ثقافة وفنون

الأندية الأدبية على غرار البيوت الثقافية .. متاحف مصغرة للآداب والفنون

الأندية الأدبية على غرار البيوت الثقافية ..
متاحف مصغرة للآداب والفنون

الأندية الأدبية على غرار البيوت الثقافية ..
متاحف مصغرة للآداب والفنون

الأندية الأدبية على غرار البيوت الثقافية ..
متاحف مصغرة للآداب والفنون

الأندية الأدبية على غرار البيوت الثقافية ..
متاحف مصغرة للآداب والفنون

حالة من الضبابية لا تزال تحيط بجمعيات الثقافة والأندية الأدبية والمراكز الثقافية، ولم يتضح مصيرها بعد، والمهام المنوطة بها، ولا سيما بعد انتقال أنشطتها أخيرا من وزارة الإعلام إلى وزارة الثقافة.
إلا أن تاريخ هذه الأندية والجمعيات يشهد له الجميع، فهي صروح وكيانات أنشئت قبل نحو 50 عاما، في حين تعاني اليوم ركودا وهجرة من المثقفين، لأسباب متباينة، لعل أبرزها سطوة وسائل التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و"فيسبوك" و"سناب شات"، واعتمادها على النخبة والأكاديميين، فهل تنجح وزارة الثقافة في إعادة وهج هذه الأندية والجمعيات بروح جديدة مواكبة للعصر الحديث؟

خطة جديدة
تتجه وزارة الثقافة نحو وضع خطة تصحيحية لمسار جمعيات الثقافة والفنون والأندية الأدبية في مختلف المناطق، بحيث تشرك المبدعين والموهوبين والمثقفين الشباب في الفعل الثقافي، بعد أن كادت أن تكون حكرا على الأكاديميين والنخبة وأدباء الصف الأول.
يأتي ذلك في الوقت، الذي كشفت فيه مصادر لـ"الاقتصادية" أن ضخ الدماء الجديدة سيكون ضمن ما سيطلق عليه لاحقا "البيوت الثقافية"، بعد دمج الأندية والجمعيات، على غرار التجارب الناجحة في دول شقيقة مثل البحرين والعراق ومصر، وذلك بعد استكمال الدراسات وانتهاء الإجراءات الإدارية لنقل مهام هذه الكيانات، حيث ينتظر أن تؤسس هذه البيوت للثقافة بروح العصر، منفتحة على الآخر، تحتضن التنمية الثقافية بكل فروعها، وتتميز بوجود ضمن مبان تاريخية وتراثية، ولا تقتصر على الأداء التقليدي، فستكون بعض مهام الأندية كإصدار الكتب وغيرها من مهام دار النشر الجديدة، التي أنشأتها وزارة الثقافة أخيرا.
الخطة الجديدة للأندية بحسب تصريحات مسؤولي الوزارة على مدى الأسابيع الماضية ستحتضن الشباب، وستعمل على تطوير مواهبهم، وبغض النظر إن تحولت إلى "بيوت" أم بقيت بتسميتها الحالية، إلا أن جوهر عملها واستراتيجيتها ستتفوق على وضعها الحالي.

بيوت سعودية
بيوت الثقافة عادة هي بيوت لرواد الثقافة والأدب، نشأوا فيها وترعرعوا، فيصبح هذا المكان متحفا لهذا الرائد، يضم كتاباته بخط يده، أوراقه، كتبه، أقلامه، دفاتره بمدرسته، وصوره بطفولته ورسائله، كما يضم في بعض الأحيان قاعات لعقد دورات تدريبية، أو استضافة الأمسيات الشعرية، والتعريف بالفنون بكل أشكالها.
في المملكة، كان بيت الصائغ مبادرة متميزة، أطلقتها لجنة التنمية السياحية والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمحافظة ينبع، وهو بيت يقع بالمنطقة التاريخية، ويخدم الفنون بكل فروعها، مثل الفنون الموسيقية، والفن التشكيلي، والتصوير، والنحت، والخط العربي، والبرامج والدورات التدريبية، التي ترفع قدرات الفنانين، مع إقامة المعارض الفنية والمشاركة في الأحداث الفنية البارزة بينبع.
البيت، الذي دشن في أبريل 2019، تنبع أهميته من ربط المبنى التراثي بمجالات الفنون المختلفة، التي تزخر بها المحافظة، ويشمل التعريف بالفنون، وتدريب الموهوبين واستقطابهم، وجذب أنظار الزوار والضيوف والمهتمين.
وكان لبيت الصائغ حضور طاغ في احتفالات عيد الفطر المبارك، إذ زاره ضيوف المحافظة للاطلاع على الفنون المختلفة، ولعل هذه السمة تميز بها البيت عن الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة، من خلال إتاحته للزوار في الأعياد كوجهة سياحية وثقافية، كما اطلع الزوار أيضا على الطراز المعماري التقليدي، الذي يتميز بالمشربيات والأبواب الخشبية، والمباني المشيدة بحجر البحر "المنقبي"، واستخدمت جذوع النخل في أسقفها، حيث كانت واجهة ينبع التاريخية المركز التجاري والمهم للمدينة، ذات إطلالة مباشرة على ساحل البحر الأحمر.

بيت القصيبي في البحرين
سبق بيت الصائغ بشهر، افتتاح بيت الشاعر والسفير والوزير السعودي غازي القصيبي هذا العام أيضا في المنامة، العاصمة التي أحبها القصيبي كثيرا وتغنى بها، فبادلته الحب.
أسهم في تجديد المنزل التاريخي مؤسسة الوليد للإنسانية، فيما استعان مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث بفريق دولي وضع بصماته الهندسية والفنية لإظهار الإرث الفكري للقصيبي، ليكون مزارا ثقافيا، يتضمن رسائله، وقصائد بصوته، وموجوداته الثقافية، افتتحته الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم، وكانت ذلك أشبه بمهمة حملتها على عاتقها، خصوصا بعد زيارة الراحل القصيبي إلى بيت الشاعر إبراهيم العريض في المحرق بعد افتتاحه عام 2006، بدعوة منها، مبديا إعجابه الشديد بالبيت، والتفت حينها إلى زوجته قائلا "عندما أموت أعطِ مي أوراقي ورسائلي كي تصنع لي بيتا جميلا مثل هذا".
"منامة البحرين" كما يطلق عليها أصبحت نقطة جذب حقيقية لزوار البحرين، يتعرفون من خلالها على كنوز المملكة، وإرثها الإنساني والثقافي، وعلى عمق المحبة بين البلدين الشقيقين.

بيوت تضيء ثقافة
وإلى العراق، حيث تشهد مدنه تشجيعا للبيوت الثقافية، التي تعزز الأنشطة الثقافية في المدن، في تحد ومواجهة لمظاهر العنف والتطرف والكراهية، التي تحتضن تجارب الشباب وتنميها.
ويعمل في هذه البيوت عدد من الأدباء والكتاب والفنانين، سواء في مجال المسرح أو الفن التشكيلي والكتابة بشتى أنواعها، وتحظى بدعم مالي وإداري من قبل وزارة الثقافة العراقية، التي تبنت فكرة هذا المشروع الثقافي، وتقوم الوزارة بصرف رواتب شهرية للعاملين في هذه البيوت، كما تعمل على توفير جميع متطلباتها ومستلزماتها.
وتضم البيوت الثقافية العراقية مكتبات تحتوي على المؤلفات وقاعات للعروض المسرحية والسينمائية والعروض الفنية الأخرى، والتي تفتح أبوابها للأدباء، خصوصا الشباب، في مختلف الألوان الأدبية والفنية، لتصبح متنفسا لتقديم نتاجهم المتنوع.
أما في مصر، وتحديدا في القاهرة، فهناك بيوت عدة نجحت في أن تكون قبلة ثقافية، مثل بيت السناري، وبيت السحيمي في القاهرة القديمة، ومثيلاتها كثير من البيوت الثقافية القديمة، إلا أن هذين البيتين هما الأكثر شهرة والأكثر جاهزية لاستقبال الزوار، لمساحتيهما، ومكانهما السهل للزوار.
ففي بيت السحيمي، الذي يلقب بمركز الإبداع الفني، متحف مفتوح لفنون العمارة، ويفتح أبوابه لكل المعارض الفنية، من خلال قاعات العرض، التي يحتويها البيت، كما وفر أماكن عرض لفرق التراث الشعبي.
ويستضيف البيت، الذي يقع في منطقة الجمالية بالقاهرة أضخم الفرق المصرية المهتمة بالتراث، وتقدم عروضا أسبوعية للضيوف، فيما يقدم بيت العلوم والثقافة والفنون، أو بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب في القاهرة، والتابع لمكتبة الإسكندرية، أنشطة للمؤرخين وأهل التراث، مثل الدراسات التاريخية والوثائق والمخطوطات، فضلا عن صالون الشباب الأدبي، والمعارض الثقافية والفنية، والحفلات الموسيقية والغنائية التي تقام فيه.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون