وتندرج المسابقة ضمن برنامج التراث الصناعي، الذي أعلن الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، تأسيسه تحت مظلة وزارة الثقافة، وذلك نهاية شهر أبريل الماضي.
وتهدف مسابقة توثيق التراث الصناعي إلى اكتشاف أهم المعالم المعبرة عن هذا التراث في جميع مدن المملكة ومحافظاتها، بمشاركة المواطنين والمقيمين من مختلف الشرائح الاجتماعية.
وقال الأمير بدر بن فرحان، وزير الثقافة في تغريدة له "بعد تأسيس برنامج المحافظة على التراث الصناعي والجهود المبذولة لدعمه، نطلق اليوم مسابقة لتعزيز مفهومها، فبلادنا تمتلك أرضا صلبة لمواقع التراث الصناعي".
وتفاعل عدد من الوزراء مع تغريدة وزير الثقافة، حيث أشاد المهندس عبدالرحمن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة بالمسابقة، موضحا أن منظومة البيئة والمياه والزراعة تمتلك مواقع من التراث الصناعي محفورة في ذاكرة السعوديين، كمحطات التحلية والسدود، وأبراج المياه وقنوات الري التاريخية، وصناعات مرتبطة بالزراعة المحلية.
وأبدى الدكتور ماجد القصبي، وزير التجارة والاستثمار سعادته في المساهمة بالمحافظة على التراث الصناعي في المملكة، من خلال توفير سبل التعاون مع القطاع الخاص، شركاء مسيرة الصناعة، مشيرا إلى أن بيوت الصناع والتجار تزخر بقصص وإنجازات أسهمت في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
من جهته، أكد المهندس خالد الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، المشاركة في توثيق التراث الصناعي في المملكة التي تزخر بحسب وصفه بتاريخ عريق ومشرق في مجالات الصناعة والتعدين والطاقة، مضيفا "كوني أمضيت جل أعوام عملي فيها فالفرص هائلة، وأبواب منظومة الوزارة مفتوحة لكامل الفريق العامل في هذا المشروع الوطني الرائد".
بدوره، قال الدكتور نبيل العامودي وزير النقل في تغريدة له، إن المشروع طموح ويضع التراث الصناعي في المملكة في مكانه الصحيح، لافتا إلى أن قطاع النقل يضم فرصا سانحة لمنظومة تدعم الصناعة في المملكة عبر عقود، كالموانئ ومحطات القطار والمطارات أيضا.
ويعد التراث الصناعي من الأنماط التراثية الحديثة المرتبطة بالتطور الصناعي في العالم، ويشتمل على بقايا الثقافة الصناعية القديمة، سواء التقنية أو الاجتماعية أو المعمارية أو العلمية، ويتكون من المباني والآلات والمصانع والمناجم ومواقع التكرير والمستودعات.
من جانبه، قال المهندس أحمد الراجحي وزير العمل والتنمية الاجتماعية، في معرض رده على تغريدة وزير الثقافة، إن "الخطوة رائعة وستسهم بلا شك في المحافظة على التراث الصناعي، ونحن في منظومة العمل والتنمية الاجتماعية نسعد بأن نكون شركاء معكم لدعم هذا المشروع الوطني، ليطلع أبناء الوطن على ما تمتلكه المملكة من إرث صناعي تاريخي نفخر به، صنع بأيد سعودية".
وتفتح المسابقة باب المشاركة فيها بدءا من اليوم ولفترة تستمر لثلاثة أشهر، وتنتهي في 6 أكتوبر المقبل، ويتطلب الاشتراك فيها إرسال صور أو مقاطع فيديو ومعلومات عن أي موقع في المملكة يرى المتسابق أنه يحقق شروط التراث الصناعي، وذلك عن طريق الموقع الرسمي للمسابقة.
وستخضع جميع المشاركات فيما بعد لتقييم لجان تحكيم متخصصة، على أن يتم الإعلان عن أسماء الفائزين في شهر نوفمبر المقبل، وتتركز معايير الفوز بالمسابقة على الجهد، الذي بذله المتسابق في اكتشاف الموقع الصناعي وتصديق معلوماته.
وتنقسم المسابقة إلى ثلاثة مسارات؛ الأول خاص باكتشاف مواقع التراث الصناعي، ويكون المطلوب من المتسابق إرسال صور ومقاطع فيديو ومعلومات أساسية عن الموقع المكتشف، فيما يتعلق المسار الثاني بتسجيل القصص وتفاصيل الأحداث، التي أثرت في الصناعة والحياة الاجتماعية عن طريق تسجيل مقاطع صوتية أو فيديو. فيما يتعلق المسار الثالث بتوثيق قصة الموقع الصناعي من خلال جهد بحثي يشتمل على تاريخ الموقع وتأثيره في الصناعة والمجتمع، وتصل الجائزة في هذا المسار إلى 300 ألف ريـال سعودي.
ووضعت اللجنة المنظمة شروط وتفاصيل المسابقة في موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت متضمنة شرحا لمفهوم التراث الصناعي وشروط تصنيفه ونوعية المواقع التراثية، التي تندرج تحت هذا النوع من التراث.
وتتميز المملكة بإرث قديم في التراث الصناعي يتمثل في ريادة صناعة النفط والغاز والمعامل لتحلية المياه وصناعة البتروكيماويات، ومناجم التعدين والأسمنت، ومنظومة النقل الداعمة للصناعة من موانئ وقطارات.
وتسعى المسابقة إلى الاستفادة من جهود أفراد المجتمع بمختلف شرائحهم لتوثيق أهم معالم هذا التراث والإسهام في تأسيس أول قاعدة بيانات وطنية لجميع المواقع الصناعية المنضوية تحت هذا التصنيف.
وكان وزير الثقافة رئيس اللجنة التأسيسية للجمعية السعودية للمحافظة على التراث الصناعي، قد أعلن في 29 أبريل الماضي تأسيس الجمعية السعودية للمحافظة على التراث الصناعي بدعم من وزارة الثقافة، وذلك في اجتماع عقد في حي البجيري في الدرعية، بحضور الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار، والمهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، وجمع من الصناعيين.
أضف تعليق