FINANCIAL TIMES

سياحة ماليزيا تكافح للتغلب على مأساتي 2014

سياحة ماليزيا تكافح للتغلب على مأساتي 2014

يعاني قطاع السياحة في ماليزيا مشاكل أكبر من توقعات الحكومة المتعلقة بهذا القطاع هذا العام، التي كانت تبدو طموحة بشكل مبالغ فيه.
يصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة لمأساتين تعرضت لهما اثنتان من رحلات الخطوط الجوية الماليزية.
فقد اختفت في ظروف غامضة الرحلة 370 فوق المحيط الهندي في آذار (مارس) 2014، في الوقت الذي أسقطت فيه بعد أربعة أشهر من تلك الحادثة، الرحلة إم إتش 17 فوق أوكرانيا.
حتى الآن لم يتعاف قطاع السياحة في البلاد من هذا العام الرهيب - ومن غير المرجح أن يتعافى أيضا في 2019، رغم تفاؤل الحكومة.
انخفض عدد السياح الوافدين للعام الثاني على التوالي في 2018 ليصل إلى 25.8 مليون شخص، أي أقل من العدد الذي زار البلاد في 2014 وبلغ 27.4 مليون زائر.
تستهدف الحكومة زيادة العدد بنسبة 8.9 في المائة هذا العام ليصل إلى 28.1 مليون شخص.
حتى بعد التعديل الهبوطي للهدف المحدد من قبل الإدارة السابقة، ستبقى هذه الوتيرة هي الأسرع من حيث النمو منذ 2007. ومن المرجح جدا عدم تحقيق الرقم المستهدف. العامل الرئيس في التراجع هو تقلص السياح من سنغافورة، الذين تراجعت أعدادهم إلى الربع منذ عام 2014.
على الرغم من أن أربعة من كل عشرة سائحين جاؤوا إلى ماليزيا العام الماضي كانوا قادمين من سنغافورة المجاورة - وأسهموا أيضا بنسبة 30 في المائة من إيرادات السياحة في البلاد – إلا أن اجتذابهم يزداد صعوبة الآن.
ألقى المجلس الماليزي للترويج السياحي اللوم على الازدحام السيئ على نحو غير عادي في نقاط التفتيش الحدودية، خلال عطلات نهاية الأسبوع والعطل الرسمية، في التسبب في هذا الانخفاض.
المجلس حذر أيضا من تزايد شعبية الوجهات السياحية القريبة، مثل الجزر الإندونيسية بينتان وباتام، وازدياد شعبية الرحلات البحرية، وتوافر تذاكر الطيران المخفضة للغاية إلى وجهات سياحية أبعد.
لا يحظى قطاع السياحة في ماليزيا بالأهمية نفسها التي يحظى بها في تايلاند، لكنه لا يزال قطاعا مهما.
أسهمت السياحة بإيرادات بلغت 84.1 مليار رنجيت ماليزي (20.9 مليار دولار) في الاقتصاد العام الماضي، ما يعادل 6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
يعلق هذا القطاع آماله على السياح الصينيين الذين ينفقون مبالغ كبيرة، الذين بدأوا بزيارة البلاد بأعداد متزايدة. قد لا يعوض سياح البر الرئيس النقص في أعداد الوافدين من سنغافورة في الوقت الحالي، لكنهم ينفقون مبالغ أكبر بكثير من حيث نصيب الفرد. حيث بلغ متوسط إنفاق السائح السنغافوري 2568 رينجيت في ماليزيا العام الماضي مقارنة بما أنفقه السائح الصيني الذي وصل إلى 4179 رينجيت.
الصين هي منذ الآن ثالث أكبر مصدر للسياح الأجانب المقبلين إلى ماليزيا، بعد سنغافورة وإندونيسيا، بحيث زاد العدد بنسبة 29 في المائة العام الماضي، وبمتوسط 16 في المائة منذ عام 2014.
تجعل الحكومة من الأسهل على السياح الصينيين زيارة البلاد، من خلال إدخال برنامج الإعفاء من التأشيرة في 2016، الذي يسمح بالإقامة لمدة تصل إلى 15 يوما.
كما أن الروابط الجوية آخذة في التحسن أيضا، بما في ذلك الوصول إلى مدن ثانوية في كلا البلدين.
بدأت شركة خطوط طيران "إير آسيا" العام الماضي تسيير رحلات جوية مباشرة بين كوالالمبور وتيانجين، وبين كوتا كينابالو وكونمينج.
وستبدأ خدمة مباشرة جديدة من كوالالمبور إلى لانتشو، مدينة تقع شمال غرب الصين، في أيار (مايو) الجاري.
قال المجلس الماليزي للترويج السياحي إن عدد المقاعد المقدمة للرحلات الجوية بين الصين وماليزيا زادت بنسبة 3.6 في المائة العام الماضي. كما تعمل ماليزيا أيضا بالشراكة مع شركة سي تريب دوت كوم للسفر الإلكتروني لتشجيع عدد متزايد من السياح الصينيين من الشباب المستقل، للقدوم إليها.
انخفض عدد السياح الصينيين الذين زاروا ماليزيا بنسبة 10 في المائة بعد اختفاء الرحلة الجوية رقم 370 من كوالالمبور في آذار (مارس) من عام 2014، وهي في طريقها إلى بكين. العام المقبل، ينبغي أن يتضاعف إجمالي عدد الزوار الصينيين عن العدد الذي زار البلاد في 2014.
مع ذلك، تتنافس ماليزيا مع بلدان جنوب شرق آسيا على شريحة من سوق السياحة المتنامية في الصين.
تحتل تايلاند مرتبة متقدمة جدا، بحيث سجلت 10.5 مليون سائح صيني العام الماضي – أي نحو ثلث جميع الزوار المقبلين إلى البلاد – في الوقت الذي زار فيه فيتنام خمسة ملايين شخص، أو ما يزيد قليلا على 25 في المائة من السياح. في المقابل، شكل الزوار الصينيون 11 في المائة فقط من إجمالي السياحة إلى ماليزيا العام الماضي.
على الرغم من أن هذا يعني أن هنالك مجالا كبيرا لتحقيق النمو، إلا أن النظرة الكلية مشوبة جزئيا بالسياسة. سيأمل قطاع السياحة بأن تتمكن زيارة رئيس الوزراء مهاتير محمد المقررة الشهر المقبل إلى الصين، من تحقيق الاستقرار بعد الخلافات التي نشبت حول مشاريع البنية التحتية في ماليزيا، ما يسمح بمزيد من الأعمال الصينية، بما فيها السياح.
منذ انتخابه العام الماضي، عمل مهاتير على إلغاء أو تعليق مشاريع البنية التحتية الصينية المتفق عليها من قبل الإدارة السابقة، بقيادة نجيب رزاق.
وقد ألقى نجيب اللوم على القرارات التي اتخذها خليفته بالتسبب في هذا الانخفاض في عدد زوار البر الرئيس خلال عطلة الأسبوع الذهبي في الصين، في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
من المؤكد أن لدى الصين خبرة تتعلق بالتعامل مع قطاع السياحة، وكأنه هراوة ضغط، وتدفق السياح الصينيين إلى كوريا الجنوبية لم يتعاف حتى الآن من الحظر الهادئ المفروض على زيارات المجموعات السياحية التي تقررها بكين، وسط غضب شديد إزاء قرار اتخذته سيؤول في 2016، المتمثل في تثبيت نظام "ثاد" الأمريكي المضاد للصواريخ.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES