FINANCIAL TIMES

من سيفوز في «سباق المليارات» لتأسيس الاقتصاد القمري؟

من سيفوز في «سباق المليارات» لتأسيس الاقتصاد القمري؟

من سيفوز في «سباق المليارات» لتأسيس الاقتصاد القمري؟

من سيفوز في «سباق المليارات» لتأسيس الاقتصاد القمري؟

دافع البشرية في البحث المتواصل عن الراحة خارج كوكب الأرض، في موضع بديل أو رديف ما زال مستمرا، وفي ذلك تدشن مكتبة رقمية مصممة لخدمة تلك التطلعات عبر مليارات الأعوام، وضمن كبسولة تحتوي على رسائل من 80 ألف طفل.
من المقرر أن تُحمَل هذه التشكيلة الغريبة على واحدة من أوائل عمليات النقل التجارية إلى القمر، التي من المقرر أن تتم في النصف الأول من عام 2021.
إذا سار كل شيء حسب الخطة، فسيشير ذلك إلى مشاركة تجارية جديدة في استكشاف القمر، ما قد يؤدي إلى فتح حدود جديدة كبيرة لصناعة الفضاء الخاصة.
جلبت الذكرى السنوية الـ50 هذا الأسبوع لأول هبوط على سطح القمر اهتماما كبيرا باحتمالات معاودة زيارة، هذا الجرم السماوي المرتبط بكوكبنا أشد الارتباط.
دعا البيت الأبيض في وقت سابق من هذا العام رواد الفضاء الأمريكيين إلى وضع قدمهم على سطح القمر مرة أخرى في عام 2024.
من المحتمل أن يحدث هذا في غضون فترة رئاسية ثانية للرئيس ترمب، ولربما قبل أربع سنوات من الموعد المقرر.
على الرغم من عدّها احتمالا بعيدا بالنظر إلى قلة الوقت المتاح، إلا أن هذه الدعوة حملت نفحة قوية من الطموح السياسي المشحون، الذي تجاوز الميزانية المقررة في برنامج أبولو في الستينيات.
على أن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" كانت تلجأ منذ فترة إلى القطاع الخاص للحصول على طرق منخفضة التكلفة لاستكمال المهمات البشرية المستقبلية، في عملية يحتمل أن تشكل سوق الفضاء التجارية الجديدة.

موسك وبيزوس ينقلان الصراع إلى الفضاء
أدى ظهور صناعة فضائية ناشئة، بقيادة شركة سبيس إكس SpaceX التابعة لإيلون موسك، وشركة بلو أوريجين Blue Origin التابعة لجيف بيزوس، إلى إيجاد تعايش جديد في الفضاء.
يرى عمالقة التكنولوجيا أن وكالة ناسا عميل مبكر مهم في سعيهم وراء رؤاهم الكبرى على الأمد الطويل، في حين إن وكالة الفضاء تستفيد من طرق تلك الشركات العملاقة، للاستفادة من أعمال التطوير بدلا من ابتكار التكنولوجيا لبرامجها من الصفر.
الخطوة الأولى هي دعم شبكة من الشركات الخاصة القادرة على إنشاء خط إمداد إلى القمر.
فازت شركة استروبوتيك Astrobotic التي تخطط لإنجاز مهمة إلى القمر بحلول عام 2021، بعقد قيمته 79.5 مليون دولار من وكالة ناسا في أيار (مايو) الماضي، ما يجعلها واحدة من ثلاث شركات ستحمل البضائع الحكومية.
معظم أموال التطوير للشركة، التي تعلن قدرتها على تنزيل الحمولات على سطح القمر مقابل 1.2 مليون دولار للكيلو جرام الواحد، جاءت في شكل مدفوعات مسبقة من عملاء آخرين.
إلى جانب حمل أشياء مثل البقايا البشرية و"كبسولات الزمن"، باعت شركة استروبوتيك امتياز رعاية لمصلحة شركة دي إتش إل DHL، التي تريد أن ترتبط بأول عملية تسليم للقمر.
قال تشاد أندرسون، رئيس شركة سبيس أنجلز Space Angels، المستثمرة في نيويورك، التي قادت الاستثمار الخارجي الوحيد لشركة استروبوتيك، "إنها شركة تشغيل تمهيدي للنقل القمري باشرت الإقلاع بالفعل. هم ذاهبون إلى القمر في غضون عام ونصف العام، إلا أنهم لم يجمعوا إلا نحو 2.5 مليون دولار في حقوق الملكية، إنه أمر جنوني".
جهود وكالة ناسا لإدراج صناعة الفضاء الخاصة في خططها لمعاودة الوصول إلى القمر، تتعلق بأمور تتجاوز التكاليف.
تعتقد الوكالة أن هذه هي الطريقة الوحيدة لإيجاد اقتصاد قمري مستدام بمجرد انتقال اهتمام الحكومة - والميزانيات - إلى مكان آخر، كما تقول لورا فورزيك، مستشارة الفضاء في شركة استرليتيكال Astralytical.
وأضافت "إنهم يريدون إنشاء سوق لعديد من التقنيات اللازمة لدعم عمليات الهبوط البشرية في المستقبل، وليس مجرد الانتقال إلى هناك. وفي نهاية المطاف، فإن الغاية هي تحويل القمر إلى قاعدة صناعية ونقطة انطلاق إلى بقية النظام الشمسي". يشير التناقض الصارخ بين أول حمولات تجارية منخفضة التكلفة والتكلفة الهائلة لإعادة البشر إلى القمر، إلى فجوة انفتحت بين الطرق المختلفة التي تروج بها وكالة ناسا لاستكشاف الفضاء.
لا تزال برامج الفضاء الحكومية التقليدية، حيث يحصل المقاولون على نسبة مئوية فوق تكاليفهم، تستهلك معظم ميزانية الوكالة.
أكبر برامج وكالة ناسا: نظام الإطلاق الفضائي، هو صاروخ قادر على حمل البشر إلى القمر، بقيادة شركة بوينج ومركبة أوريون الفضائية من شركة لوكهيد مارتن، يكلف ملياري دولار في السنة، أي نحو 10 في المائة من ميزانية الوكالة، وهي متأخرة بسنوات عن الجدول.
يعتقد على نطاق واسع أن رأس المال السياسي المرتبط بهذه البرامج يكفل لها الحصانة.
من ناحية أخرى، فإن انتقال وكالة ناسا إلى العقود ذات السعر الثابت لبعض أنشطتها مكنها من زيادة ميزانيتها وتقديم حوافز تجارية أقوى في برنامج الفضاء.
كان هذا النمط الجديد من التعاقد مناسبا للمجالات التي تكون فيها التكنولوجيات معروفة بشكل أفضل، فالشركات الخاصة ستكون قادرة على بيع المنتجات نفسها للآخرين، في وقت لاحق، ما يوجد سوقا تجارية تكون فيها "ناسا" هي العميل الرئيس للصناعة. استخدمت لأول مرة هذه الأمور في عام 2008، عندما عملت على تسليم العمل لشركات الإطلاق التجارية، بما في ذلك شركة سبيس إكس التابعة لإيلون موسك.
تقدر وكالة ناسا أنها لو استخدمت المنهج التقليدي: النسبة المئوية على التكلفة لحساب لهذا العمل، لكان عليها أن تنفق ما يصل إلى عشرة أضعاف الـ400 مليون دولار، التي أنفقتها شركة سبيس إكس في تطوير صاروخ فالكون Falcon 9.  أصبح ذلك الصاروخ منذ ذلك الحين الدعامة الأساسية لإعادة تزويد محطة الفضاء الدولية بالمستلزمات، ونموذجا لتطوير الفضاء في المستقبل.
تسعى وكالة ناسا الآن إلى توسيع هذا النهج التجاري في الوقت الذي تحول فيه أنظارها من استكشاف الأجرام القريبة إلى القمر، وتحاول البدء في مرحلة جديدة لصناعة الفضاء التجارية. تم تصميم برنامج الحمولة الصافية للقمر، الذي سيستوعب ما هو أكثر قليلا من 1 في المائة من ميزانية وكالة ناسا السنوية، لوضع المعدات على سطح القمر قبيل المهمة البشرية باهظة الثمن المقبلة.
ستشتمل الأجهزة على عربات جوالة يمكنها البحث عن الماء ومحطات الطاقة الشمسية البسيطة وصواري اتصالات، وهي الأجزاء البدائية الأولى للبنية التحتية لدعم وجود طويل الأجل.
قال جون ثورنتون، الرئيس التنفيذي لشركة استروبوتي "أول أعمال كبيرة على سطح القمر هي النقل والتسليم. يمكن للأصول الروبوتية أن تضخم حقا ما يمكن للبشر فعله، وأن تحصل على القيمة مقابل المال".

الطريق إلى الماء
يكمن الأمل الأكبر للقطاع التجاري في مرحلة ثانية لاحقة من تطوير القمر. إذا كان هناك كثير من الماء المتجمد في أقطاب القمر مثلما يأمل كثيرون، فيمكن نظريا فصله إلى أكسجين وهيدروجين لصناعة الوقود الدافع للصواريخ، ما يحول القمر إلى محطة وقود للقيام بالمهام المستقبلية إلى المريخ.
يمكن أن يصبح تعدين المعادن الثمينة التي خلفتها ضربات الكويكبات ربحا ثانيا للقطاع الخاص.
التسرع في ادعاء ملكية هذه الموارد أثار الحديث عن سباق فضاء جديد، وهو سباق تحرص على الدخول فيه أول شركات خاصة تتطلع إلى القمر.
قال بوب ريتشاردز، الرئيس التنفيذي لشركة مون إكسبريس، التي تأمل في عقد نقل مستقبلي مع وكالة ناسا بعد فشلها في الجولة الأولى من المزايدة "يبدو أن القمر سيكون نقطة اهتمام دولية، هناك موارد شحيحة على سطح القمر، وفي المقابل هناك عقارات نادرة".
تحولت وكالة ناسا أيضا إلى عقود ذات أسعار ثابتة لأجزاء من مهمتها البشرية المخططة التالية.
في الشهر الماضي، منحت العقد الأول لأنظمة الطاقة الشمسية والدفع اللازمة لبوابة القمر المخطط لها، وهي محطة فضائية تدور حول القمر، وتعمل كنقطة انطلاق للرحلات إلى سطح الجرم المنير. مع محاولة البيت الأبيض تقديم موعد الهبوط، أصبحت الشركات الخاصة تتطلع الآن إلى مزيد من العمل.  شركة بلو أوريجين التابعة لجيف بيزوس تعمل منذ ثلاث سنوات على تطوير مركبة هبوط على سطح القمر، ما يجعلها الشركة الوحيدة في وضع يمكنها من تحقيق مستهدف العودة إليه في عام 2024. أشار موسك أيضا إلى اهتمامه بالقمر في وقت سابق من هذا العام، حيث حوّل انتباهه من المريخ إلى ما يمكن أن يكون الفرصة التجارية الكبرى التالية. يجادل المؤيدون بأن وكالة ناسا ينبغي أن تستفيد أكثر من التعاقد التجاري.
قال فيل لارسون، وهو مسؤول تنفيذي سابق في شركة سبيس إكس في البيت الأبيض في عهد الرئيس أوباما، "إنه مع ضبط إنفاق موارد الوكالة، من المنطقي تحويل كل التطورات الأكثر خطورة إلى القطاع الخاص". التحول بالجملة يمكن أن يحمل المخاطر. يتساءل بعض المديرين التنفيذيين في الصناعة، على سبيل المثال، عما إذا كانت وكالة ناسا ستتيح للقطاع الخاص حرية الوصول إلى حلول خاصة به لأكثر برامج الفضاء أهمية، بدلا من العودة إلى عاداتها التقليدية المتمثلة في إصدار المواصفات التفصيلية والرقابة المشددة. يواجه المشغلون التجاريون أيضا مخاطر سياسية حادة، حيث تتحول أولويات الولايات المتحدة في الفضاء مع كل إدارة جديدة.
قال مايك جولد، نائب رئيس الفضاء المدني في شركة ماكسار التي تبني مشاريعها بسرعة كافية لتجنب إلغاءها، وهو غالبا ما يحدث عندما تتغير الرياح السياسية "إن مفتاح الاستدامة هو السرعة".
شركة ماكسار نفسها خسرت عندما ألغيت مهمة مقررة لإعادة توجيه أحد الكويكبات، سبق أن اقترحها البيت الأبيض في عهد أوباما، في ظل الإدارة الحالية.
على أن الشركات الخاصة التي تركز على هذا السباق الفضائي الأخير تجادل بأنه، بغض النظر عن التقلبات قصيرة الأجل في السياسة الحكومية، فإن الوجود الإنساني الدائم على سطح القمر، سيكون خطوة لا مفر منها في استكشاف الفضاء البشري في المستقبل.
قالت فورزيك "إنه مكان للعيش والعمل خارج العالم. ما زال هناك كثير لنتعلمه قبل أن ننطلق ونكتشف النظام الشمسي".

سباق الفضاء الجديد

أكتوبر 2017
وضع مايك بينس نائب الرئيس الأمريكي هدفا للعودة إلى القمر، من دون تحديد موعد.
يناير 2018
تنازلت شركة جوجل عن جائزة لونار إكس Lunar X التي تبلغ قيمتها 30 مليون دولار بعد 11 عاما، عندما لم تنجح أي شركة خاصة في تحدي هبوط مركبة روبوتية على القمر.
سبتمبر 2018
اشترك يوساكو ميزاوا صاحب المليارات الياباني في برنامج يتيح له أن يصبح أول سائح يطير حول القمر، في مهمة لشركة سبيس إكس، من المقرر أن تبدأ عام 2023.
يناير 2019
الصين أصبحت أول دولة تهبط على الجانب البعيد من القمر.
فبراير 2019
تقول وكالة ناسا “إنها تعتزم إرسال مركبة فضائية قادرة على إنزال إنسان على سطح القمر بحلول عام 2028”.
مارس 2019
يحدد بينس موعدا نهائيا جديدا هو عام 2024 لهبوط إنسان على القمر.
أبريل 2019
فشلت إسرائيل في أن تصبح رابع دولة تهبط بنجاح على سطح القمر، عندما تحطمت سفينة الفضاء عند نزولها.
يوليو 2019
الهند تؤجل إطلاق أول مركبة للهبوط على القمر لأسباب فنية.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES