FINANCIAL TIMES

في اليابان .. تفاؤل بنهاية 3 عقود من الركود القياسي

في اليابان .. تفاؤل بنهاية 3 عقود من الركود القياسي

في اليابان .. تفاؤل بنهاية 3 عقود من الركود القياسي

أعلنت "ميزوهو للأوراق المالية" في أحد تقارير محلليها النهائية، قبل انتهاء فترة الركود رسميا في اليابان، أن أفضل ثلاثة أسهم يابانية من ناحية الأداء في عصر هيسي، هي: "كينيس" و"نيديك" و"بيجين".

في اليابان اليوم، هناك شركة رائدة عالميا في أتمته المصانع، ارتفعت قيمتها 5060 في المائة منذ كانون الثاني (يناير) 1989، وشركة موردة لمحركات كهربائية مصغرة لـ"أبل" وغيرها من الشركات العملاقة الأخرى، وارتفعت قيمتها بنسبة 3.458 في المائة، وشركة ثالثة منتجة لسلع عالية الجودة للأطفال، ارتفعت قيمتها بنسبة 3.353 في المائة.
الأمر منطقي جدا بالنسبة إلى الشركة الأولى، والثانية نظرا إلى التغيرات الصناعية المهمة التي حدثت خلال العقود الثلاثة الماضية.
أما الشركة الثالثة فهي مدفوعة بموجة جامحة مفاجئة ومستمرة، من السياح الوافدين إلى اليابان من الصين.
مع ذلك، فإن ما قد يكون أقل منطقية بالنسبة إلى العالم الخارجي، هو أهمية الإطار الزمني الذي يبلغ 30 عاما وأربعة أشهر، تم فيه ترتيب أداء هذه الأسهم؛ وهي فترة حددها عهد الإمبراطور الياباني أكيهيتو الذي تنازل عن السلطة، وسلمها لابنه ناروهيتو، أخيرا.
على الرغم من أن هذا التغير لا ينبغي أن يحدث فرقا حقيقيا لأوضاع الاقتصاد الكلي، وأن عائدات الأسهم والحوكمة وجميع العوامل الأخرى، التي تؤثر في حالة الاستثمار في اليابان، إلا أن هناك رغبة قوية في تضخيم صورة "الفصل الجديد"، والقول بأنه سيتسبب بذلك.
مع ذلك، فإن المخاطرة تكمن مع استئناف الأسواق التداول في 7 أيار (مايو) الجاري، فعصر ريوا (كما يطلق عليه) سيبدأ مع وجود نقص واضح في الروايات المقنعة.
إن ميل أمثال "ميزوهو" وشركات الوساطة الأخرى للتحدث عن تغير العصر أمر واضح.
كانت فترة هيسي عجيبة، إذ إن متوسط معدل تولي رؤساء الوزراء، ورحيلهم في هذه الفترة كان مرة كل عامين، فيما تنهار المصارف.
البنك المركزي بدأ بتجربة نقدية مع معدل فائدة صفر فانجذب إليه العالم.
ومن بين كل هذا: هناك أمل زائف للمستثمرين بفجر عصر أفضل.
شهد عام هيسي الأول في 1989، تضخم فقاعة الأسهم والعقارات اليابانية إلى ذروتها التي لا يزال إرثها، يحدد مواقف كل من المستثمرين المؤسسين والمستثمرين الأفراد نحو الاستثمار.
(يرى كثيرون أن شراء الأسهم يعد بمنزلة مقامرة).
وحتى الآن يتم تشويه شكل الشركات اليابانية عبر قطاعات متعددة، من خلال التجارب والتوسعات التي أجرتها، عندما كان يبدو أن لا شيء يمكن أن يفشل.
بحلول نهاية ذلك عام 1989، بلغت القيمة السوقية الإجمالية للأسهم اليابانية 600 تريليون ين (5.4 تريليون دولار)، أي ضعف حجم السوق الأمريكي بنحو 1.4 مرة.
حتى قبل أن تبلغ الأسهم ذروتها، كانت هناك سبع شركات يابانية ضمن أكبر عشر شركات في العالم (من حيث القيمة السوقية).
تجاوزت قيمة الأرض الإجمالية لـ23 دائرة في طوكيو القيمة الإجمالية للأراضي في أمريكا.
عصر هيسي كان أيضا عصر التقليص: بعد انفجار الفقاعة في عام 1990، أظهرت سوق الأسهم إخفاقات متتالية من قبل الشركات أو المستثمرين، لاستعادة أكثر من جزء صغير من السحر القديم.
اليوم، لا توجد أي شركة يابانية تحتل مرتبة بين أفضل 30 شركة عالمية من حيث القيمة السوقية.
في نهاية عام 2018، ظهرت شركة تويوتا الأكبر في البلاد في المرتبة 35، خلف شركة سيسكو.
الخصخصة التاريخية للأصول الحكومية - بما في ذلك "مجموعة السكك الحديدية اليابانية" و"تبغ اليابان" بيعت في أسواق لم تسترد أبدا المستويات التي بلغتها في بداية عصر هيسي، فضلا عن ذروة الفقاعة.
من نقطة الانطلاق التي بلغت 8.8 في المائة في عام 1989، بلغ متوسط العائد على الأسهم في القسم الأول من بورصة طوكيو 3.9 في المائة فقط، بين ذلك الوقت وبين وصول رئيس الوزراء شينزو آبي في أواخر عام 2012.
جزء من توضيح "ميزوهو" للتأرجحات القوية في تداول الأسهم في عصر هيسي يتضمن رسما بيانيا للإحالات المرجعية لـ"نيكاي 225" مع العبارات الجديدة التي دخلت اللغة كل عام.
هناك بعض المفردات المشجعة مثل "أبينوميكس" و"إصلاح أنماط العمل".
على أن الكلاسيكيات مثل "الفقر المشرف" (1992) و"السحب الائتماني المقترض" (2001)، و"طفيليات المعاشات التقاعدية" (2009)، و"مجتمع الحياة لـ100عام" (2017) تشهد على فترة لم تبدو أبدا أنها توفر للمستثمرين في الأسهم، على خلفية من التفاؤل المستمر لدعم أي قضية استثمار جديدة يحلم بها الوسطاء.
أكثر رسم بياني يوضح عصر هيسي، بطريقة ما، هو الرسم الذي يظهر مزيج أصول الأسر المعيشية من بداية عهد أكيهيتو حتى الآن.
خلال فترة محددة من خلال التقلب الملحمي، فإن الخط الذي يتتبع نسبة أصول الأسر المعيشية، التي لا تزال عبارة عن نقد وودائع ثابت بشكل لافت للنظر، يقف الخط الآن عند 50 في المائة، أي في المكان نفسه.
من ناحية سوق الأسهم، عصر هيسي - وعلى الأخص بينما كان آبي رئيسا للوزراء - كان معروفا بجهوده في التغلب على الانكماش، وحث التحول إلى الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم.
لقد فشل كلا الأمرين جذريا، ويرى كثير من المراقبين أن هذه الإخفاقات ترتبط ارتباطا وثيقا.
ولكي يكون لفجر العصر الإمبراطوري الجديد تأثير طويل الأجل على سوق الأسهم اليابانية، يجب أن يبدأ بإقناع عامة الناس، بأن عصر هيسي كان استثناء وليس القاعدة.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES