الطاقة- النفط

العوامل الجيوسياسية تغذي موجة ارتفاع النفط .. والصعود الأقوى في الصيف

 العوامل الجيوسياسية تغذي موجة ارتفاع النفط .. والصعود الأقوى في الصيف

ارتفعت أسعار النفط أمس مدعومة بفعل تخفيضات الإمدادات الجارية التي تقودها منظمة أوبك والعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على صادرات النفط من إيران وفنزويلا.
وبحسب "رويترز"، بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 71.53 دولار للبرميل، مرتفعة 69 سنتا أو 0.95 في المائة مقارنة بسعر الإغلاق السابق.
وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 64.17 دولار للبرميل مرتفعة 60 سنتا أو0.93 في المائة مقارنة بسعر التسوية السابقة.
وتوقع محللون في بنك الاستثمار العالمي "آر.بي.سي كابيتال ماركتس" في مذكرة للعملاء، أن "تبلغ أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في المتوسط 75 دولارا للبرميل و67 دولارا للبرميل على الترتيب على مدى الفترة المتبقية من العام الجاري، مقارنة بتقديرات سابقة عند 69.50 دولار للبرميل، لكن المخاطر تميل أكثر إلى الجانب الصعودي".
وأضاف البنك الكندي: "موجات الارتفاع التي تغذيها العوامل الجيوسياسية قد تدفع الأسعار صوب مستوى 80 دولارا للبرميل أو حتى لتجاوز ذلك المستوى لفترات متقطعة هذا الصيف".
وذكر محللو البنك أن مراجعة توقعات أسعار النفط جاءت نظرا لمجموعة من ظروف السوق منها التخفيضات الحادة في إمدادات "أوبك" والطلب القوي والمخاطر الجيوسياسية.
وصعدت أسواق النفط أكثر من الثلث هذا العام بفضل تخفيضات الإمدادات التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" والعقوبات الأمريكية على إيران وفنزويلا المصدرتين للخام وتصاعد القتال في ليبيا.
وينخفض إنتاج فنزويلا مع العقوبات الأمريكية التي أضيفت إلى أزمة اقتصادية وسياسية عميقة، فيما من المتوقع أن تشدد الحكومة الأمريكية العقوبات النفطية على إيران في أيار (مايو).
ويواصل إنتاج فنزويلا النفطي الهبوط ليتراجع بنحو 37 في المائة بالربع الأول من العام الحالي مع اضطرابات سياسية داخل البلاد إلى جانب العقوبات الأمريكية.
ويشكل تعطل الإمدادات النفطية في فنزويلا عامل ضغط في تقليص الإنتاج العالمي من الخام إلى جانب مزيد من التشديد بالسوق.
وكان إنتاج النفط في فنزويلا يبلغ 1.172 مليون برميل يوميا بنهاية شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي لكنه انخفض إلى 732 ألف برميل يوميا في آذار (مارس) الماضي، ليكون بذلك دون متوسطه على المدى الطويل (أقل من مليون برميل يوميا).
ويعني ذلك إنتاج الخام بفنزويلا فقد نحو 440 ألف برميل يوميا خلال أول ثلاثة أشهر من العام الحالي أو ما يوازي 37.5 في المائة.
وكشف تقرير "أوبك" الشهري نقلا عن مصادر للمنظمة أن إنتاج فنزويلا من النفط تراجع بنحو 289 ألف برميل يوميا خلال الشهر المنقضي ليبلغ 732 ألف برميل يوميا.
لكن فنزويلا أبلغت منظمة الدول المصدرة للنفط أن إنتاجها من الخام تراجع بمقدار 472 ألف برميل يوميا في الشهر الماضي ليبلغ إجمالي ما ضخته كاراكاس نحو 960 ألف برميل يوميا.
من جهة أخرى، استقر إنتاج النفط في الولايات المتحدة عند أعلى مستوى في تاريخه في الأسبوع الماضي، مع انخفاض الصادرات والواردات الأمريكية.
وكشف التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن الإنتاج الأمريكي بلغ 12.200 مليون برميل يوميا الأسبوع الماضي، وهي مستويات الأسبوع السابق له نفسها.
ويعد الإنتاج الأمريكي عند أعلى مستوياته على الإطلاق على الصعيد الأسبوعي بعد أن صعد بنحو 100 ألف برميل يوميا في الأسبوع الأخير من آذار (مارس).
وشهدت الواردات والصادرات الأمريكية انخفاضا في الأسبوع المنقضي لكن الأخيرة كانت بوتيرة أكبر ما دفع صافي الواردات بالولايات المتحدة للصعود.
ووفقا لإدارة معلومات الطاقة، فإن واردات النفط الأمريكية انخفضت بمقدار 164 ألف برميل يوميا في الأسبوع الماضي إلى 6.599 مليون برميل يوميا.
كما انخفضت صادرات الخام الأمريكية في الأسبوع الأول من نيسان (أبريل) بنحو 374 ألف برميل يوميا لتهبط إلى 2.349 مليون برميل يوميا.
ويعني ذلك أن صافي واردات النفط بالولايات المتحدة ارتفع بمقدار 210 آلاف برميل يوميا في الأسبوع المنصرم ليصعد إلى 4250 مليون برميل يوميا.
وصعدت المخزونات الأمريكية بمقدار سبعة ملايين برميل في الأسبوع الماضي إلى 456.5 مليون برميل.
وارتفعت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بأقل من توقعات المحللين خلال الأسبوع الماضي.
وكشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، عن ارتفاع مخزونات الغاز الطبيعي بمقدار 25 مليار قدم مكعب خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى 1155 مليار قدم مكعب.
وكانت توقعات المحللين تشير إلى صعود مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بنحو 32 مليار قدم مكعب.
وعلى أساس سنوي، هبطت مخزونات الغاز الطبيعي الأمريكية بمقدار 183 مليار قدم مكعب مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وترى وكالة الطاقة الدولية أن سوق النفط تظهر إشارات حول تراجع المعروض مع الانتقال إلى الربع الثاني، لكن في الوقت نفسه حذرت من إشارات متضاربة من حيث توقعات الطلب.
وذكرت الوكالة عبر تقريرها الشهري، أن المعروض النفطي من دول أوبك تراجع 2.2 مليون برميل يوميا في آذار (مارس) الماضي مقارنة بإمدادات شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، مع هبوط العرض من إيران وفنزويلا وعدم اليقين حاليا بشأن ليبيا.
وتسبب تراجع المعروض من "أوبك" إضافة إلى هبوط إمدادات الدول خارج المنظمة بنحو 0.7 مليون برميل في الربع الأول من العام الحالي مقارنة بآخر ثلاثة أشهر من 2018 في صعود سعر خام برنت من مستويات 50 دولارا في كانون الأول (ديسمبر) إلى 70 دولارا حاليا.
وأبقت الوكالة على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط عن العام الماضي عند مستوى 1.3 مليون برميل يوميا، كما أبقت تقديراتها للعام الجاري عند مستوى 1.4 مليون برميل يوميا.
وأضافت أن هناك إشارات متضاربة بشأن قوة الاقتصاد العالمي، ووجهات نظر مختلفة حول مستوى الأسعار، مشددة على وجود اختلاف واسع في الرأي بين أوساط المحللين حول مدى قوة النمو.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط