ثقافة وفنون

«قهوة بورصة مصر» .. أول بطولة جماعية في السينما العربية

«قهوة بورصة مصر» .. أول بطولة جماعية 
في السينما العربية

«قهوة بورصة مصر» .. أول بطولة جماعية 
في السينما العربية

لطالما شكلت "القهوة" الاسم المرادف للمقاهي الشعبية، مكان يجتمع فيه الناس، ليس لارتشاف فنجان قهوة الصباح فحسب، ‏إنما تحمل امتدادا يجعلها تجمعا اقتصاديا ثقافيا واجتماعيا، يجلس فيها المفكرون والمثقفون، يتحاورون ويتسامرون، يتصفحون ‏جريدتهم المفضلة، فتجد نفسك في مكان أشبه ما يكون في عصرنا الحديث تقبع في مركز "البورصة"، مع فارق بسيط وهو أن ‏الحاضرين يتداولون بالقهوة والشاي والشيشة بدلا من الأسهم والمعاملات المالية. ومن هذا المشهد انطلقت فكرة قولبة "القهوة" ‏في فيلم سينمائي يحمل اسم ‏"قهوة بورصة مصر"، المبني على "قهوة" موجودة بالواقع في وسط البلد في القاهرة والإسكندرية ‏يتجمع فيها الأدباء والشعراء والتجار‎.‎
جاء إطلاق شركة ڤوكس سينما في مدينة جدة مع نهاية شهر حزيران (يونيو) الماضي فيلم "قهوة بورصة مصر"، كبداية جديدة لنمط مختلف من ‏الأفلام السينمائية التي تقوم على بطولة جماعية، وقد قامت الشركة ‏المنتجة للفيلم بدعوة أعيان المجتمع والمؤثرين في قنوات التواصل ‏الاجتماعي للمشاركة في حضور العرض الأول للفيلم في دور عرض المملكة، حيث حضر العرض الخاص عبدالله ‏مخارش، المشرف على الفعاليات الفنية في المملكة العربية السعودية، وعديد من الشخصيات المعروفة ‏مثل الإعلامي الرياضي محمد البكيري ومصمم الأزياء السعودي والعالمي سراج سند‎.‎
وسبق أن طرحت الشركة المنتجة لفيلم "قهوة بورصة مصر"، الأغنية الدعائية للفيلم عبر قناتها ‏الرسمية على اليوتيوب‎‏، تحمل الأغنية ‏‏اسم "على البورصة" قام بغنائها علاء فيفتي، ويظهر في الأغنية النجم المصري ‏العالمي محمد صلاح المحترف في نادي ليفربول ‏‏خلال مشاركته في إحدى المباريات الدولية مع ‏المنتخب المصري وفرحة جمهور القهوة عقب إحرازه هدف فوز لمصلحة المنتخب كونه ‏‏‏"فخر ‏العرب".‎
لم يشكل فيلم ‏"قهوة بورصة مصر" عودة لافتة للفنان المطرب مصطفى قمر إلى الشاشة فقط، بل حمل إلى الشاشة الفضية‏ أصغر ‏ستاند أب كوميديان الفنان السعودي محمد ‏عاطف سندي وهو أصغر ممثل بالفيلم‎‏، الذي قام بالإشراف العام عليه المنتج السعودي ‏عاطف سندي. كما استحضر هذا الفيلم الروحية الإخراجية لمدرسة المخرج صلاح أبو سيف، ‏حيث تظهر معالمها جليا فيه من خلال ‏التشابه بينه وبين فيلم "بين السما والأرض" ‏الذي كان بمنزلة أرضية جيدة ‏لصناعة فيلم ‏واقعي، وذلك على حد تعبير مخرج الفيلم أحمد ‏نور الذي ردد قائلا: "في حالتنا نحن نتعامل مع فيلم مثل بين السما ‏والأرض ‏ولكن أحداثه تدور في قهوة البورصة وما بها من نماذج ‏‏وشخصيات ‏وصفقات وكواليس".‏

تجربة سينمائية جديدة
‏يعد فيلم ‏"قهوة بورصة مصر" نقلة نوعية في السينما العربية، حيث إنه يجمع نجوم الصف الثاني وضيوف الشرف في فيلم من ‏بطولتهم وسيحدث ذك تغيرا في ‏مستقبل السينما، ويعد هذا الفيلم تجربة سينمائية جديدة ومختلفة في السينما العربية، حيث إنه أول ‏فيلم عربي يشهد بطولة جماعية، وهو من نوعية الأفلام التي تحكي عن يوم واحد، ولا يتجاوز عدد مشاهد أي بطل من أبطاله عن ثمانية ‏مشاهد.‏
ويقدم فيلم ‏"قهوة بورصة مصر" ‏ أكثر من قصة تدور في القهوة التي تعبر بشكل ما عن مصر والحكاوى التي تحدث دوما بين زوار ‏‏"القهوة"، هذا ما أكدته تصريحات الفنان مدحت تيخة، أحد أبطال الفيلم، الذي ابتعد تماما فيه عن الكوميديا، حيث قدم شخصية رسام ‏شاب يقع في حب فتاة تمر أمام القهوة ومن ثم تتطور قصة حبه.‏
ويعد فيلم ‏‎"قهوة بورصة مصر"، من تأليف غادة حنفي وعلاء مرسي، ‏هو أحد أبرز الأفلام الجديدة الذي بدأ عرضه في قاعات في ‏الدول العربية والخليجية، وقد اختار صناع الفيلم أن يتم طرحه في نهاية شهر حزيران (يونيو) كي ‏يبتعد تماما عن المنافسة الدائرة بين أفلام العيد ‏التي لا تزال تتسابق بقوة لحصد الإيرادات‎، وهو فيلم اجتماعي كوميدي لكل أفراد الأسرة، حاملا رسالة المحبة إلى العالم ودعوة ‏صريحة للحفاظ على هويتنا وتاريخنا الحضاري، لنكون صدا منيعا؛ صد عدوى الإرهاب بمختلف أشكاله، وذلك بحسب تصريحات ‏صحافية أدلى بها الفنان علاء مرسي، مؤلف الفيلم، أوضح فيها ‏أن العمل يحارب الإرهاب الفكري والديني والإنساني، الذي وصفه بـ ‏‏"الجرثومة"،‎‏ وذلك من خلال أحداث بسيطة ورسائل قصيرة.‏

خيوط درامية متشابكة
تدور أحداث الفيلم حول "قهوة بورصة مصر"، يجتمع فيها كثير من النجوم في يوم واحد، حيث تتشابك أحداثه الدرامية والكوميدية ‏بمعظمها في آن واحد، وتستمر الأحداث في المكان نفسه وطوال ساعات يوم كامل يقضيه أبطال الفيلم مجتمعين ومتحلقين حول طاولات ‏‏"القهوة" في أحد الأحياء الشعبية في وسط العاصمة المصرية، ولكل واحد منهم حكايته وتفاصيلها التي تتداخل حكايات شخصية ‏أخرى، لتتشابك مشكلة قصة الفيلم، ولكنها تتوزع الحكايات على طاولات القهوة، وكل واحدة منها مختلفة عن ‏الأخرى، لتؤسس جميعها ‏حكاية الفيلم الشاملة، التي تعبر عن ‏مختلف شرائح المجتمع العربي والمصري‎‏.‏
صحيح أنه تمكن المخرج والكاتب من ملامسة المجتمع ووجدانه بشكل درامي مؤثر، إلا أن مشاهد الفيلم لم تخلُ من ‏جرعة الكوميديا ‏التي قدمها نجوم الفيلم، وعلى رأسهم حسن ‏حسني، ولطفي لبيت، وعلاء مرسي، حيث يمكن وصف العمل بأنه ‏‏"عائلي بامتياز"، عبر ‏تطرقه لعديد من القضايا المجتمعية المهمة‏.‏
وتعود تسمية هذا الفيلم
بـ "قهوة بورصة مصر"، للتشابه المشهدي بين رواد البورصة و"القهوة"، حيث من المعروف أن البورصة هي ‏مكان يتداول فيه الناس المعاملات المالية، وكذلك هي ‏المقاهي، حيث يتبادل فيها الناس الأخبار والحكايات، والقصص ‏الاجتماعية.‏
وعلى الرغم من الثبات المكاني الذي يتميز به الفيلم، حيث إن المقهى هو المحيط الجغرافي الوحيد الذي تدور فيه الأحداث، إلا أن ‏المخرج قد برع في استعراض الواقع ‏في وسط مدينة القاهرة، الذي تدور فيه كثير من الأحداث، مشكلا من مشاهد فيلمه مرآة تعكس ‏شكل ‏المجتمع المصري، وأنماطه المتعددة وطبقاته المختلفة، مسلطا الضوء على كل التقلبات التي يشهدها المجتمع المصري. كما ‏تظهر براعته في استحضار عبق الماضي من جدران زوايا وفتحات المقهى، مسربا إلى المشاهد رائحة الذكريات وأغنيات كوكب ‏‏الشرق أم كلثوم.‏

واقعية هادفة
لقد نجح المخرج والمنتج أحمد نور في تقديم فيلم واقعي بعيد إلى حد ما عن ‏القوالب النمطية المستهلكة في السينما كالدمج بين ‏الأكشن ‏والكوميديا، فابتكر طريقه الخاص مستخدما كل الألوان والأنماط السينمائية، فنهاية الفيلم ‏تتضمن أكشنَ، ‏وأحداثه درامية مدموغة ببعد ‏كوميدي، لتغلف كل تلك الأنماط بالغناء والموسيقى.‏
يذكر أن فيلم "قهوة بورصة مصر" يجمع نخبة كبيرة من الفنانين العرب بينهم مصطفي قمر، محمد لطفي، مدحت تيخة، صلاح عبد ‏الله، حسن حسني، علاء مرسي، لطفي لبيب، إيناس النجار، رانيا محمود ياسين، أحمد صيام، عبد الله مشرف، نجوى فؤاد، وعلي ‏حميدة، مروة عبد المنعم، حنان سليمان، كلوديا حنا، ياسر الزنكلوني، هاجر الشرنوبي، حسام الجندي، حسن عبد الفتاح، صبري عبد ‏المنعم، شريف باهر، جمال حجازي، ريكو، ومجموعة من الوجوه الصاعدة، محمد علاء مرسي، مريم صبري. ويشهد الفيلم مشاركة ‏الفنان محمد سندي، كأصغر ستاند أب كوميديان سعودي يشارك في عمل ‏مصري‎.‎
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون