FINANCIAL TIMES

وودفورد كسر القواعد الأساسية .. الآن المستثمرون سيدفعون الثمن

 وودفورد كسر القواعد الأساسية .. الآن المستثمرون سيدفعون الثمن

هناك قواعد في إدارة الأموال تتعلمها في وقت مبكر من حياتك المهنية. ليست معقدة، لكنها مهمة.
لا تستثمر كثيرا من المال فوق الحد، ولا سيما في الشركات الصغيرة. لا تعتقد أن الأمر يتعلق بك. لا تخلط أو تغير الأساليب بشكل عجيب. لا تمتلك كثيرا من الأسهم غير السائلة. لا تبالغ في التداول.
بالطبع، يمكنك كسر هذه القواعد – كل قصص البورصة الجيدة فيها شخص منشق. لكن هذا ببساطة يجعل القاعدة الأخيرة هي الأكثر أهمية: إذا كسرت القواعد، فلا تفشل. لأن كل قصص البورصة السيئة تقريبا فيها أيضا شخص منشق فاشل.
كذلك الأمر بالنسبة لنيل وودفورد. في عام 2014، تحول عن حياته المهنية الرائعة في "إنفيسكو" لإطلاق شركة جديدة بدعم من مؤيديه في "هارجريفز لانسداون"، أكبر شركة منصة استثمار في العالم، وشركة سانت جيمس بليس. الضجة التي صاحبت الشركة كانت ضخمة. أطلق وودفورد صندوق استثمار، هو "بيشنت كابيتال" (صندوق رأس المال الصبور)، مع فكرة الاستثمار في الشركات الصغيرة والمثيرة للاحتفاظ بها على المدى الطويل، وأطلق أيضا صندوق إيكويتي إنكوم، وصندوق إنكوم فوكس وموقع إلكتروني رائع للغاية مع كثير من الأشياء عنه "ينظر إليه على نطاق واسع أنه واحد من أفضل المستثمرين في جيله".. إلخ.
كان هدف الصندوق جمع 500 مليون جنيه عند الإطلاق. لكنه جمع 800 مليون جنيه. وارتفع سعر السهم على الفور إلى سعر ممتاز بأرقام من خانتين "على الرغم من كونه في الغالب على شكل نقود". صندوق إيكويتي إنكوم استقبل أموالا بحدود عشرة مليارات جنيه، حيث كان عملاء شركة هارجريفز لانسداون هم من بين المشترين الأكثر حماسة. كم أحب الجميع نيل.
لكنهم لن يحبونه بعد الآن. يتم تداول صندوق بيشنت كابيتال بالقرب من أدنى سعر له على الإطلاق "77 بنسا مقابل سعر وقت الإطلاق البالغ 100 بنس وبانخفاض 14 في المائة من قيمة صافي أصوله المعلنة لكل سهم". وصندوق إيكويتي إنكوم انخفض إلى 3.7 مليار جنيه فقط – رقم يتمسك به فقط بسبب رفض السماح لأي شخص آخر بسحب أمواله. الصندوق الآن معلق.
إذن، ما الذي أسقط "واحدا من أفضل المستثمرين في جيله"؟. السبب هو أنه كسر كل قاعدة من القواعد الأساسية. وودفورد استثمر أموالا فوق الحد بسرعة كبيرة فوق الحد. آمن بالضجة التي أطلقها هو نفسه، ونسي أن الفريق حوله في إنفيسكو، خاصة إدارة المخاطر وضوابط الامتثال فيها، ربما كانوا يعملون على مساعدته.
لكن الأسوأ من ذلك كله، أنه خلط وغير الأساليب. قد يكون بارعا في الاستثمار طويل الأجل في القيمة وفي الدخل. كانت السوق قاسية مع هذا النوع من المستثمرين في الماضي، لكنها في العادة انتهت بشكل جيد "هذه دورة خاضها وودفورد من قبل". قد تستغرق وقتا أطول هذه المرة، لأن نمو صناعة الصناديق السلبية يمكن أن يعمل على تأخير الانعكاس المزعج المعتاد، لكن الأمر سيظل يحدث.
لذلك، لو أنه التزم بفعل ما يعرفه، لربما وجد أنه بعد بضعة أعوام غير مريحة كان سعرف مرة أخرى بأنه الأفضل في بريطانيا. لكنه لم يلتزم بالأمر. بدلا من ذلك - وهذا هو الجزء المتعلق بتغيير الأسلوب - أعاد ابتكار نفسه باعتباره مستثمر الشركات الصغيرة وغير المدرجة.
لا بد أن هذا كان يبدو رائعا في اجتماعات تطوير الأعمال. نحن نعرف أن الأسواق العامة في حالة ركود – عدد الشركات المُدرجة في الولايات المتحدة انخفض 50 في المائة منذ عام 1997 – النمو الحقيقي الآن يعتبر خارج السوق.
لكننا نعرف أيضا، حتى الآن على الأقل، أن هذا ليس المكان الذي تكمن فيه مهارات وودفورد. ليس لدينا، حسب علمي، أي سجل أداء مفصل لمشاركته في ذلك في إنفيسكو وخيارته الكثيرة منذ عام 2015 لم تكلله بأكاليل الغار. الاستثمار في الشركات الخاصة قد يكون شائعا في الوقت الحالي، لكنه أيضاً مجال عمل متخصص جدا وليس بالضرورة شفافا – مجال لدى أشخاص آخرين فيه خبرة أكبر بكثير منه. موقع وودفورد الإلكتروني وعد بـ "الخبرة. إعادة الابتكار". ربما لم نكن بحاجة إلى جزء إعادة الابتكار.
لكن تغيير الأسلوب ليس أسوأ خطاياه. "بيشنت كابيتال" هو أداة طويلة الأجل مصممة للاحتفاظ بالأصول من النوع الذي قد ينتهي، أو لا ينتهي بشكل جيد بعد عشرة أعوام. إذا تبين أن بعض رهان الشركة كان رابحا حقيقيا، فقد ينجح الأمر.
أنا لن أشتريها في مستوياتها المنخفضة الحالية لأن من الصعب أن تكون لديك أدنى فكرة عن الوضع الحالي لقيمة صافي الأصول الحقيقية. تقييم الشركات غير المدرجة وغير السائلة يقع في مكان ما بين كونه فنا ووهما. ربما ينبغي أن ننظر مرة أخرى عندما يصل الانخفاض إلى 30 في المائة. صندوق إنكوم فوكس، الذي يبدو أنه يمثل ذكرى وودفورد القديمة، قد ينتهي أيضا بشكل جيد.
أما صندوق إيكويتي إنكوم هو مسألة مختلفة. لا ينبغي، كما يشير اسمه، أن يحتوي على أي شيء غير الأسهم المنتجة للدخل الثابت، أو بحسب تعبير الموقع الإلكتروني، "شركات الجودة التي تستطيع تحقيق نمو مستدام في أرباح الأسهم". بدلا من ذلك، وضع وودفورد كثيرا من أشيائه غير المدرجة الرائعة هنا أيضا، بالتالي خرق قاعدتين في وقت واحد: لا تخلط الأساليب ولا تحتفظ بكثير من الأصول التي لا تستطيع بيعها بسرعة.
هذا المزيج السيئ من هيكلة الصناديق الرديئة وتغيير الأسلوب وإدارة المخاطر غير الكافية هو الذي أدى إلى تعليق الصندوق. يحتفظ بعدد كبير فوق الحد من الشركات غير السائلة الصغيرة "وبفضل جمع أموال فوق الحد، فإنه يحتفظ بعدد أسهم يفوق الحد من كل شركة" على نحو يجعل من غير الممكن أن يتمكن من البيع بسعر معقول عندما يأتي موعد الاسترداد. هذا خطأ كبير – خطأ يدمر السمعة والأعمال، حتى.
هناك قاعدة أخرى أريد أن أذكرها. لا تبالغ في فرض الرسوم – أو على الأقل لا يجب أن ينظر إليك على أنك تبالغ في فرض الرسم. هذه الأيام أفضل المدرين يخفضون الرسوم كثيرا، وهم يثيرون ضجة كبيرة لا لزوم لها أثناء فعلهم ذلك.
إذا كان وودفورد يرجو حقا التمسك بأي من بقايا سمعته بطلا لمستثمري التجزئة الذين بقيت نقودهم محجوزة في صندوقه الفاشل، فسيعلن أن الرسوم سيتم خفضها إلى صفر على الأقل إلى أن يصل إلى نقطة عالية – ولا سيما بالنظر إلى أرباح الأسهم البالغة 36.5 مليون جنيه التي دفعها العام الماضي صندوق وودفورد كابيتال، الذي يسيطر عليه هو وشريكه في العمل. إلا أنه لم يفعل.
سيقول لك كثير من الناس إن نيل وودفورد كان ضحية. ضحية الصناديق التي يتم تداولها في البورصة. ضحية السوق المهووسة بالنمو. ضحية "بريكست". ضحية التنظيم الإلزامي بشكل مفرط. ضحية ذعر المستثمرين الهواة. ضحية وسائل الإعلام. لكن بأية حال، هو ضحية غنية جدا في الواقع. وهذا هو الأمر المزعج جدا بشأن هذه القصة المؤسفة لزحف المهمة، والغرور، والأنا. شخص ما جمع كومة ضخمة من المال منذ عام 2014. وقيل لك إنه يمكن أن تكون أنت. لقد كان في الواقع نيل وودفورد.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES