FINANCIAL TIMES

الثقافة التقليدية الصعبة عامل مضاد

الثقافة التقليدية الصعبة عامل مضاد

قال البعض لصحيفة «فاينانشيال تايمز» إنهم يعتقدون أن قيادة الشركة لم تستجب بما يكفي بعد وفاة ماكونيل. شعروا أنه لم يكُن هناك التزام واضح لدعم الموظفين الذين مثل ماكونيل توصلوا إلى أن الثقافة الصعبة في شركة سيدلي أوستن، بيئة بغيضة لكي ترفع يدك فيها.
يقول أحد الزملاء السابقين، “توجد بالطبع موارد متاحة، لكن لا توجد ثقافة أو شعور بالأمان الآن في تلك المجموعة من المكاتب.
قد تكون لديك الموارد لكن ما لم تكُن لديك الثقافة المناسبة، لن يشعر الأشخاص بالأمان في استخدامها أو الاتصال بشخص ما طلباً للمساعدة”.
عندما سُئل ما إذا كانت الشركة قد اتخذت تدابير الصحة العقلية على المدى الطويل استجابة لوفاة ماكونيل، يقول كليفنر: لا.
ويُشير إلى مبادرات كانت الشركة قد اتخذتها من قبل، من تغطية التأمين السخية للصحة العقلية إلى الخطوط الساخنة المجهولة وبرامج العافية، التي تشمل تقديم الفاكهة الطازجة وتشجيع اللياقة البدنية.
يقول، “يحظى برنامجنا بحضور أفضل لأن وفاة ماكونيل ذات صلة. لدينا برنامج مرونة، لكن كان الأشخاص مشغولين بحياتهم اليومية”.
كثير من المواضيع في قصة ماكونيل كانت أيضاً بارزة في ردود قرّاء صحيفة «فاينانشيال تايمز»، حيث تشاطروا المخاوف حول أربع قضايا كبيرة: الإجهاد، ووصمات العار الثقافية، والضغط من الإدارة العُليا، والخوف من التعرّض للعقاب. اتصلنا بعدة مستجيبين لفهم المشكلات المتكررة. وافق البعض على التحدث بشكل رسمي؛ وطلب آخرون استخدام اسمهم الأول أو اسم مستعار.
انضمت سارة بيرترام إلى قاعة التداول في “سيتي جروب” في لندن في حزيران (يونيو) من عام 2012. ارتقت سريعاً في المناصب، من برنامج نساء الغد إلى فترة تدريب في التداول إلى وظيفة بدوام كامل كمحللة مبيعات.
وتقول: “كنت أقول في نفسي، هذا الشيء الذي يدعى قاعة التداول يبدو رائعاً للغاية. تخرج مع العملاء. إنه سريع الخُطى. إنه مثل الأفلام. وكنت أحب عامي الأول. كان ممتعاً وكان هناك منحنى تعليمي ضخم”.
بعد بضعة أعوام، تلقت بيرترام تشخيصاً صحياً مخيفاً، وضغوط العمل والصحة المنافسة، ما تركها في دورة من التوتر. وتقول: “التأخر في العمل مع العملاء وعدم الحصول على قسط جيد من النوم ربما أسهم في تشخيص حالتي الصحية السيئة. ثم أصبحت هذه الدورة الدائمة التي تتألف من عدم النوم، ثم القلق بشأن عدم تحقيق أهدافي وعدم تلقي الأجر أو الحصول على ترقية، كان الأمر يستنزف طاقتي. أردت التعلم والنمو، لكنني شعرت أنني مجرد جرذ اختبار على دولاب”.
في صباح أحد الأيام، انهارت بيرترام قبل الذهاب إلى العمل. ولم تُخبر رئيسها أبداً. تقول، “أنظر إلى صوري في ذلك الوقت، كنت أبدو نصف ميتة. فقدت كثيرا من الوزن. كنت شاحبة. وقلت في نفسي، بالتأكيد شخص ما لاحظ هذا وكان ينبغي أن يتحدث. أعتقد أنه كان قد تم إهمال ذلك الجانب من الإدارة. قد يتفقدونك إذا أصبح أداؤك ضعيفاً، لكن لأنني كنت لا أزال أعمل جيداً، لم يكن يبدو أن هناك من يهتم”.
تقول مجموعة سيتي إنها نفذت تغييرات كبيرة منذ مغادرة بيرترام في آذار (مارس) من عام 2017.
تقول لوري زيمرمان، المديرة الطبية العالمية في مجموعة سيتي في رسالة بريد إلكتروني لصحيفة «فاينانشيال تايمز»: “نأسف على هذه التجربة التي خاضتها هذه الزميلة السابقة أثناء العمل في مجموعة سيتي، ونسعى جاهدين للقيام بعمل أفضل”.
“نسعى باستمرار لفهم التحديات التي يواجهها زملاؤنا لنجعل الرفاهية الجسدية والعقلية لكل زميل أولوية قصوى. على وجه الخصوص، قمنا بتعزيز موارد الصحة العقلية والدعم المُتاح لزملائنا بعدة طرق منذ عام 2012، ونتطلع دائماً إلى إيجاد السبل لتوسيع نطاق هذه العروض”.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES