FINANCIAL TIMES

نصائح مجانية لرجال أعمال متطلعين إلى القمر

نصائح مجانية لرجال أعمال متطلعين إلى القمر

نصائح مجانية لرجال أعمال متطلعين إلى القمر

مع تزايد العد التنازلي للذكرى الذهبية في تموز (يوليو) المقبل لمهمة "أبولو 11"، سيتركز الانتباه على فوائد البرنامج الذي وضع نيل أرمسترونج على سطح القمر.
نتج عن سباق الفضاء، ضمن ابتكارات أخرى، تحسن الملابس المقاومة للحريق، وتكنولوجيا الأغذية المجففة والمجمدة، وبطانيات الإنقاذ، بل وحتى المكنسة الكهربائية اللاسلكية المتنقلة التي تنظف الغبار (الناتج غير المحبب لبرنامج كمبيوتر لخفض استهلاك الطاقة من عمليات الحفر القمرية).
على الرغم من ذلك، كانت الابتكارات الفرعية ذات التطبيق الأوسع بمنزلة هيكل للإدارة الحديثة، قد انطلقت من المنصات نفسها، بعد أن حدد جون كيندي في 1961 الهدف الطموح للولايات المتحدة، إلا وهو الهبوط على سطح القمر.
في عام 1989 أعادت "ناسا" جمع المديرين التنفيذيين الذين أشرفوا على إطلاق مركبة أبولو إلى القمر.
وانتهى بهم الأمر إلى تحديد عشرة مبادئ إدارية تدعم نجاحها، من "توظيف أفضل الأشخاص" و"تفويض السلطة" إلى "اتخاذ المخاطر المحسوبة والتحلي بالشجاعة الأخلاقية".
ساعد رواد الفضاء أنفسهم على نقل هذه الأفكار - بعضها كان متقدما جدا على زمنه في الشركات الأمريكية المقيدة بتسلسل ستينيات القرن الماضي.
فرانك بورمان، قائد "أبولو 8"، وبيل أندرس، الذي التقط صورة "إيرثرايز" الشهيرة في المهمة نفسها، ترأسا شركات أمريكية كبرى، أي "خطوط إيسترن الجوية" و"جنرال دايناميكس" على التوالي.
إن ثلثي "النسور" الـ 24 الذين داروا حول القمر أو مشوا على سطحه، دخلوا في أعمال تجارية بصفة ما، ليس في صناعة الفضاء الجوي فحسب، بل أيضا في مجالات متنوعة مثل الفحم والإنشاءات.
كما قدم البرنامج بعضا من وقود الصواريخ للمصطلحات التي لا تزال تدور حول المديرين، مثل كثير من حطام الفضاء. اشتهر جين كرانز، مدير الرحلة في مهمة "أبولو 13" الفاشلة، بمبدأ "الفشل ليس خيارا" بعد أن حث فريقه على إيجاد طريقة لإنقاذ الطاقم.
ومع ذلك علمت المهمات المشاركين الشباب - كان متوسط العمر في مركز التحكم في المهمة في عام 1969 هو 26 عاما - إن لم تتقبل الفشل، فعليك على الأقل التعلم منه.
إحدى الأفكار التي استوعبها الرؤساء التنفيذيون في "ناسا" هي (الإقرار بالأخطاء و"الاعتراف بها في الوقت الفعلي").
لماذا تعد هذه الدروس - وغيرها من الدروس التي تم جمعها من "النسور" الناجين، من قبل باسيل هيرو في كتابه الجديد الجذاب مهمة الآن؟ عندما يكون الهاتف الموجود في جيبك أقوى من جميع أجهزة الكمبيوتر الموجودة تحت تصرف "ناسا" عام 1969؟
أحد الأسباب أن عديدا من المنظمات الأخرى عليها الآن أن تتعامل مع التعقيد الذي واجهته "ناسا" وشركاؤها الخاصون في الستينيات.
كما أخبرني هيرو، تتطلب مثل هذه التحديات التزاما شجاعا بإدارة مؤسسة مشتتة وذات تنظيم أفقي، إذ يمكن حتى للشباب المبتدئين نقل الأفكار أو المشكلات إلى الأعلى بسرعة وسهولة.
استخدم فيرنر فون براون، العالم الذي كان فريقه يبني صاروخ "ساتيرن 5"، الذي أطلق النسور إلى الفضاء، نظاما يسمى "موندينوتس"، يحث المهندسين على تقديم تقارير من صفحة واحدة للمراجعة في بداية كل أسبوع.
يتذكر رائد فضاء سابق ويقول: "ربما كان للسلسلة رابط واحد فقط قبل أن تصل إلى صانع القرار".
السبب الثاني أن عديدا من الرؤساء التنفيذيين استخلصوا استنتاجات خاطئة من حقيقة أن "ناسا" قد انتقلت من رؤية جون كنيدي إلى "قفزة عملاقة" لأرمسترونج خلال ثماني سنوات فقط.
دخلت عبارة "إطلاق المركبة إلى الفضاء" في المفردات الإدارية جزئيا، على افتراض لم يبن على أي أساس مفاده أن مجرد تحديد معالم النشاط التجاري على هدف بعيد بشكل غير مناسب، سيدفع الفريق نحوه.
في الواقع، عرف كينيدي قبل أن يخاطب الكونجرس في عام 1961 أن مهمة القمر كانت طموحة، ولكنها ممكنة، حتى أن خطابه حدد الخطوات المرحلية التفصيلية والتمويل اللازم لتحقيق الهدف. كان كينيدي، كما يكتب هيرو، "واقعيا بشكل مثالي".
السبب الأخير، والأكثر تحديدا للحاجة إلى إعادة تعلم مثل هذه الدروس، هو أن الولايات المتحدة وضعت مرة أخرى نصب أعينها الهبوط على سطح القمر.
أشعل الرئيس دونالد ترمب الحماس في عام 2017. نائبه، مايك بينس، ضاعف الوضع في الشهر الماضي، إذ وجه وكالة "ناسا" والمشاريع الخاصة نحو إرسال "رواد فضاء أمريكيين، تطلقهم صواريخ أمريكية، من أرض أمريكية" مرة أخرى إلى سطح القمر في غضون خمس سنوات.
أوضح بينس أنه بالنسبة له ولترمب "الذي سيكون قريبا من نهاية فترة ولايته الثانية في الرئاسة في عام 2024" لم يكن الفشل خيارا.
في حين أن استخدام القمر كمحطة طريق لكواكب أخرى يعد فكرة جيدة، إلا أن غياب صاروخ بقوة ساتورن 5 نفسها وندرة التمويل يشكلان عقبات كبيرة.
عندما عين رئيس وكالة "ناسا" من قبل كينيدي، حث جيمس ويب الرئيس على الفور على مضاعفة ميزانية برنامج الهبوط على سطح القمر.
على النقيض، قال بينس "من أجل النجاح، يجب أن نركز على المهمة إلى جانب الوسائل".
أتمنى لوكالة "ناسا" ورواد الفضاء في المستقبل أينما كانوا، التوفيق والسلامة.
على أن أحد الدروس المستفادة من برنامج "أبولو" لقادة الأعمال الذين يحدقون بالقمر بتفاؤل، أنه لا فائدة من ذلك من دون أموال كافية وتنظيم صحيح واستراتيجية جيدة الإدارة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES