، كما يقول.
جاء ذلك بعد فترة وجيزة، عندما عاد إلى بريطانيا وانتقل إلى منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة لويدز في نهاية عام 2009.
بعد أن جلبه ألستير دارلينج وزير المالية في ذلك الحين لرئاسة أكبر مصرف في الشارع الرئيس في بريطانيا في أعقاب عملية استحواذه الكارثية على "هاليفاكس آند بنك أوف اسكوتلاند" HBOS وما تلاه من تأميم جزئي، كان بيسكوف مرة أخرى في وسط حالة من الاضطراب، اعتقد البعض أنه بطيء في العمل.
لمدة 18 شهرا، تمسك بإيريك دانييلز، الرئيس التنفيذي الذي قاد صفقة "هاليفاكس آند بنك أوف اسكوتلاند" ما أثار غضب بعض زملائه من أعضاء مجلس الإدارة الذين انتقدوا سرا تجنبه المواجهة.
فلماذا تردد؟ "كانت وجهة نظري، يجب أن أعرف كثيرا عن الشركة وكيف كانت تعمل قبل حتى التفكير في تغيير الرئيس التنفيذي، أردنا الحصول على الشخص المناسب، وإيريك دانييلز كان يعرف أين ..."، التراجع المتردد نفسه. دُفنت الجثث؟ "دُفنت الجثث، بالضبط".
وصلت أطباقنا الرئيسة، من وجهة نظري وصلت قبل الأوان، بالنظر إلى مجموعة المواضيع التي ما زلت حريصا على سؤال ضيفي عنها. المطعم هادئ ومن الواضح أن المطبخ يجد سهولة في مواكبة الطلبات.
تعيين بنك لويدز لأنتونيو هورتا أوسوريو المولود في البرتغال في منصب الرئيس التنفيذي في عام 2011 جلب لبيسكوف نوعا مختلفا من التحدي.
في غضون أشهر، أدرك أن تعيينه الجديد كان يعاني الإجهاد والإرهاق، مزيج من أزمة منطقة اليورو الوشيكة والأحجام الكبيرة من التمويل قصير الأجل وأهداف هورتا أوسوريو التي فرضها على نفسه، أدت إلى الأرق وفي النهاية الانهيار؛ الآن يجب أن يأخذ إجازة غياب فورية.
يقول بيسكوف "هذا كان أصعب من الأزمة المالية، لأن الحكومة كانت لا تزال تملك 43 في المائة من بنك لويدز، وكنا قد أعلنا في الأصل أن كبير الإداريين الماليين لدينا سيغادر".
اضطر إلى الإشراف على التحديات التشغيلية وتعيين رئيس تنفيذي بديل، وفي الوقت نفسه أيضا الأخذ في الحسبان إذا ما كان هورتا أوسوريو قد يتحدى سابقه، ويعود من مشكلة الصحة العقلية إلى منصب شديد الضغوطات.
يتذكر بيسكوف "كان لدينا طبيب خاص بنا، وقلت أيضا لأنتونيو، (أنا لا أريد أن أرى سجلاتك الطبية، لكن يجب أن يراها طبيبنا، بسرية تامة. لأننا في مرحلة ما، سنحتاج إلى مشورة). المشورة كانت، أن بإمكانه العودة من هذا". هورتا أوسوريا عاد بالفعل، مع دعم كامل من مجلس الإدارة، وظل الرئيس التنفيذي لبنك لويدز حتى هذا اليوم.
يضع بيسكوف اللقمة الأخيرة من التونا في فمه كعلامة تعجب، ما تركني أتناول بسرعة طبقي الأكبر بكثير – واللاذع بشكل ممتع - من معكرونة الكمأة.
بحلول الوقت الذي تقاعد فيه المصرفي من لويدز في عام 2014، في عمر 72 عاما، كانت المجموعة قد عادت بقوة. بدا أن بيسكوف كان سيترك حياته المصرفية في مستوى عال. بينما يفكر بيسكوف في التقاعد بشكل مناسب، تُرك ينظر إلى الخلف إلى جدل أكبر مما كان يأمل. بعد شهر فقط من الانتهاء من لويدز، تولى رئاسة هيئة تنظيم التدقيق الخاملة في ذلك الوقت في بريطانيا، مجلس التقارير المالية.
عندما بدأ هذا المنصب، بدا الأمر كأنه دور أخير سهل لمصرفي حريص على الحفاظ على مكانته في الحي المالي في لندن. بيسكوف يعارض هذا، حيث قال "إنه رفض المنصب في البداية واضطروا إلى إقناعه للقيام به".
في كلتا الحالتين، فترة ولايته تخللتها الانتقادات. خلال أعوامه الخمسة التي قضاها في المنصب، كان انهيار شركة كاريليون للمصادر الخارجية وسلسلة المقاهي باتيسيري فاليري من أسوأ اللحظات.
كانت كل منهما موضوع عمليات تدقيق ضعيفة على ما يبدو من قِبل شركة كيه بي إم جي للتدقيق KPMG وجرانت ثورنتون، على التوالي، بحيث إنهما لم تتعرضا للعقاب حتى الآن من قِبل مجلس التقارير المالية. ورفض كثيرون أيضا تحقيقا لمجلس التقارير المالية في تدقيق شركة التدقيق الأولى و"هاليفاكس آند بنك أوف اسكوتلاند" ما قبل الأزمة باعتباره تمويها.
بعد أن واجه صعوبات في مثل هذه القضايا، يبدو بيسكوف ضعيفا بشكل غير عادي، يعبث بالغطاء على النوجة التي جاءت مع كوب الاسبرسو الذي طلبه، ويتجنب نظراتي. يقول "تُسقَط الشركات من قِبل الإدارة ومجالس الإدارة. لكن شركات التدقيق ربما لم تكن متشككة بما فيه الكفاية". ويبدأ ببطء في الاعتراف بأوجه القصور لدى مجلس التقارير المالية وعدم قدرته على إحداث تأثير كبير.
"كان من الصعب إنجاز الأمور أكثر مما تصوّرت، أصعب في إنجاز الأمور وربما أصعب أيضا في السعي للحصول على صلاحيات أكبر. عند النظر إلى الوراء، ينبغي للمرء الثبات على رأيه والقول، (انظروا، ما لم نحصل على هذه الصلاحيات الأكبر، فسأستقيل)، أعتقد أن هناك حجة لمصلحة الحصول على صلاحيات أكبر وأكثر تدخلا في شركات التدقيق، بالنسبة إلينا أن يشعر الآخرون بخوف أكبر باعتبارنا هيئة تنظيم".
بديله في منصب رئيس مجلس الإدارة، المصرفي الذي أصبح مديرا ماليا في شركة جلاكسو سميث كلاين السابق هو سايمون دينجمانز، وسيشرف على تشديد صلاحيات مجلس التقارير المالية وتطوره إلى هيئة جديدة، هيئة التدقيق والإبلاغ والحوكمة.
إلى جانب سِجل بيسكوف المتباين في هيئة تنظيم التدقيق، قضايا قديمة من فترة ولايته في لويدز عادت أيضا لتطارده، خاصة سوء معاملة زبائن الشركات الصغيرة بعد فضحية الاحتيال في "هاليفاكس آند بنك أوف اسكوتلاند".
أمضى اثنان من المسؤولين التنفيذيين في "هاليفاكس آند بنك أوف اسكوتلاند" في فرعه في ريدينج أعواما يتلقى الرشا، مقابل إحالة زبائن الشركات الصغيرة عالية المخاطر إلى شركاء في شركة استشارية ومن ثم فرض رسوم مرتفعة على العملاء، ما أدى إلى فقدانهم أصولهم وتعريض كثير منهم للإفلاس. على الرغم من إنقاذ شركة لويدز السابق هذا في عام 2009 لـ"هاليفاكس آند بنك أوف اسكوتلاند"، إلا أن المصرف واجه انتقادات بسبب بطئه في إدراك خطورة الفضيحة. مالكا الشركة الصغيرة، نيكي وبول تيرنر، اللذان قادا حملة من أجل العدالة، كانا من بين الذين اتهموا بيسكوف، وغيره من أعضاء مجلس إدارة لويدز، بالرد باستخفاف على شكاواهم. بعد أن بدا مُحاصرا مرة أخرى، يعترف بيسكوف بأنه بالنظر إلى الوراء "ربما كان المرء سينظر إلى الأمر عن كثب أكثر".
لم أستطع أن أمنع نفسي من التفكير في أن عادته استخدام ضمير الغائب، وهذا أمر نادر جدا في الإنجليزية الحديثة، له دلالته، ربما يعود الأمر ببساطة إلى جذوره: استخدام كلمة "رجل" فما يعادلها باللغة الألمانية هو أكثر شيوعا بكثير.
يبدو أن الأمر يصبح بمنزلةة اضطراب لغوي عندما يواجه بيسكوف أمرا مربكا يرغب في إبعاده.
يصر قائلا، "كتبت إلى الأخوين تيرنر، لم أعاملهما بازدراء، أنا لم ألتقهما شخصيا، نُظِر في الأمر، ربما عند النظر إلى الوراء كان ينبغي منح الأمر مزيدا من المصداقية، الشيء الآخر هو ربما ينبغي أن يكون لدى المرء شخص ما... شخص خارجي بالكامل للنظر في الأمر".
في عام 2017، بعد ثلاثة أعوام من تقاعد بيسكوف من منصب رئيس مجلس الإدارة، سُجِن ستة أشخاص في قلب عملية الاحتيال.
بعد ذلك بشهرين، عيَّن لويدز السيدة ليندا دوبز قاضية المحكمة العليا السابقة، لإجراء مراجعة مستقلة ومستمرة لطريقة تعامله مع فضيحة "هاليفاكس آند بنك أوف اسكوتلاند".
هناك بعض الإيجابيات الواضحة لتعويض السلبيات في نهاية الحياة المهنية، كان بيسكوف عضوا مبكرا في نادي كلوب 30 في المائة Club، وهو مجموعة فعلت كثيرا من أجل النهوض بحياة النساء المهنية في مجال الأعمال، ونال سمعة بسبب سياسة تعيين متنوعة أثناء وجوده في بنك شرودرز.
اليوم لا يزال بيسكوف يعرض حكمة هادئة يحسن بالمصرفيين الصاعدين أن يتبعوها، بعد أن خاض أكثر من نصيبه من أزمات السوق، يرى واحدة أخرى وشيكة.
يقول أثناء تناول آخر رشفة من كوب الاسبرسو، "العالم مهيأ للغاية ويعاني رفعا ماليا عاليا، الأموال بحاجة إلى إيجاد موضع للتوظيف، تجد مكانا في السندات، وهذا أمر مذهل... ولدينا هذا الأمر الغريب جدا بوجود أشخاص يختارون الأشياء غير السائلة من أجل الحصول على عوائد أعلى".
طوال حياته المهنية التي استمرت 57 عاما، بالكاد تباطأ، تنازله الوحيد هو أخذ إجازة في فترات ما بعد الظهر من أيام الجمعة في الأعوام الأخيرة. قد يكون ذلك في سبيله إلى التغيير، دوره الحالي الآخر، هو رئاسة بنك جيه بي مورجان للأوراق المالية، وهو الفرع الأوروبي لمصرف وول ستريت العملاق، من المقرر أن ينتهي العام المقبل، فهل سيتقاعد بشكل مناسب؟
"بلى. حسنا، لن أفعل أي شيء في الحياة العامة، مثل مؤسسة مالية كبيرة. أعتقد أنه سيُطلب مني القيام بشيء في مجال لا يهدف إلى الربح... ربما يكون التعليم هو أكثر ما اهتم به شخصيا".
من الصعب التصديق أن واحدا من أكبر الأسماء في الحي المالي في لندن – ومعْلم ثابت يحتسي النبيذ لعدة عقود في مناسبات الحي المالي الاجتماعية معظم ليالي الأسبوع – سيغادر إلى الأبد، ذلك الاختيار للمياه الغازية كان فعلا نذيرا بالتغيير.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES