FINANCIAL TIMES

نصف مليار شخص ضحايا «المرض العالمي»: ضغوط العمل

نصف مليار شخص ضحايا «المرض العالمي»: ضغوط العمل

من المتوقع أن يكون الموظفون متاحين على مدار الساعة للرد على رسائل البريد الإلكتروني في مختلف المناطق الزمنية، والرد على العملاء.
في كتابه "الموت من أجل الراتب"، يفترض جيفري فيفر الأستاذ في جامعة ستانفورد، أن هذه الأزمة تزداد سوءا مع مرور الوقت، في ظل ركود نمو الأجور وزيادة الاعتماد على اقتصاد الوظائف المرنة.
يقول فيفر: "نحن على طريق غير مستدام نهائيا. مراكز السيطرة على الأمراض تقول لك إن الأمراض المزمنة تمثل 86 في المائة من إنفاق الولايات المتحدة على الرعاية الصحية البالغ 2.7 تريليون دولار".
كثير منها يأتي من السلوكيات المرتبطة بالتوتر، وإذا أردت حل أزمة تكاليف الرعاية الصحية، فإن جزءا من ذلك الحل يجب أن يمر عبر مكان العمل" حسبما أضاف.
تظهر الدراسات أن الإرهاق سمة من سمات الموظفين الذين يهتمون أكثر شيء بعملهم.
مثل بيرترام ووالاس وماكونيل، غالبا ما لا يكون هؤلاء أسوأ موظفي صاحب العمل بل أفضلهم.
يوضح مايك تومبسون، الرئيس التنفيذي للتحالف الوطني لائتلافات مشتري الرعاية الصحية، وهو من كبار مؤيدي الصحة العقلية، أن: "هؤلاء هم الأشخاص الملتزمون بك تماما لدرجة أنهم لا يعرفون متى يتوقفون".
غادرت بيرترام القطاع المالي من أجل الحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال في كلية لندن للإدارة.
وتدير الآن مبادرات توعية حول الصحة العقلية استنادا إلى تجربتها. وتصف المغادرة بأنها أصعب وأفضل قرار اتخذته على الإطلاق؛ على الرغم من أنها كانت متفوقة، إلا أن تكاليف الاستمرار كانت مرتفعة فوق الحد.
"بالنسبة إلى هذه المنظمات الكبيرة، كنت أفضل المرشحين. كنت امرأة، مدفوعة لتحقيق النجاح، وكنت سأحب الوصول إلى المناصب العليا في شركة كبيرة. لا أريد التضحية بما قد يكون لدي من صحتي العقلية للقيام بذلك".
في أماكن العمل في جميع أنحاء العالم، غالبا ما يكون كبار المديرين غير متقبلين، أو حتى عدائيين، للمحادثات حول الصحة العقلية. كثير من المشاركين في استبيان صحيفة "فاينانشيال تايمز" الذين أخبروا فعلا المديرين عن مشكلاتهم، شعروا أنهم تعرضوا للتمييز أو أنهم أعطوا عملا أقل أهمية استجابة لذلك.
كان تيم كلايفيلد موظفا لدى شركة داو كيميكال في سويسرا نحو 30 عاما كعالِم أعلى في مجال البلاستيك والمطاط. كما هو الحال في كثير من الأحيان، نشأت لديه نوبة اكتئاب بسبب ظرف شخصي (طلاق) وتفاقمت بسبب العمل.
بعد انهيار زواجه، بدأ كلايفيلد يتناول مضادات الاكتئاب في ربيع عام 2015، لكنه لم يكن مرتاحا لذكر الأمر لزملائه أو رؤسائه. بعد أن تأقلم مع الدواء، فوت بعض المواعيد النهائية. يتذكر كيف كان يباشر التحديق في شاشة كمبيوتره، وكيف كان غير قادر على التركيز، بل حتى لا يعرف من أين يبدأ.
أقرب ما وصل إليه كلايفيلد للانفتاح بشأن حالته كان في عام 2016، عندما أخبر زميلا أعلى منه مرتبة في الشركة بشكل عابر، أنه جلس أمام كمبيوتره باكيا في وقت سابق من ذلك اليوم. يتذكر الرد بكل وضوح: "أتعرف، كان والدي يقول لي: توقف عن البكاء، وإلا سأمنحك شيئا تبكي عليه فعلا". في تلك اللحظة، شعر كلايفيلد أنه لا يوجد مكان له في شركة داو كيميكال.
هذه الفترة من المتاعب أدت إلى تخلف كلايفيلد في نظام تصنيف الموظفين في شركة داو – حيث إن عاما سيئا واحدا يمكن أن يتبعك لعدة أعوام – حتى "شعرت بالإرهاق التام" كما يقول. وانتهى إلى ترك وظيفته في عام 2016.
"أعتقد لو أنه عرضت علي إجازة لمدة ثلاثة أشهر لأتحسن، أو القليل من التعاطف، كان من الممكن أن أستجمع قواي وأكون موظفا منتجا في تلك الشركة مرة أخرى. أنا أعرف أنه لو كنت أعاني مرضا جسديا يمكن الشفاء منه، لكنت سأتلقى كل الوقت الدعم الذي أحتاج إليه" حسبما أضاف.
في بيان عبر البريد الإلكتروني، تقول شركة داو كيميكال: "شركة داو ملتزمة بتعزيز مكان عمل صحي لكل موظفينا، من خلال تقديم مجموعة واسعة من البرامج والخدمات التي تشمل السلامة الجسدية والرفاهية العقلية. في سويسرا مثلا، نقدم برنامجا شاملا يتراوح من خيارات الغذاء الصحي إلى برامج مساعدة الموظفين، حيث يستطيع الموظفون العمل بسرية مع خبراء لمعالجة الضغوط التي يمكن أن تؤثر في عملهم وحياتهم الشخصية".
كانت إيفا - ليس اسمها الحقيقي - شريكا أعلى لفترة طويلة في إحدى شركات المحاماة في لندن، عانت صدمة شخصية كبيرة.
إيفا التي تعد نفسها مدمنة عمل أحبت عملها، عادت إلى العمل لمدة 12 ساعة في اليوم.
بعد ثلاثة أعوام، شعرت بالإرهاق التام. وتصف الأمر بأنه ليس اكتئابا بل إرهاق منهك، حيث شعرت بالارتباك، وفي بعض الأيام لم تكن قادرة على مغادرة الفراش.
عرضت شركة إيفا عليها إجازة لعدة أسابيع. عند عودتها، تتذكر أن الإدارة العليا أخبرتها أنها تشعر بعدم الارتياح لتكون وحدها مع فريق عملها.
كتب طبيبها المعالج مذكرة قال فيها إنها مستعدة للعودة إلى العمل ولديها تفاعلات طبيعية، إلا أنه تم إبقاؤها بعيدة.
تقول، "كان الأمر فظيعا. ما لا تعرفه أسوأ بكثير مما تعرفه. تبدأ بالتفكير المفرط في كل شيء".
أصبح الأمر حلقة؛ أخذت إيفا مزيدا من الإجازات، وعند كل عودة كانت تواجه مزيدا من الحواجز، تشعر أن التزام شركتها العام بالصحة العقلية لم يكن مستداما خلف الأبواب المغلقة.
وتقول: "من السهل أن تبدو بصحة جيدة وأن يراك الآخرون وأنت تباشر الأشياء الصحيحة. يمكنك تقديم الاستشارة الداخلية وندوات الرفاهية للحالات السهلة. من الضروري أيضا وجود بنية تحتية مناسبة للحالات الأكثر تعقيدا".
في النهاية، طلبت الشركة من إيفا الرحيل. أحضرت محاميا وأجروا تسوية خارج المحكمة.
كجزء من التسوية، وقعت اتفاقية تخفي مطالبتها. عدد من الموظفين الذين تحدثنا معهم أشاروا إلى أن استخدام اتفاقيات عدم الكشف في قضايا التمييز على أساس الصحة العقلية في ازدياد.
الضغط على الموظفين الفرديين لإخفاء أي علامة تدل على أنهم يعانون مشاكلات يمكن أن يكون دلالة على ضغوط أوسع على الشركة بأكملها للتفوق – من المساهمين، أو أعضاء مجلس الإدارة أو المالكين من القطاع الخاص.
جوناثان، الذي تم تغيير اسمه، كبير الإداريين الماليين في شركة تابعة لشركة أكاديا للرعاية الصحية، وهي شركة عامة متعددة الجنسيات في مجال الصحة العقلية.
تعالج شركة أكاديا مجموعة واسعة من مشكلات الصحة العقلية، من الحالات النفسية الحادة للمرضى داخل المستشفى إلى العلاج خارج المستشفى، وتعمل في الولايات المتحدة وبريطانيا وبورتوريكو.
استجاب جوناثان إلى طلب صحيفة "فاينانشيال تايمز" ليس بسبب أزمة صحة عقلية شخصية، بل بسبب عدم راحة حاد بسبب قلة الدعم الذي توفره شركته لموظفيها.
ويقول: "من المفارقة أن الصحة العقلية تتخذ طبيعة ثانوية ضمن أكبر شركات الصحة العقلية في العالم. أشعر أن مجموعة مهاراتي قد توقفت، ونمو حياتي المهنية أصيب بالركود وصحتي قد تراجعت".
يتمتع جوناثان بمنظور فريد باعتباره كبير الإداريين الماليين، حيث إن أكبر صراعه الأخلاقي هو استرضاء شركته الأم ومساهميها، وهو غالبا ما يتعارض مع رعاية المرضى.
قال لصحيفة "فاينانشيال تايمز": "بصفتي كبير الإداريين الماليين، أنا أهتم بوضعنا المالي، لكن يقع مكتبي بجانب إحدى وحدات المرضى الذين يتلقون العلاج في الداخل. أستطيع سماع كل شيء. إذن أي سيد تخدم؟ هل تخدم رئيسك في العمل، الذي يسيطر على وظيفتك؟ أم هل تخدم ما تعتقد أنه الأمر الصحيح أخلاقيا الذي يجب القيام به؟ لا يوجد منفذ حقيقي للحديث عن ذلك".
كما هو شائع في كثير من الشركات الأمريكية، يقدم مستشفى جوناثان للموظفين الجدد عشرة أيام فقط مدفوعة الأجر سنويا، والتأمين الصحي الأساسي الذي يفرضه القانون.
يقول: "لم أسمع أبدا أي شخص يقول فعلا إنه ينبغي علينا رعاية صحتنا العقلية، أو أن هناك شخصا ما متوافرا للتحدث معه. يشعر الأشخاص بالإرهاق الشديد. ولا يعرفون إلى أين يذهبون. لا يعرفون استخدام مزاياهم. هذا يربكني تماما".
لم تستجب شركة أكاديا لطلبات التعليق من أجل هذا المقال.

التأمين لـ16 % وقانون التكافؤ
الذين حصلوا على التأمين الصحي من خلال العمل، وفقا لاستبيان صحيفة "فاينانشيال تايمز"، شعروا أن مزاياهم جيدة للصحة العقلية بقدر ما هي للصحة الجسدية.
على أن النسبة ضمن المستجيبين للاستبيان إعلاه، لم تتجاوز 16 في المائة، وهو معدل بالغ التدني.
في أمريكا، هذا مخالف للقانون. على أنه بفضل باتريك كينيدي عضو الكونجرس الأمريكي السابق، أقر قانون تكافؤ الصحة العقلية وإنصاف الإدمان في عام 2008. دعم كينيدي للصحة العقلية ينبع من صراعه الخاص مع الإدمان والاضطراب ثنائي القطب.
وفقا لقانون التكافؤ، لا تستطيع شركات التأمين التمييز من خلال فرض دفعات مشتركة أعلى، أو خصومات أعلى أو حدود حياة أقل على مطالبات الصحة العقلية. لكن أكبر شركات التأمين في البلاد غالبا ما تنتهك القانون بشكل فظيع، وعندما تثبت إدانتها تعاني غرامات ضئيلة.
ميرام بندات من شركة سايك-أبيل للمحاماة الأمريكية، المتخصصة في القضايا المتعلقة بالصحة العقلية، يقول إن شركات التأمين والشركات الكبرى غالبا ما تعمل معا لرفض تقديم الخدمات للمرضى الذين يعانون مرضا عقليا.
وحيث إن الأعراض أقل قابلية للقياس مما هي في المرض الجسدي، تستخدم الشركات المنطقة الرمادية لدفع مبالغ أقل في المطالبات، ما يؤدي إلى انخفاض تكاليفها وأقساطها.
"إذا دخلت أي مستشفى وكنت تنزف من ساقك، فهذا أمر من السهل رؤيته. إما إذا دخلت مركز علاج سكنيا وكنت تنزف من روحك، فهذا أمر من الصعب أكثر تقييمه جسديا. لذلك من السهل أكثر التمييز" على حد قوله.
في أوائل آذار (مارس) الماضي، شارك في قيادة قضية ضد شركة تابعة لمجموعة يونايتد هيلث، أكبر شركة تأمين للرعاية الصحية في الولايات المتحدة.
رأت محكمة فيدرالية في كاليفورنيا أن مجموعة يونايتد حرمت بشكل غير قانوني علاج الصحة العقلية، جراء تعاطي نحو 50 ألف عميل مؤمن للمخدرات.
قد يكون الحكم بمنزلة سابقة جديدة تجبر شركات التأمين على أخذ قانون التكافؤ بجدية أكثر.
يقول كينيدي لصحيفة "فاينانشيال تايمز" إنه ما لم يبدأ كبار المسؤولين التنفيذيين في كافة أنحاء أمريكا، بالطلب من رؤساء الموارد البشرية في شركاتهم التأكد من أن شركات التأمين التي يتعاملون معها تحترم قوانين التكافؤ، سيكون هناك مزيد من الدعاوى القضائية: "أعرف أن الشيء الوحيد الذي غالبا ما يجعل الأشخاص يتحركون، سواء كان في وول ستريت أو وادي السيليكون أو العاصمة واشنطن، هو التهديد بالمساءلة".
في عام 2013، أصبحت كندا أول بلد في العالم يعلن معيارا وطنيا للصحة النفسية في مكان العمل.
من خلال الإشراف على لجنة الصحة العقلية الممولة من الحكومة، تمنح الشركات منهجية تدريجية لبناء مكان عمل صحي نفسيا، تشمل العثور على قائد كبير لدعم القضية إلى قياس نتائج المبادرات الجديدة.
تقول دونا هارداكر، التي شاركت في المبادئ التوجيهية وتعمل لإدخال المنهج في كاليفورنيا، "كل منظمة ستنفذ هذا بطريقة مختلفة. الفكرة هي أن علينا معالجة القضايا بشكل منهجي. هذا لن يحدث لمرة واحدة. لا يمكن أن تكون لدينا ورشة عمل واحدة فقط ونقول: حسنا، نحن جيدون في هذا".


تفاوت استجابة الشركات للمبادرات
الشركات في أنحاء العالم جربت أمورا جذرية لتحسين الصحة العقلية للموظفين. البعض منها تستخدم معالجين في الموقع. شركة تأمين في نيوزيلندا اختبرت أسبوع عمل لمدة 32 ساعة، وأفادت بانخفاض الضغوط وزيادة مشاركة الموظفين.
في ألمانيا، تضبط شركة فولكس واجن خوادمها الداخلية لعدم توجيه أي رسالة بريد إلكتروني إلى الموظفين بين الساعة 6:15 مساءا والساعة 7 صباحا.
بموجب قانون "الحق في قطع الاتصال" في فرنسا، إذا لم يكن بالإمكان الوصول إلى أي موظف على هاتفه الذكي خارج ساعات العمل، لا يمكن أن يعد هذا سوء تصرف.
يعتقد معظم الخبراء أنه لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه.
بوبي جامان، الرئيسة التنفيذية ومديرة البرنامج في "تحالف سيتي للصحة العقلية" في لندن، تقول إنه لكي يتحسن مكان العمل، لا بد من إدماج الصحة العقلية للموظف في مقاييس الشركة.
وتضيف: "ما الهدف المخيف الكبير بشأن الصحة العامة الذي يذهب إلى مجلس إدارتك، الذي سيكون له تأثير في المحصلة النهائية لشركتك؟ إلى أن يصبح هذا بندا في أجندة مجلس الإدارة، فلن يكون أولوية أبدا".
أنطونيو هورتا أوسوريو، الرئيس التنفيذي لمجموعة لويدز المصرفية، أصبح مدافعا قويا في محاربة التحريم في مكان العمل بشأن الصحة العقلية.
في عام 2011، أدخل نفسه في أحد المستشفيات لأنه كان يعاني أرقا ناتجا عن الإجهاد، وغاب عن العمل لمدة شهرين.
ومنذ عودته يهدف إلى أن يجعل شركة لويدز نموذجا للصحة العقلية. وقال في مقابلة مع "فاينانشيال تايمز": "ما نحاول القيام به الآن أن نكون مثالا للشركات الأخرى. لتقود شركتنا أيضا لا بد من أن تكون قدوة لغيرها في كسر حصار هذا الأمر المحرم".
تغطي مجموعة لويدز الآن العلاج الخاص للصحة العقلية لغاية 50 ألف جنيه سنويا، وهو رقم يتماشى مع تغطية الصحة البدنية. كما أن لديها مديرا مختصا لبرنامج للتدريب على الصحة العقلية، ومبادرات لتشجيع الزملاء على التحدث بصراحة عن صحتهم العقلية، وبرنامجا لبناء المتانة والقدرة على المقاومة – بما في ذلك التدريب على التغذية، وإدارة النوم، والتحليل النفسي.
يقول هورتا أوسوريو إن حافزه الرئيسي أخلاقي، وإنه لم يلق قط أي مقاومة من المساهمين: "يفهم مساهمونا بشكل متزايد أن الشركات يتعين عليها أن يكون لديها هدف يتجاوز مجرد تحقيق الربح. انخراط موظفينا تضاعف منذ عام 2011، ويرى المساهمون النتائج المالية لذلك أيضا".
في شركة برودنشيال، بدأ أندرو كرايتون، كبير الإداريين الطبيين، قياس الإنتاجية والصحة العامة باستخدام استبيان للموظفين.
في عام 2015، أظهرت النتائج نسبة مئوية عالية من الموظفين الذين يعانون إجهادا ماليا ورضا متدنيا عن حياتهم، لذلك بدأت الشركة بتقديم إرشادات بشأن الميزانية.
وحين رأوا أن هناك ارتفاعا في مشاعر القلق بشأن رعاية الأطفال، زادوا من عدد الساعات المتاحة لدعم رعاية الأطفال.
في عام 2017، شاهدوا زيادة بنسبة 47 في المائة في الرضا عن الحياة.
وفقا لما يقوله كرايتون، هذه المبادرات المدفوعة بالبيانات ليست مكلفة. بل هي بالأحرى ساعدت الإنفاق المباشر بصورة أكثر فعالية.
ويقول: "هذا الأمر يكلف الشركات منذ الآن المال من حيث الإنتاجية، ولربما من حيث المنافع الصحية. كل ما في الأمر أنهم لا يدركون ذلك".
أكثر من أي شيء آخر، تريد جوانا ليت أن تعمل وفاة زوجها على فتح أعين الناس على التكلفة – والخطر – المترتبة على اعتبار قضايا الإجهاد والإنهاك والصحة العقلية من المحرمات في مكان العمل.
أثناء جلوسها في لوس أنجلوس، وهي محاطة بصورها وصور زوجها وهما يبتسمان، تمر عبر مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني التي تلقتها من الزملاء والغرباء منذ وفاة ماكونيل.
وتقول: "هناك كثير من القصص التي يقول فيها الناس: كنت أشعر تماما بما كان يشعر به جيب. لم يكن يخطر ببالي أن أطلب المساعدة من الناس. على أن هذا أمر لا بد أن يتغير".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES