FINANCIAL TIMES

تأثير محدود على أسعار النفط بعد تخريب الناقلات في خليج عُمان

تأثير محدود على أسعار النفط بعد تخريب الناقلات
في خليج عُمان

أدت الهجمات على ناقلتي نفط في خليج عمان إلى إقحام صناعة الطاقة في قلب عاصفة تعتمل بين الولايات المتحدة وإيران.
لكن حتى الآن أسعار النفط لم تتأثر إلا بصورة بسيطة، إذ ارتفعت أكثر قليلا من دولار واحد للبرميل على الرغم من تحذير أصحاب الناقلات من التهديد الذي تتعرض له الإمدادات من الشرق الأوسط.
في وقت سابق حذر متداولو النفط من أن الاضطرابات في مضيق هرمز، الممر المائي الرئيسي الذي يربط المنتجين مثل السعودية والعراق بالأسواق الدولية، قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات نادرا ما شوهدت من قبل.
فلماذا بقي رد فعل سوق النفط الخام مكتوما حتى الآن؟ وهل من المحتمل أن يتغير هذا؟
قبل الحادثة كانت أسعار النفط متراجعة بالفعل داخل سوق هابطة، حيث انخفضت 20 في المائة خلال ستة أسابيع متراجعة إلى أقل من 60 دولارا للبرميل، بعد أن بلغت ذروتها عند أكثر من 75 دولارا قبل شهر تقريبا.
لقد تفاجأ بعض المتداولين بأن السوق تنحدر على الرغم من الاضطرابات والتهديدات العديدة التي تتعرض لها الإمدادات، بما في ذلك مشاكل خطوط الأنابيب في روسيا وعقوبات أمريكا المفروضة على النفط الخام من إيران وفنزويلا.
لكن هناك عاملان رئيسيان يقودان انخفاض الأسعار. الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تدمر آفاق النمو الاقتصادي العالمي، الأمر الذي من المرجح أن يلحق الضرر بالطلب على النفط. في أيار (مايو) قللت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD من سقف توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي عاكسة بذلك التباطؤ المنتظر.
علاوة على ذلك، وفرة العرض من النفط الصخري في الولايات المتحدة تعني عدم وجود مشكلات تذكر على صعيد تلبية الطلب. في الحقيقة يتوقع المتداولون الآن أن ينخفض الطلب على النفط الخام من أعضاء "أوبك" هذا العام.
قال ستيفن برينوك، من شركة PVM للسمسرة في النفط، "بالنظر إلى عوامل اللبس المستمرة في الاقتصاد الكلي واحتمال حدوث انخفاض حاد في نهاية العام في الطلب على النفط من أوبك، فإن أي انتعاش وشيك في الأسعار من غير المرجح أن يكون مستداما".
ويشك بعض المحللين في أن إيران أو أية جهة فاعلة أخرى في المنطقة ترغب في إغلاق مضيق هرمز، آخذين في الحسبان خطر اندلاع صراع أوسع. فما يقارب ثلث إمدادات النفط المنقولة بحرا تعبر المضيق، لذا فإن أية محاولة لمنع ناقلات النفط من استخدام الممر المائي من المرجح أن تستدعي استجابة سريعة من الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
ويتمركز الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين ومن المرجح أن يهزم أي عدو يواجهه. كما تم إرسال أفراد أمريكيين إضافيين إلى المنطقة.
لكن الوجود العسكري يزيد من خطر التصعيد المفاجئ في المنطقة، على الرغم من أن أمريتا سين، المحللة لدى "إنيرجي أسبيكتس" Energy Aspects، لا تعتقد أن هذا الأمر سيصل إلى هذا الحد. وقالت "لا نعتقد أن أي من الطرفين يريد الحرب". وأضافت "جزئيا، هذا هو السبب في عدم تفاعل سوق النفط بقوة أكبر في الوقت الحالي. لكن إذا كان هناك مزيد من الهجمات، فإننا نتوقع أن يبدأ المتداولون في أخذ التهديد الذي تتعرض إليه الإمدادات من المنطقة على محمل الجد".
على صعيد الآثار المباشرة من المرجح أن تواجه شركات الشحن تكاليف تأمين أعلى لتحريك ناقلاتها إلى المنطقة. لجنة الحرب المشتركة التي تضم ممثلين عن "لويدز" في لندن والرابطة الدولية للتأمين في لندن، صنفت بالفعل المياه في جميع أنحاء الخليج بأنها "عالية الخطورة" في أعقاب هجوم سابق على ناقلات قبالة الإمارات الشهر الماضي.
ومن المحتمل أن تطلب شركات التأمين المزيد لتأمن السفن التي تعبر المضيق. هذا الأمر ربما يجعل خام الشرق الأوسط أقل جاذبية بشكل هامشي لمصافي تكرير النفط في المدى القصير، لأنها تحتاج أن تأخذ في الحسبان ارتفاع تكاليف الشحن عند تقييم المنتج الذي سيتم شراؤه.
هل من المتوقع حدوث مزيد من الهجمات؟ الإجابة صعبة، لكن باعتبار أن هذا هو الهجوم الثاني في المنطقة بعد هجوم الشهر الماضي، فإن شركات الشحن والمتداولين في حالة تأهب قصوى.
مع ذلك، لاحظ أوليفر جاكوب، من "بتروماتريكس"، أن جزءا من رد الفعل المحدود في أسعار النفط قد يرجع إلى قرار مهاجمة الناقلات التي كانت تحمل مواد أولية بتروكيماوية مثل النافتا بدلا من النفط الخام.
وقال "في رأينا، أن ناقلات المنتجات تواجه خطرا أكبر يتمثل في التعرض إلى هجمات متكررة أكثر مما تتعرض له ناقلات النفط الخام، بسبب خطر التلوث الذي ستحاول الجهات الفاعلة المحلية الخبيثة تجنبه"، مجادلا بأن البتروكيماويات يمكن تنظيفها بشكل عام عند حدوث تسرب بصورة أسهل من الخام الأثقل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES