الصحة

باحثون يطورون طريقة جديدة لإصلاح رئات المتبرعين بعد تضررها

باحثون يطورون طريقة جديدة لإصلاح رئات المتبرعين بعد تضررها

طور باحثون من الولايات المتحدة أسلوبا جديدا لحث الرئات المتبرع بها على التجدد بسرعة، وذلك بهدف زيادة أعداد الرئات المتوفرة والصالحة للزراعة، من أجل نقلها للمرضى المحتاجين لرئة جديدة.
وتعتمد هذه الطريقة على معالجة الرئة خارج الجسم، لجعلها في حالة مناسبة للزراعة.
وأوضح الباحثون تحت إشراف ماثيو باكشيتا، من جامعة ناشفيل بولاية تينيسه الأمريكية، في دراستهم التي نشرت نتائجها اليوم الثلاثاء بمجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" المتخصصة أنه "من الملفت للنظر أن ما يصل إلى 80% من الرئات المتبرع بها لا تستخدم، وذلك في كثير من الأحوال لأن الرئة تكون مصابة وقت وفاة صاحبها".
وأوضح الباحثون أن أحد أسباب إصابة الرئة هو ابتلاع ما تقيأه المريض، مما يؤدي إلى حرق المجاري التنفسية جراء النسبة المرتفعة من الحمض.
طور باكشيتا و زملاؤه طريقة لمعالجة مثل هذه الإصابات بسرعة، وجربوا هذه الطريقة أيضا، حيث نجحوا من خلالها في جعل الرئة في حالة مناسبة للزراعة.
استخدم الباحثون الخنازير كنموذج تجريبي، حيث وضعوا محتوى من الأمعاء بأُس هيدروجيني قيمته 2، أي شديد الحمضية، في الرئة.
ثم أخذوا الرئة بعد ساعتين بشكل كامل ووصلوا الدورة الدموية لها بخنزير آخر عبر أنابيب خارج الجسم، ثم قاموا بعملية تنفس صناعي للرئة.
ونفذ الباحثون إجراءات علاجية، حيث شطفوا الرئة ثلاث مرات خلال 15 دقيقة، ثم بدلوا المادة الفعالة في السطح.
وفي النهاية نفذ الباحثون إجراءات لإعادة تنشيط الكثير من الحويصلات الهوائية بالمعدة قدر الإمكان.
قاس الباحثون خلال هذه العملية وعملية التداوي العديد من العناصر الحيوية، منها على سبيل المثال ما هو بشأن البصمة الحيوية، ووجدوا أن الرئة تعافت بعد 18 ساعة بالفعل.
ورغم أن الرئة المجروحة لم تتجدد بشكل كامل بعد 36 ساعة، إلا أن القيم التي رصدها الباحثون جراء محاولة الإنعاش كانت جيدة جدا لدرجة أنه كان من الممكن نقل الرئة.
جرب الباحثون هذه الطريقة على ثمانية خنازير إجمالا.
كما برهن الباحثون على إمكانية مراقبة عملية التعافي باستخدام تقنية متقدمة للتطوير الحراري.
ولكن الباحثين أوضحوا أنهم جربوا هذه الطريقة فقط مع واحدة من عدة إصابات مختلفة للرئة، كما أنهم جربوها مع إحدى الرئتين فقط.
وأشار الباحثون إلى ضرورة إجراء دراسات أخرى لبحث آثار التثبيط المناعي، الذي يتم من أجل خفض رد فعل الجسم الرافض للعضو الجديد.
أوضح الباحثون أن آلاف المرضى يموتون سنويا أثناء بحثهم عن متبرع مناسب، "لذلك فإن إصلاح عضو غير مناسب يمكن أن تكون فرصتهم الوحيدة للحصول على عضو متبرع به والبقاء على قيد الحياة".
قال جريجور فارنيكه، من كلية طب هانوفر الألمانية، في معرض تعليقه على الدراسة، إن الدراسة أجريت بشكل جيد من ناحية المبدأ، معربا عن إعجابه بفكرة التسبب في أضرار معروفة بدقة، في جهاز أحد الحيوانات، للتمكن من قياس مدى نجاح عملية التداوي والعلاج.
ولكن فارنيكه يرى أن علاج الرئة خارج الجسم، من خلال توصيل جسمين بدورة دموية واحدة، هو علاج قديم، "حيث أصبحت هذه الطريقة متقادمة منذ أن أصبح هناك آلات قلب ورئة، ومنذ أن أصبح هناك أيضا آلات التروية الدموية، كما أنها غير ممكنة التنفيذ مع الإنسان".
ورأى فارنيكه، الذي يتولى أيضا منصب نائب رئيس لجنة القلب والرئة في الجمعية الألمانية لجراحات زراعة الأعضاء، أن قيمة الدراسة محدودة جدا بالنسبة للتطبيق العملي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الصحة