ثقافة وفنون

حين كانت معنا

حين كانت معنا

حين كانت معنا في البيت
كان البيت مكتظا بأحلام وضحكات،
وكنا عندها نلهو كأطفال تغويهم لُعَبْ
حين كانت وحدها في الليل،
كان العتم مرآة،
وفيها أبصرت في وجهها
بعض غضون من تعب
تعبت منا،
ومن يقظتها دوما علينا
فارتأت أن تستريح.
تعبت من جسد
تجهدها فيه الشرايين التي صارت
حطب
خرجت من جسد أرهقها
أو أرهقته
غادرته ...
تركته في فراش ساخن،
تركته في فراش حن في يوم عليها
وانتحب
فأراحته من الإصغاء
في هذا الصخب
وارتقت في سقفنا ترمقه في العتم،
كي تعتقه منها..
استراحت..
فتراخت
مثلما لو أنها نشوى،
وواتاها الطرب
كان يكفي
أنها قد حسنت طعم حياة رائبة
ثم يكفي
أن ترى فينا هناء
ورجوعا لسعادات تولت هاربة
أن ترى في عمرنا طعماً لتبقى ذائبة
قطرة من عسل في الكأس
نحسوها ولا نبصرها
لكن طعما فينا
وإن كانت ستبدو غائبة
إنها ضوء تعودناه صبحا..
وتعودنا على تحنانها حين تواري عاتبة
خرجنا كلنا..
ظلت قليلا وحدها
تحرس الصمت الحزين
بقيت مفروشة وسط هواء البيت.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون