FINANCIAL TIMES

«أوبر» تنفق بسخاء لفرض رسوم ازدحام في نيويورك

«أوبر» تنفق بسخاء لفرض رسوم ازدحام في نيويورك

أنفقت شركة أوبر مليوني دولار للضغط من أجل فرض رسوم ازدحام في مدينة نيويورك منذ عام 2015، الأمر الذي أفضى إلى وضع أول خطة من نوعها في البلاد، لمعالجة مشكلات متفاقمة بسبب ظهور تطبيقات حجز السيارات.
كانت عملاقة طلب سيارات الأجرة في الولايات المتحدة أكبر مؤيد لحملة خطة فرض رسوم على المركبات التي تدخل مانهاتن في الشارع رقم60، المعتمدة في موازنة العام المالي الحالي في الولاية.
من المتوقع أن تجمع هذه الخطة، التي ستدخل حيز التنفيذ في عام 2021، مليارات الدولارات لتمويل نظام مترو الأنفاق وأنظمة نقل عام أخرى متعثرة في المدينة.
ضغطت شركة أوبر على المشرعين ونشرت إعلانات تلفزيونية، وأسهمت بمبلغ 700 ألف دولار لمصلحة المجموعة المناصرة للمسعى "أصلحوا نظام النقل" Fix Our Transit - أكثر من مجلس إدارة العقارات في نيويورك، الذي أسهم بـ 500 ألف دولار. كما أنها دعمت جهودا سابقة لم تتكلل بالنجاح لإصدار رسوم الازدحام.
برزت صناعة حجز السيارات بطلة غير متوقعة في تسعير الازدحام في المدن الأمريكية من نيويورك إلى سياتل وبوسطن، التي تتصارع مع البنية التحتية المتدهورة، وأنظمة النقل التي تعاني نقص التمويل، وحركة المرور التي تسد الشوارع وتسهم في التلوث.
ألقي اللوم على تطبيقات مثل "أوبر و"ليفت" المنافس لوضع المزيد من السيارات على الطريق والإضرار بالنقل العام في جميع أنحاء البلاد. وألقت هيئة النقل في سان فرانسيسكو باللوم على خدمات حجز السيارات في التسبب بمعدل نصف الزيادة في ازدحام المدينة بين عامي 2010 و2016.
ركزت الشركات على تسعير الازدحام كحل مفضل لها بدلا من بذل الجهود لفرض ضريبة على حجز السيارات أو الحد من عدد السيارات على الطريق. قاضت شركة أوبر مدينة نيويورك في شباط (فبراير) الماضي، بسبب القرار الذي أصدره مجلس المدينة العام الماضي بالحد من تراخيص مركباتها للإيجار.
قال أندرو سالزبيرج، رئيس سياسة النقل في "أوبر": على المدى الطويل، ما نعمل من أجله هو نظام يساعد الناس على فهم تأثير قيادة سيارة في قلب مدينة مزدحمة. ونيويورك هي مرحلة مهمة في الوقت الجاري، إلا أنها أيضا جزء من استراتيجية أوسع".
خصصت شركة أوبر في أيلول(سبتمبر) 10 ملايين دولار على مدى ثلاثة أعوام لدعم ما تسميه بـ "التنقل المستدام"، من خلال الدعوة إلى فرض رسوم الازدحام وكذلك التمويل المباشر لأنظمة النقل وتحسين لوائح وقوف السيارات، والزيادة في استخدام الدراجات الهوائية والدراجات البخارية.
شركة ليفت، التي تمتلك حصة تبلغ نحو 30 في المائة من السوق الأمريكية، مقابل حصة 70 في المائة لشركة أوبر، وفقا لمجموعة الأبحاث سكند ميجر Second Measure، أيدت بقوة تسعير الازدحام. وقد أسهمت بمبلغ 75 ألف دولار لحملة نيويورك، وتعهدت بإنفاق 50 مليون دولار سنويا على مبادرات النقل المحلية. في المقابل، عارض سائقو سيارات الأجرة في نيويورك تسعير الازدحام، بحجة أنه يفرض عليهم مزيدا من الضغوط في وقت أدى فيه الاضطراب من المنافسين إلى العديد من حالات الانتحار. رفع تكلفة قيادة السيارة إلى وسط مانهاتن أو الأجزاء المركزية الأخرى من المدن، له فوائد غير متوقعة لشركة أوبر ونظيراتها. انخفاض حركة المرور يعني أوقات انتظار أقصر للركاب.
كما يراهنون على تحول أوسع من ملكية السيارات الخاصة إلى أشكال النقل الأخرى التي يقدمونها، بما في ذلك الرحلات والدراجات الهوائية والدراجات البخارية المشتركة، وإلى وسائل النقل العام. تقول شركة أوبر إن عديدا من العملاء يجمعون بين رحلة "أوبر" والحافلة أو المترو.
وقال سالزبيرج "ما نراه حول العالم هو أن مستخدمي شركة أوبر يميلون إلى أن يكونوا أثقل من متوسط مستخدمي وسائل النقل".
تتبنى شركة أوبر بهذا الشكل لوائح تتناقض مع سمعة الشركة، فحتى وقت قريب جدا، كانت في تحد مع القوانين المحلية وإحباطات الهيئات التنظيمية، في الوقت الذي كانت تتسابق فيه مع شركة ليفت للانطلاق في أسواق جديدة.
بعد عام 2017 المضطرب الذي تم فيه طرد المؤسس المشارك للشركة ترافيس كالانيك من منصبه كرئيس تنفيذي، وعد بديله، دارا خسروشاهي، بثقافة شركة جديدة ملتزمة بـ "فعل الشيء الصحيح".
جعل خسروشاهي إصلاح صورة شركة أوبر وعلاقاتها مع الحكومات جزءا رئيسا من رسالته، في الوقت الذي تتجه فيه الشركة نحو طرح عام أولي يمكن تقديره بأكثر من 100 مليار دولار.
اجتذبت حملة تسعير الازدحام في نيويورك مجموعة واسعة من المؤيدين من شركة أوبر إلى مطوري العقارات، وغيرهم من ممثلي مجتمع الأعمال إلى المجموعات البيئية ونشطاء نظام النقل والنقابات العمالية.
وقالت جولي تيجي، رئيسة رابطة نيويورك للناخبين المحافظين، التي دعمت هذا الجهد "يطلب الناس المزيد من الرحلات المشتركة أكثر من السابق، لأن النقل الجماعي لا يعمل كما ينبغي".
"تعرف شركة أوبر أن من الأفضل للجميع أن يتحرك المرور بسرعة أكثر من 4.7 ميل في الساعة ... وتعترف بأن لها دورا في الازدحام، إلا أنها تريد في المقابل أن تكون جزءا من الحل" أيضا.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES