FINANCIAL TIMES

دليل الحياة المهنية .. ما بعد التخرج وما قبل الوظيفة

دليل الحياة المهنية .. ما بعد التخرج وما قبل الوظيفة

بعد الارتياح من التخرج يأتي السؤال الباعث على الخوف الشديد: ما المرحلة التالية؟ قد يكون من الصعب أن تكون، على ما يبدو، الشخص الوحيد في مجموعتك الاجتماعية دون وظيفة في انتظارك، بينما يستمر والداك في السؤال عن الخطط المستقبلية.
لا تضغط على نفسك بالتسجيل للحصول على حياة مهنية لا تريدها. ابدأ بدلا من ذلك بأخذ نصيحة الخبراء لمساعدتك على التنقل خلال الأشهر القليلة الأولى بعد التخرج.
أولا، اجعل سيرتك الذاتية تبرز. استخدم هذا الوقت لتحديث سيرتك الذاتية. يقول جوناثان بلاك، مدير خدمة الوظائف في جامعة أكسفورد، من المهم التأكد من أن سيرتك الذاتية لها تأثير. يمكنك اختبار ذلك من خلال مطالبة الآخرين بقراءة سيرتك الذاتية. "أعطهم ثانيتين فقط. ما هي انطباعاتهم؟".
يعزز هذا التمرين أهمية جعل الانطباع الأول جيدا بسرعة: "فكر في الشخص (الذي يوظف) على الجانب الآخر. قد تصل إليه السيرة في ليلة أربعاء ماطرة ولديه عمود مكون من 80 من هذه الأشياء التي ينبغي له تفحصها. هو في الواقع يفضل العودة إلى منزله الآن بدلا من أن يكون في المكتب".
يقضي العاملون في شركات التوظيف في المتوسط 6.25 ثانية فقط في قراءة السيرة الذاتية، وفقا لتقرير صدر عام 2012 عن وكالة التوظيف عبر الإنترنت The Ladders.
يقول بلاك في سلسلة الفيديو الخاصة في "فاينانشيال تايمز" بعنوان "كيف تسرع مسيرتك المهنية؟": "السيرة الذاتية هي فقط لتجعلك تصل إلى المقابلة، وليس لإعطائك الوظيفة. ما ينبغي أن تفعله هو أن تحتوي على القدر الكافي لإثارة القارئ بأن الشيء التالي الذي يريد فعله هو مقابلتك فعلا. بالتالي، النقاط الثلاث التي تحاول تجاوزها في السيرة الذاتية هي أنك تتحمل المسؤولية، وأنك تحقق الأشياء، ومن الجيد أن تكون موجودا معهم".
ثانيا، انظر إلى ما هو موجود في الخارج هناك. إذا كانت الوظيفة التقليدية لا تهمك، فقد يكون من الصعب معرفة الخيارات الأخرى الموجودة.
قوائم الوظائف عبر الإنترنت هي إحدى الطرق لكي تكتسب إحساسا بالوظائف المتاحة. بعض المواقع المعروفة تشمل Milk round وProspects وTARGETjobs، أو منصات متخصصة مثل Gradcracker for Stem للخريجين. يتضمن تطبيق التوظيف Debut، ميزة "اكتشاف المواهب" حيث يمكن لأصحاب العمل الاتصال بك مباشرة وتسريع عملية تقديم الطلب.
يمكنك أيضا تجربة الدخول الفعلي في الشبكات. تقدم شركة Career Curious في مقرها في لندن أماكن لقاء للنساء. تصفها ليز سيبروك، الشريكة المؤسسة، بأنها "مجتمع للحصول على الأفكار، ومقابلة أشخاص آخرين وجمع النساء للحديث عن الحياة المهنية".
تقول: "في كل جلسة لدينا لجنة مكونة من ثلاث نساء لهن وظائف مختلفة. نحثهن على التحدث لمدة عشر إلى 15 دقيقة حول ما يفعلنه وأعتقد أن جزءا من ذلك كان جيدا في توعية الناس بالوظائف التي لم يكونوا يدركون وجودها في الواقع".
تساعد جلسات Career Curious أيضا في بناء مجتمع حيث يمكن للنساء مساعدة بعضهن بعضا للنهوض بحياتهن المهنية. تقول سيبروك من المهم أن نسمع عن التحديات التي يواجهها الناس لأنها "تؤكد حقيقة أنك قد تكون في منتصف فترة صعبة الآن".
ثالثا، كن منتجا في وقتك. يمكن أن توفر لك سنة أو سنتين من دون عمل مساحة ووقتا لمعرفة ما يهمك وبناء خبرتك.
لكن ما لم تكن استباقيا، فقد تصل إلى نهاية العام وأنت تفتقر إلى اليقين تماما كما كنت في البداية. حتى لو كانت خطتك هي السفر أو العمل، فقد يكون من المفيد أيضا محاولة إنشاء وقت للحصول على خبرة في العمل أو التدريب الداخلي. مواقع الإنترنت مثل GoAbroad.com تدرج فرص تطوع وتدريب عالمية، إضافة إلى منح دراسية للمساعدة على تغطية التكلفة.
تقول ديمبل أجاروال، نائبة الرئيس التنفيذي لشركة ديلويت يو كيه Deloitte UK للمحاسبة، ليس من المهم ما إذا كان مقدم الطلب قد أمضى سنة دون عمل أم لا. "بالنسبة لنا، ما يهم هو ما يمكنهم إحضاره إلى شركة ديلويت، وكيف يمكنهم تعزيز شركتنا، وما هو التأثير الذي قد يكون لديهم هنا".
وتضيف: "لن نختلف في نظرتنا من حيث الوظيفة، أو كيفية اختار الفرد قضاء عام كامل دون عمل، لكن ما هو مهم كيف تطور مقدم الطلب".
رابعا، استخدم شبكتك. اسأل الأصدقاء والعائلة وجهات الاتصال عن وظائفهم وعن أفضل الطرق المؤدية إلى ذلك القطاع. أوتيجا أوواجبا، مؤلفة كتاب "الكتاب الأسود الصغير: مجموعة أدوات للنساء العاملات"، الذي يقدم نصائح عملية للأشخاص الذين يبدأون حياتهم المهنية، تنصح بما يلي: "تأكد من أنك محترف للغاية عندما تتواصل مع الناس وأن تكون على استعداد لأداء الأعمال الشاقة. من المهم أن تكون مدركا لمدى انشغال الناس".
وتقول إن هذا يمكن أن يكون بسيطا مثل عرض الاتصال بهؤلاء الأشخاص بدلا من الاجتماع شخصيا، أو التحلي بالمرونة عندما تكون أنت متاحا.
تضيف أوواجبا: "فقط عندما اكتسبت خبرة أكبر أدركت مدى أهمية هذه الشبكات". مساعدة النساء الأخريات على إدراك ذلك جزء من السبب الذي دفعها إلى تأسيس Women Who، وهي مجتمع للمهنيات يحتوي على موارد مجانية ومدفوعة، مثل المساعدة على بناء علامتك التجارية الشخصية.
كثير من الخدمات المهنية في الجامعات تقدم أيضا دعما مستمرا للطلاب بعد التخرج ولديها قواعد بيانات للخريجين الجامعيين ويسعدهم تقديم المشورة بشأن خطوات حياتك المهنية الأولى.
خامسا، لا داعي للذعر. تقول إيما روزن، مؤلفة كتاب "الإجازة الراديكالية: كتيب جيل الألفية لأزمة ربع الحياة"، إن قضاء بعض الوقت في اختيار مسار وظيفي يؤتي ثماره على المدى الطويل. ولأنها كانت غير سعيدة في وظيفتها المأمونة في الخدمة المدنية فقد تركتها وشرعت في تجربة 25 مهنة في العام قبل أن تبلغ 25 عاما.
تقول روزن: ذهبت مباشرة من الجامعة إلى برنامج بارز للخريجين لأن هذا هو ما كان يفعله الجميع. وكان يبدو أشبه بـ"وظيفة الأحلام" لأنه لم تكن لديها فكرة تذكر عما كانت تنطوي عليه في الواقع.
العثور على فرص لمحاولة تجربة وظائف مختلفة كان أسهل مما كانت تظن في البداية، واستطاعت تأمين أماكن في أربع شركات خلال أسبوع واحد فقط، ما دفعها إلى الالتزام بمشروع 25 شركة قبل سن 25.
وتقول: "كنت ناجحة إلى حد كبير، جزئيا لأنني كنت أستهدف الشركات الصغيرة. من السهل كثيرا اتخاذ قرار في شركة صغيرة وكنت قادرة على تقديم شيء في المقابل. معظم الخريجين متمكنون من التكنولوجيا ويستطيعون أن ينفعوا الشركات، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالوسائط الاجتماعية".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES