اتصالات وتقنية

توجه لإسناد مهمة إدارة الأمن الإلكتروني إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي

توجه لإسناد مهمة إدارة الأمن الإلكتروني إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي

بدأت تقنيات الذكاء الاصطناعي تلعب دورا مهما بالفعل في قضايا الأمن الإلكتروني وإدارتها، مع قدرة هذه التقنيات على المساعدة على اكتشاف ومنع الهجمات الإلكترونية من خلال إمكانات وقدرات جديدة تتمتع بها هذه التقنيات ويعجز عنها العقل البشري، وهو ما يفسر توجه عديد من الجهات والشركات إلى الاعتماد على هذه التقنيات في صد هذه الهجمات.
فقد كشفت دراسة قامت بها شركة بالو ألتو نتوركس ومؤسسة يوجوف للأبحاث أن ما يزيد قليلا على ربع المشاركين في الدراسة الذين بلغت نسبتهم 26 في المائة يفضلون إدارة أمنهم الإلكتروني بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي بدلا من الاعتماد على القوة البشرية لتنفيذ ذلك. وقد أظهر المشاركون في إيطاليا أكبر قدر من الثقة بتقنيات الذكاء الاصطناعي بنسبة 38 في المائة، في الوقت الذي أشار فيه 21 في المائة فقط من سكان المملكة المتحدة إلى تفضيلهم تقنيات الذكاء الاصطناعي على البشر لحماية حياتهم الرقمية.
كما أشارت الدراسة إلى أن الناس الأكثر انفتاحا على تقنيات الذكاء الاصطناعي يتمتعون بنظرة إيجابية حول الدور الذي يلعبه الأمن الإلكتروني في حياتهم اليومية. حيث أشار ما يقرب من ثلث المشاركين الذين بلغت نسبتهم 29 في المائة ممن يفضلون إدارة أمنهم الإلكتروني بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى أنهم يشعرون بأن عمليات التحقق من مستويات الحماية لبياناتهم لها تأثير إيجابي كبير في تجربتهم الإجمالية على شبكة الإنترنت، مقارنة بالمعدل العام البالغ 20 في المائة.
أشارت "بالو ألتو نتوركس" إلى أنه من المشجع حقا أن تتقلص الفجوة التي تفصل بين تقنيات الأمن الإلكتروني التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتلك التي تتم إدارتها من قبل البشر، إضافة إلى إظهار الناس لموقف إيجابي أكبر تجاه عمليات التحقق من الأمن الإلكتروني التي تأتي مع تفضيل أكبر لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو توجه يتبناه مزيد من الأفراد في المستقبل، فالبشر بطبيعتهم يتجنبون المخاطرة بشكل عام، لكن تطبيق ابتكارات جديدة دائما ما يحتاج إلى اتخاذ خطوات جديدة، ولا يزال كثيرون يرون أن التغيير يشكل مخاطرة بالنسبة لهم وذلك بسبب تحمل مسؤولية فقدان البيانات، والسعي نحو الحفاظ على أمن البيانات الشخصية، هي الخطوة الأولى نحو التأكد من أن الممارسات المستخدمة هي أفضل الممارسات.
وكشفت الدراسة أيضا عن آراء متباينة حول تصور المشاركين لمستويات الأمان الذي تتمتع به تقنيات إنترنت الأشياء IoT، مثل الأجهزة المنزلية الذكية والأجهزة القابلة للارتداء، حيث يعتقد 38 في المائة من المشاركين أن هذه التقنيات آمنة، لكن عددا مماثلا لهم تقريبا 43 في المائة يعتقدون عكس ذلك.
وأفضت نتائج الدراسة إلى أنه على الرغم من وجود فجوة بين الأجيال المختلفة فيما يتعلق بنظرتهم نحو تفضيل الأمن الإلكتروني الذي تديره تقنيات الذكاء الاصطناعي من عدمه، إلا أن هذه الاختلافات لا تعد كبيرة للغاية، حيث أظهر جيل الألفية اهتماما أكبر بشكل طفيف بنسبة 31 في المائة مقارنة بنسبة 23 في المائة سجلها جيل الطفرة السكانية.
كما بات اعتماد الناس على أنفسهم لضمان مستوى الأمن الإلكتروني المطلوب يشكل توجها عالميا، حيث يتحمل 54 في المائة من المشاركين مسؤولية حماية بياناتهم الشخصية عند استخدامهم لشبكة الإنترنت، حيث إن الاختلاف بين الجيل الأصغر سنا الذين تراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما والجيل الأكبر سنا الذين تتجاوز أعمارهم 55 عاما وأكثر هو الأبرز هنا، حيث يتحمل 43 في المائة فقط من سكان الجيل الأصغر سنا مسؤولية حماية بياناتهم الشخصية، مقارنة بـ58 في المائة من سكان الجيل الذين تراوح أعمارهم بين 55 وما فوق.
ويرى ربع المشاركين الذين تبلغ نسبتهم 25 في المائة أن مسؤولية ضمان الأمن الإلكتروني تقع على عاتق الجهات المسؤولة عن إنفاذ القانون، ويرى 28 في المائة منهم أن هذه المسؤولية تقع على عاتق القطاع العام بشكل مباشر.
ووافق أغلبية المشاركين الذين بلغت نسبتهم 44 في المائة على أن تقنيات الأمن الإلكتروني تمنحهم قدرة أكبر على تجنب قضاء كثير من الوقت في القلق بشأن فقدان البيانات الشخصية، مقابل 14 في المائة ممن لا يوافقون على ذلك.
وفي الوقت ذاته يرى 67 في المائة من المشاركين أنهم يبذلون قصارى جهدهم لمنع فقدان بياناتهم الشخصية، وترتفع هذه النسبة 75 في المائة من المشاركين الذين تراوح أعمارهم بين 55 عاما وأكثر، بينما تنخفض إلى 59 في المائة بالنسبة للمشاركين الذين تراوح أعمارهم بين 25 و 34 عاما.
ويذكر أن الدراسة شملت أكثر من عشرة آلاف شخص في الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا، عن أبرز سلوكيات الناس تجاه تقنيات الأمن الإلكتروني الجديدة، مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي، ودور هذه التقنيات في حماية حياتهم الرقمية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من اتصالات وتقنية