الطاقة- النفط

بعد تعرض ناقلتين لهجوم في خليج عمان .. النفط يصعد 2.2 %

 بعد تعرض ناقلتين لهجوم في خليج عمان .. النفط يصعد 2.2 %

صعدت أسعار النفط أمس 2.2 في المائة، بعد الاعتداء التخريبي على ناقلتين نفطيتين في خليج عمان بالقرب من سواحل إيران، وهو ما جدد حالة المخاوف من تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، إثر تنفيذ عقوبات أمريكية مشددة تستهدف النزول بمستوى صادرات الخام الإيراني إلى الصفر.
وبحسب “رويترز”، أنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت جلسة التداول مرتفعة 1.34 دولار، أو 2.23 في المائة، إلى 61.31 دولار للبرميل بعد أن قفزت في وقت سابق من الجلسة 4.5 في المائة إلى 62.64 دولار.
وصعدت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.14 دولار، أو 2.23 في المائة، لتسجل عند التسوية 52.28 دولار للبرميل بعد أن سجلت عند أعلى مستوى لها في الجلسة 53.45 دولار.
وذكرت تقارير أن النيران اشتعلت في غرفة محركات بالناقلة النفطية التي تحمل شحنة من الميثانول من السعودية إلى سنغافورة في خليج عمان، التي تأتي بعد هجمات تخريبية أخرى استهدفت ناقلات في وقت سابق بالقرب من الفجيرة، أحد أكبر مراكز تزويد السفن بالوقود في العالم ويقع خارج مضيق هرمز القريب.
وقال مركز عمليات التجارة البحرية التابع للأسطول الملكي البريطاني إنه على دراية بوقوع حادث شحن في خليج عمان قرب الساحل الإيراني، مضيفا أن "المملكة المتحدة وشركاءها تتحرى الأمر".
ويقع خليج عمان عند مدخل مضيق هرمز الذي يعد ممرا مائيا استراتيجيا يمر عبره خمس استهلاك النفط العالمي قادما من منتجين بالشرق الأوسط.
وأكدت السعودية والإمارات أن الهجمات على أصول نفطية في الخليج يشكل تهديدا لإمدادات النفط العالمية وأمن المنطقة.
وأفادت رابطة ناقلات النفط "إنترتانكو"، بتنامي المخاوف بشأن سلامة أطقم السفن المبحرة عبر مضيق هرمز، مشيرة إلى أن إمدادات النفط للعالم الغربي قد تتعرض للتهديد إذا أصبحت المناطق البحرية حول مضيق هرمز غير آمنة.
وذكر وسطاء شحن أن شركتي «دي.إتش.تي هولدنجز»، و"هيدمار" المالكتين لناقلات نفط علقتا الحجوزات الجديدة إلى الخليج بعد تلك الهجمات على الناقلتين.
وقال مدير شركة كوكوكا سانجيو اليابانية للشحن إن إحدى ناقلات الشركة تعرضت لهجوم قرب مضيق هرمز.
وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية أن الناقلة تدعى كوكوكا كاريدجس، وهي واحدة من ناقلتين تقول شركتا شحن ومصادر بالقطاع إنهما تعرضتا لما يشتبه بأنها هجمات في خليج عمان.
وأوضح يوتاكا كاتادا مدير شركة كوكوكا سانجيو في مؤتمر صحافي أن السفينة أصيبت مرتين في غضون ثلاث ساعات قبل أن يتم إجلاء الطاقم وإنقاذه بأكمله.
وكانت الناقلة كوكوكا كاريدجس تحمل 25 ألف طن من الميثانول، وأشار هيروشيجي سيكو وزير التجارة الياباني إلى أن الحكومة تحقق في تقارير عن تعرض سفينة تحمل شحنة "لها صلة باليابان" لهجوم.
وأفاد مسؤول كبير في شركة "سي.بي.سي" الحكومية التايوانية لتكرير النفط بأن ناقلة تستأجرها الشركة لجلب وقود من الشرق الأوسط تعرضت لما يشتبه بأنه هجوم، وجاء هذا الهجوم على الناقلتين بعد شهر من واقعة مشابهة تعرضت فيها أربع ناقلات لهجوم في المنطقة.
وفي المجمل، تتلقى الأسعار دعما من قرار "أوبك" وحلفائها بالتمسك باتفاق خفض الإنتاج والاستمرار في تقييد معروض النفط العالمي لعلاج تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي أدت إلى تصدعات في الاقتصاد العالمي وقلق من تراجع معدلات النمو ومن ثم إضعاف مستوى الطلب النفطي.
وأشار محللون نفطيون إلى أنه قبل أيام قليلة من الاجتماع الوزاري الموسع للمنتجين في "أوبك" وخارجها تزداد القناعة بين أغلب المنتجين في "أوبك" وخارجها بأن تقييد المعروض صار ضرورة ملحة لمواجهة الارتفاع المستمر في مستوى المخزونات الأمريكية علاوة على الشكوك المحيطة بالاقتصاد العالمي ومعدلات الطلب.
ويؤكد المحللون أن السعودية وروسيا يسعيان بشكل حثيث للحفاظ على وحدة إعلان التعاون وتطويره ليكون بمنزلة الأداة الفعالة لمواجهة متغيرات السوق وتحفيزه نحو تحقيق مزيد من الاستقرار والتوازن والتغلب على المخاطر التجارية وأيضا تصاعد تأثير العوامل الجيوسياسية.
وفي هذا الإطار، يقول
لـ "الاقتصادية"، سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية، إن قيود الإنتاج على الأرجح ستستمر حتى نهاية العام الجاري، وقد تمتد بعد ذلك، مشيرا إلى أن الأمر مرهون بشكل أساسي بعودة المخزونات النفطية إلى المستوى المتوسط في خمس سنوات وتصريف هذا الفائض المتنامي الذي يعكس عدم الحاجة إلى إمدادات جديدة وفيرة.
وأضاف شيميل أن تعرض ناقلتي نفط إلى هجمات في خليج عمان تطور مؤسف وظاهرة تتكرر بشكل ملحوظ في الأونة الأخيرة وتعكس عدم الاستقرار في المنطقة، الذي تتسع تداعياته، لتشمل سوق النفط، لافتا إلى ضرورة تعاون كل الأطراف الدولية الفاعلة لتأمين الناقلات والمنشآت النفطية وإبعادها عن تأثير الصراعات السياسية.
من جانبه، يوضح
لـ "الاقتصادية"، روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن الاعتداءات المتكررة سواء على الأصول النفطية في الخليج قبل شهر أو اعتداءات الأمس على ناقلتين أمر مقلق للغاية على تجارة النفط في الشرق الأوسط، وهي المنطقة الحيوية التي تتحكم في ثلث التجارة العالمية من النفط.
وأشار شتيهرير إلى أن هذه الهجمات تزايدت بعد اتساع هوة الخلاف بين الولايات المتحدة وإيران على إثر قيام الأولى بإلغاء الاتفاق النووي وفرض عقوبات مشددة على إيران لإلحاق الضرر بالقطاع النفطي الذي يمثل العمود الفقري للاقتصاد الإيراني، وهو ما أدى بدوره إلى تكرار تلك الهجمات. مشددا على أهمية احتواء المواقف لتداعياته المتسعة التي تشمل أطرافا عديدة وتهدد قطاعا رئيسا في منظومة الاقتصاد العالمي.
من ناحيته، يقول
لـ "الاقتصادية"، ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، إن السوق في حالة شد وجذب بين المخاطر الجيوسياسية التي ظهرت بوضوح في اعتداءات الناقلات وتخريب المنشآت النفطية، وبين تأثير الحرب التجارية، التي أدت إلى تباطؤ الطلب وانكماش الاقتصاد الدولي.
ويتوقع هوبر استمرار حالة التقلبات السعرية المتلاحقة في السوق ما لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة في ملف الصراع في الشرق الأوسط والنزاعات التجارية الأمريكية - الصينية والنزاعات المشابهة مع الاتحاد الأوروبي والمكسيك. وبدوره، أوضح
لـ "الاقتصادية"، أندريه يانييف المحلل البلغاري ومختص شؤون الطاقة، أن عديدا من المنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنوك العالمية الأخرى أطلقت تحذيرات من تباطؤ حاد متوقع في التجارة العالمية، وذلك في إطار انخفاض أحجام الشحن بشكل كبير، مقارنة بالعام الماضي، ما يشير إلى أن الاقتصاد العالمي على وشك المعاناة من موجة مؤثرة من الركود.
وتوقع يانييف أن يشدد الاجتماع الوزراي المقبل للمنتجين في أوبك وخارجها على ضرورة التزام إيران بالقرارات الدولية والتوقف عن تهديد الملاحة والاعتداء على ناقلات النفط ومحطاته المختلفة، وأن تتعاون القوى الدولية في تأمين التجارة الدولية للنفط في كل مساراتها.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط