اتصالات وتقنية

أيهما أهم: التواصل الاجتماعي أم خصوصية المستخدمين؟

أيهما أهم: التواصل الاجتماعي أم خصوصية المستخدمين؟

أيهما أهم: التواصل الاجتماعي أم خصوصية المستخدمين؟

غيرت شبكات التواصل الاجتماعي أسلوب حياة المستخدمين من حيث تواصلهم مع الآخرين على كافة الأصعدة، فسواء كان التواصل شخصيا أو تعليميا أو ترفيهيا أو حتى لغرض العمل، باتت الشبكات الاجتماعية جزءا أساسيا في هذه العمليات من التواصل، إلا أنه في الوقت ذاته زادت المخاطر الأمنية ومخاطر انتهاك الخصوصية التي تحف مستخدمي هذه الشبكات، وهذا يضع المستخدمين في حيرة من أمرهم ويجعلهم يتساءلون: أيهما أهم، التواصل الاجتماعي أم تأمين الخصوصية؟
هناك عديد من المخاوف المحيطة بحماية الخصوصية الرقمية جعلت المستخدمين أكثر قلقا بشأن استخدام معلوماتهم الشخصية على الإنترنت وانتشارها، فبحسب شركة تقرير "القيمة الحقيقية للخصوصية الرقمية: هل يبيع المستخدمون أنفسهم على الإنترنت؟" الذي بني على دراسة الطرق والأسباب التي تجعل المعلومات الشخصية للمستخدمين بالغة القيمة لهم، فإن 47 في المائة من المستخدمين مستعدون للتخلي عن حساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعي لضمان الحفاظ على خصوصية بياناتهم مدى الحياة.
فبعد أن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، مثل «فيسبوك»، و«إنستجرام»، و«تويتر»، وسناب شات جزءا مهما من الحياة اليومية لمعظم مستخدمي الإنترنت، فإن 88 في المائة من الأفراد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يستخدمون هذه المنصات التي تتيح في مقابل الحصول على بعض البيانات عن مستخدميها، فرص التعبير عن أنفسهم والتواصل مع أصدقائهم وأفراد أسرهم، وكذلك مطالعة الأخبار والأفكار والتوجهات، أينما كانوا وفي أي وقت.
ومع ذلك، وحتى مع مختلف المنافع التي تحققها قنوات التواصل الاجتماعي للمستخدمين، سيظل البعض مستعدا لاختيار الانسحاب منها إذا ساعد ذلك على استعادة خصوصيته الرقمية استعادة دائمة إلى الأبد، حيث إن البعض منهم يقوم بإفشاء بيانات تسجيل الدخول على صفحات غير محمية كتلك التي تطلب المعلومات الشخصية لإجراء الاختبارات الترفيهية التي انتشرت أخيرا عن المستخدمين مثل "أي المشاهير تشبه؟" أو "ما وجبتك المفضلة؟" الذين تبلغ نسبتهم 17 في المائة، والذين بدورهم لن يكونوا قادرين على القيام بالدخول إلى الشبكات الاجتماعية لأنهم تعرضوا للاحتيال من قبل هذه الصفحات.
ولعل الأمر الأكثر إثارة للدهشة، في التقرير الذي أصدرته شركة كاسبرسكي، أن 24 في المائة من مستخدمي الهواتف المحمولة سيكونون مستعدين للتخلي عن هواتفهم تماما لضمان خصوصية بياناتهم لبقية حياتهم، وذلك في الوقت الذي يرتفع فيه عدد مستخدمي الهواتف المحمولة بنسبة 2 في المائة سنويا فقط.
وتعتمد جودة تجربة المستخدم اليوم في قنوات التواصل الاجتماعي اعتمادا كبيرا على الحجم الكبير من معلومات المستخدم الشخصية التي تحصل عليها هذه القنوات. وقد لا يكون من المستغرب أن يبرز الشعور بالحنين إلى خصوصية البيانات المفقودة إلى الأبد، بالنظر إلى القدر الهائل من البيانات والمعلومات التي يقدمها المستخدم، التي تتضمن معلومات مالية، أو أخرى تتعلق بالموقع، أو أنماط التسوق، أو تفضيلات الطعام، أو حتى الحالة الاجتماعية.
لكن حتى التضحية بالحضور على وسائل التواصل الاجتماعي بالكامل لن تكون كافية لحماية الخصوصية الرقمية؛ فالأمر ليس صفقة يمكن المساومة عليها لإنجازها، وإنما عملية ذات أبعاد متشابكة.
وبدأ المستخدمون منذ عدة سنوات بتقديم معلوماتهم الخاصة إلى خدمات التواصل الاجتماعي، في مقابل الحصول على مزايا مختلفة، من دون التفكير حتى في التهديدات المحتملة وعواقب فعلهم هذا، وهو ما يزيد من فرصة وقوع حوادث تسريب البيانات في جميع أنحاء العالم، حيث يفضل كثيرون عدم الكشف عن حقائق معينة عن أنفسهم أمام الملأ، وبدأوا لأجل ذلك يولون طبيعة المعلومات التي يقدمونها عبر الإنترنت مزيدا من الاهتمام، ومع ذلك، فإن الأغلبية لا تزال تجهل كيفية حماية خصوصيتها الرقمية، بل إنها مستعدة للتخلي عن حضورها في وسائل التواصل الاجتماعي لضمان الحفاظ على معلوماتها آمنة. وأشار التقرير إلى أن السبيل الأمثل للحفاظ على أمن المعلومات الشخصية على قنوات التواصل الاجتماعي يتمثل في تحديد ماهية المعلومات التي يقوم المستخدم بنشرها في حساباته في شبكات التواصل الاجتماعي، مع الحرص على استخدام الحلول الأمنية الكفيلة بمنح المستخدمين مزيدا من الثقة بأمن بياناتهم عبر الإنترنت، واختيار كلمات مرور قوية للحسابات الشخصية عليها، وبتجنب فتح ملفات غير مألوفة أو معروفة وتخزينها على الأجهزة، فقد تكون ملفات خبيثة.
كما يجب عدم الانجراف إلى التعامل مع أشخاص مشبوهين يقدمون وعودا بمنح أشياء ثمينة في مقابل الحصول على البيانات الشخصية، وتجنب مشاركة الآخرين قدرا كبيرا من التفاصيل الشخصية، وبتجنب استخدام كلمة المرور نفسها لأكثر من موقع أو خدمة واحدة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من اتصالات وتقنية