Author

مهارات القادة الحكوميين الجدد

|

اقتصادي في السياسات الاقتصادية وإدارة استراتيجيات الأعمال والشراكات الاستراتيجية.


تثير المستويات المتفاوتة بين المسؤولين الحكوميين قلقا متزايدا لدى صانع القرار في أي بلد، فلكثير من الدول أساليب وطرق في تقييم القادة الحكوميين، وما سيكشفه مقال اليوم: ما المهارات التي يجب أن يتسم بها القادة الحكوميون الجدد، ولا سيما إذا كان الأمر يتعلق بالمسؤول الأول، كالوزير والمحافظ والرئيس في الوزارات والهيئات والمؤسسات؟
على رأس تلك المهارات، ثقافة الإنجاز الدائم والمتصاعد، لا أقصد هنا تسيير الأعمال الروتينية أو الانغماس في حالة من التشتت، دون أن يكون هناك منجزات يمكن قياسها عن طريق عشرة مؤشرات كلية أساسية تحقق وظائف المنظمة الحكومية؛ لأنه ما لم يحقق المسؤول نتائج تشغيلية فعالة فلن يكون هناك تقدم في الأداء العام.
المهارة الثانية، إيجاد ثقافة عمل مؤسسية إيجابية Creating culture تتسم بالعدل وتحفز الموظفين للعمل بحماس، وتعزز التعاون بين القيادات التنفيذية، وتحسن معنويات الموظفين، وتجعل الثقافة المؤسسية جزءا من أدبيات صناعة القرارات، وتحسن تجارب عملاء الخدمات الحكومية Customer experience؛ لتستبق توقعات مستهلك الخدمة.
أما المهارة الثالثة، فهي اختيار واستقطاب أفضل الكفاءات والمواهب والمحافظة عليهم Attracting talent؛ كمرتكزات للعمليات التنفيذية، فالمواهب والكفاءات تعد العمود الفقري في وضع الأهداف الطموحة وتحقيقها؛ لذا فإن المحافظة عليهم وتحفيزهم لتقديم أفضل ما لديهم أولوية، وكما يقال "لن تحصل على أفضل ما لدى الموظف حتى تعطيه أفضل ما لديك".
ثم إن الجيل الجديد من القادة الحكوميين يجب أن يتسم بالمهارة في قيادة الأعمال من خلال الابتكار Driving innovation كمهارة رابعة، بهدف حل المشكلات وتطوير حلول جديدة؛ لأن الواقع أصبح شديد التقلب في ظل تحولات سريعة للبيانات وتفضيلات مستهلكي الخدمات الحكومية، أما إذا كان القائد الحكومي في منصب تنظيمي وتشريعي كما في الهيئات التنظيمية، فإن مهمته تحتاج إلى جهد مضاعف لتحقيق نتائج أفضل للأسواق والمجتمع والاقتصاد، وكلما كان قادة الأعمال الحكومية أكثر إبداعا كانت الخدمات والأعمال أفضل.
في إطار المهارات السابقة لا بد من قدرة القائد الحكومي على صياغة وتنفيذ الاستراتيجية وتحديد الاتجاه وتحليل الفرص المستقبلية كمهارة خامسة، وتعد من أكثر المهارات التي تؤدي إلى تحقيق نتائج مستدامة، ما لم يكن للمنظمة اتجاه واضح فلن يكون هناك تركيز، بل جهود مشتتة عبر الزمن؛ لأنه في حال غياب هذه المهارة سيؤدي التعاقب القيادي إلى الهدم ثم البناء وهذا الأمر مكلف اقتصاديا.
أخيرا إن مهارة التواصل الفعال والإيجابي مع أصحاب المصلحة من مواطنين وشركات وجهات ذات علاقة ومجلس إدارة إن وجد، من أهم المهارات لتسهيل تحقيق الأهداف.
النتائج أهم من الجهد المبذول، وهناك من يقع في فخ العاطفة أو العمل المرهق غير المرتبط بإنجازات حقيقية؛ لذا أعتقد أنه لا تكفي تلك المهارات منفردة ما لم يتسم القائد الحكومي "بالبراجماتية العملية" إن صح التعبير لتحقيق نتائج كأسلوب للقادة الحكوميين الجدد.

إنشرها