أخبار اقتصادية- عالمية

اليوان يسجل أدنى مستوى في 11 عاما .. وترمب: الإجراءات الصينية تلاعب بالعملة

 اليوان يسجل أدنى مستوى في 11 عاما .. وترمب: الإجراءات الصينية تلاعب بالعملة

هبط اليوان الصيني أكثر من 1 في المائة إلى أقل مستوى في 11 عاما اليوم، في حين تتزايد المخاوف من تصعيد حاد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما أدى إلى هبوط عملات أخرى في المنطقة.
بحسب "رويترز"، دفع تنامي القلق إزاء الحرب التجارية المستثمرين للجوء إلى الأصول التي تعد ملاذا آمنا، وارتفع الين الياباني لأعلى مستوى في سبعة أشهر مقابل الدولار.
وتخطى اليوان بشكل مفاجئ حاجز سبعة يوانات للدولار لأول مرة منذ الأزمة المالية العالمية وهو مستوى يعده بعض المتعاملين في السوق مستوى دعم رئيسا.
يأتي ذلك بعد أيام من مباغتة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأسواق وإعلانه أنه سيفرض مزيدا من الرسوم الجمركية على السلع الصينية.
وفي أحدث التعاملات نزل اليوان 1.5 في المائة إلى 7.0839 يوان للدولار في التعاملات الخارجية و1.3 في المائة عند 7.0319 مقابل الدولار في التعاملات في الداخل. وهذه المرة الأولى التي يجري فيها تداول اليوان فوق سبعة يوانات للدولار منذ أيار (مايو) 2008.
من جهته، ندد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالإجراء الذي اتخذته الصين اليوم، بشأن عملتها، إذ سمحت بكين لليوان بتخطي مستوى رئيس عند سبعة يوانات مقابل الدولار، واصفا ذلك بأنه "انتهاك كبير".
وكتب ترمب على "تويتر"، "خفضت الصين سعر عملتها إلى مستوى تاريخي متدن تقريبا.‭‭‭ ‬‬‬هذا يسمى تلاعبا بالعملة. هل تسمعونني يا مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي"؟ هذا انتهاك كبير سيضعف الصين بصورة كبيرة بمرور الوقت".
بدوره، قال يي قانج محافظ بنك الشعب الصيني "البنك المركزي"، "إن بكين لن تستغل عملتها كأداة للتعامل مع اضطرابات خارجية مثل النزاعات التجارية".
وذكر يي في بيان على موقع البنك الإلكتروني أن الصين لن تشرع في خفض قيمة اليوان لأغراض تنافسية، مبينا أن السلطات ستحافظ على استقرار واستمرارية سياسات إدارة الصرف الأجنبي.
وقال يي "إن سعر صرف اليوان عند مستوى مناسب حاليا يتماشى مع العوامل الاقتصادية الأساسية والعرض والطلب في السوق"، مضيفا أن "البنك المركزي لديه الخبرة والقدرة للحفاظ على استقرار العمليات في سوق الصرف الأجنبي".
بحسب "الألمانية"، ذكر بنك الشعب "المركزي" الصيني أن هذا التراجع يأتي نتيجة "الإجراءات التجارية الأحادية والحمائية" التي تتبناها الولايات المتحدة.
وأضاف أن "هذا التراجع ليس أمرا ذا بال، لأن صعود وهبوط العملات أمر طبيعي".
وكان الرئيس الأمريكي ترمب قد أعلن يوم الخميس الماضي اعتزام إدارته فرض رسوم بنسبة تصل إلى 10 في المائة على سلع صينية قيمتها 300 مليار دولار اعتبارا من أول أيلول (سبتمبر) المقبل.
تأتي الرسوم الجديدة إضافة إلى الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة في العام الماضي بنسبة 25 في المائة على سلع صينية قيمتها 250 مليار دولار.
وكانت وزارة الخارجية الصينية قد ذكرت يوم الجمعة الماضي أن بكين ستتخذ "الإجراءات الضرورية" للدفاع عن مصالحها.
يذكر أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة أوجدت حالة من الغموض الذي أثر سلبا في الاقتصاد العالمي، حيث خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي خلال العام الحالي من 3.3 في المائة إلى 3.2 في المائة من إجمالي الناتج المحلي.
وأفاد تقرير لوكالة "بلومبيرج" بأن الصين طلبت من الشركات المملوكة للدولة التوقف عن شراء منتجات المزارع الأمريكية، في مؤشر إضافي إلى تصاعد التوتر، بحسب "الفرنسية".
وتخضع الصين سعر صرف اليوان لقيود، وهي تسمح بتقلب العملة مقابل الدولار ضمن هامش 2 في المائة من السعر المرجعي الذي يحدده بنك الصين يوميا.
أمس، حدد البنك المركزي الصيني سعر صرف اليوان مقابل الدولار عند 6.9225، أي أقل بـ0.33 في المائة مقارنة بيوم الجمعة الماضي.
وقال كين تشونج مختص استراتيجيات العملات في مصرف ميزوهو لوكالة "بلومبيرج"، "يبدو أن زيادة الرسوم الجمركية تشكل مؤشرا لعودة ردود الفعل الانتقامية وتعليق المحادثات التجارية، وبالتالي لا يرى المركزي الصيني أي حاجة للإبقاء على استقرار سعر صرف اليوان على المدى القريب".
في بيان أصدره صباح اليوم، قال "المركزي الصيني"، "إن سعر صرف اليوان مقابل الدولار قد تأثر بالسلوك الأحادي والإجراءات الحمائية التجارية وزيادة الرسوم الجمركية على الصين".
وأكد "المركزي الصيني" أن اليوان حافظ على "استقراره وقوته مقابل سلة من العملات"، مضيفا أنه "سيقمع بحزم المضاربة وسيحافظ على استقرار سوق صرف العملات الأجنبية وتوقعات السوق".
وذكر أنه يتمتع بـ"الخبرة والثقة والقدرة على إبقاء سعر صرف العملة الصينية مستقرا عن مستوى معقول ومتوازن".
وقال جوليان إيفانز بريتشارد المختص في شؤون الاقتصاد الصيني في مركز كابيتال إيكونوميس "إن "المركزي الصيني" يستخدم عمليا سعر الصرف سلاحا، عبر ربطه قيمة العملة بالحرب التجارية الدائرة مع الولايات المتحدة".
وأضاف "إذا افترضنا أن هدفهم هو تخفيف وطأة الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، فهم سيسمحون على الأرجح بمزيد من التراجع في قيمة عملتهم بما بين 5 و10 في المائة في الفصول المقبلة".
ودفعت خسائر اليوان عديدا من عملات المنطقة إلى الهبوط.
وفقد الدولار الأسترالي 0.35 في المائة إلى 0.6773 دولار أمريكي مقتربا من أقل مستوى في سبعة أشهر عند 0.6748 دولار أمريكي.
ونزل الوون الكوري 1 في المائة وسجل أقل مستوى في ثلاثة أعوام عند 1218.3 وون مقابل الدولار. لكن الدولار تراجع أمام عملات الملاذ الآمن التقليدية.
ونزل الدولار إلي 105.80 ين وهو أقل مستوى منذ هبوطه الحاد المفاجئ في كانون الثاني (يناير) الماضي. وفي أحدث تعاملات كان منخفضا 0.5 في المائة عند 106.07 ين.
وارتفعت العملة الموحدة 0.15 في المائة إلى 1.1122 دولار ليواصل التعافي من أقل مستوى في عامين الذي لامسته يوم الخميس الماضي عند 1.1027 دولار.

إنشرها

سمات

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية