أخبار اقتصادية- عالمية

معركة الرواتب في أكبر المصارف السويسرية تتصاعد بخلاف «إيثوس» و«يو بي إس»

معركة الرواتب في أكبر المصارف السويسرية تتصاعد بخلاف «إيثوس» و«يو بي إس»

بقيت الـ 73.3 مليون فرنك (المبلغ نفسه في الدولار تقريبا) قيمة المكافآت التي منحها بنك "يو بي إس" إلى 13 عضوا في الإدارة العامة للبنك محشورة في حلق مؤسسة "إيثوس" السويسرية دون أن تتمكن من بلعها، ودعت المساهمين إلى رفض هذا المن والسلوى في اجتماع الجمعية العامة.
وتولت هذه المؤسسة، التي أخذت مسماها من الكلمة الإغريقية القديمة "إيثوس Ethos" -وتعني الأخلاق، والقيم، وسمو الروح-، مهمة الدفاع عن القيم والمبادئ القويمة وإدماجها في التعاملات الاقتصادية والمالية والتجارية.
وتعارض هذه المؤسسة خطط "يو بي إس" زيادة رواتب مديري "يو بي إس" في الميزانية المالية الجديدة للبنك. وأوصت المؤسسة أن يرفض المساهمون كلا من تقرير المكافآت الذي يقدمه مجلس الإدارة، وأيضا تقرير رئيس البنك حول الأجور والرواتب في الاجتماع الذي سيعقد في الثاني من أيار (مايو) المقبل، قائلة إن النتائج المالية التي حققتها إدارة البنك غير مرضية لمنح مثل هذه المكافآت الضخمة.
وقدرت هذه المؤسسة أن رواتب المديرين التنفيذيين الثلاثة عشر لعام 2018 البالغة 73.3 مليون فرنك "المتغير دائما نحو الصعود" لا تتلاءم مع أداء البنك السلبي في سوق الأوراق المالية ذلك العام.
وقالت إن الـ 14.1 مليون فرنك، منها 11.3 مليون فرنك كمكافآت وحوافز، التي ستذهب لمستفيد وحيد هو المدير التنفيذي، سيرجيو إيرموتي، إنما تمثل 4.5 مرات راتبه الاسمي السنوي، ويقترب من الحد الأقصى خمسة أضعاف هذا الراتب. وقالت إن راتب، إيرموتي، مع المكافآت تجعل منه المصرفي الأعلى راتبا في أوروبا، وتضعه في موقع أعلى قليلا من رئيس بنك "كريدي سويس"، تيجان تيام، الذي يقبض 12.7 مليون فرنك (أعلى بنسبة 30 في المائة) خلال عام واحد.
ودعت المؤسسة البنك السويسري الأول أن يقدم تبريرا لهذا المبلغ بعد أن تمت زيادته بنسبة قدرها 12 في المائة من صافي الربح المتحقق في العام الماضي، وسلامة الأسهم، وبرنامج إعادة الشراء. في الوقت نفسه، انخفض سعر سهم البنك بنسبة 32 في المائة تقريبا. وتقول إنه من 2016 إلى 2018، انخفضت العائدات الإجمالية لسهم يو بي إس بنسبة 28.4 في المائة في حين كان انخفاض المصارف المماثلة الأخرى هو 1.8 في المائة فقط.
وتعد "إيثوس" أنه "من الضروري أن يقدم "يو بي إس" معايير تأخذ في الاعتبار الأداء النسبي للإجراء.
وترى المؤسسة أيضا أن أجور المديرين (في المتوسط 726700 فرنك) وأجر الرئيس، أكسل فيبر (ستة ملايين فرنك) والمرتبات الاسمية للإدارة (على سبيل المثال 2.5 مليون للمدير التنفيذي) لا تتلاءم مع النتائج المالية التي حققتها شركات أخرى مدرجة في سوق الأوراق المالية السويسرية "إس إم آي".
وتعترف "إيثوس" أن "يو بي إس" قد بذل جهودا في مجال الشفافية فيما يتعلق بالأجور في السنوات الأخيرة، وتعتزم مواصلة إجراء "حوار بناء" مع البنك.
كما أوصت "إيثوس" برفض تقارير المكافآت المالية التي سيقدمها البنك السويسري الثاني "كريدي سويس" في اجتماع 26 نيسان (أبريل) الجاري.
وتقول "إيثوس" إنه لم يثبت تجريبيا أن الشركات التي تقع فيها أكثر الفجوات اتساعا بين أعلى الرواتب وأدناها هي أعلى الشركات وأفضلها في تحقيق الأرباح، كما ظهر ذلك أخيرا في شركة "بريتيش بتروليوم" البريطانية، التي زادت من أجور رئيس الشركة حتى بعد تحقيقها خسائر فادحة.
وبشأن النسبة التي تمثلها الفوارق في شبكة الأجور داخل الشركة نفسها، ذكرت "إيثوس" أن الفجوة في الأجور بين أعلى وأدنى راتب قد تجاوزت إلى حد كبير النسبة التي دافع عنها، بيربونت مورجان، في الثلاثينيات من القرن العشرين من 30 إلى 1 (أي أنه لا يجوز أن يتجاوز أعلى راتب في المؤسسة الواحدة 30 مرة أدنى راتب)، مضيفة أن الفارق في النسبة وصل في بعض الحالات من 300 إلى 1 أو حتى أكثر.
وتحذر "إيثوس" من أن الفوارق العالية في الأجور تؤدي إلى اتساع الهوة بين فئات المجتمع، وتدفع إلى الكراهية، وتزيد من انقسام الناس، مشددة على أن العدالة، والمبادئ السامية، والأخلاق ينبغي أن تكون موجودة في النشاطات المالية والتجارية كافة، وهي الضمان الأساسي لقوة المجتمع.
وتصر "إيثوس" على أن المطلوب على الأقل هو وجود ارتباط بين أجور المديرين التنفيذيين والأداء التشغيلي للشركات التي يقودونها، ولكن كيف يمكن تحقيق هذا الارتباط؟
تقول المؤسسة إن بعض المؤسسات الأمريكية، وقسم منها مؤثر جدا في الحياة الاقتصادية والمالية، مثل "أنستتيوشنال شيردهولدر سيرفيس"، التي طبقت قاعدة "الدفع حسب الأداء" وهي وسيلة ستكون في مصلحة المساهمين وذلك بمواءمة أداء الشركة وأجور مديريها التنفيذيين.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية