FINANCIAL TIMES

هل تظفر «أوكسيدينتال» باستثناء الغد عبر تحييد الكربون؟

هل تظفر «أوكسيدينتال» باستثناء الغد عبر تحييد الكربون؟

في حوض برميان في تكساس ونيومكسيكو، أي في قلب مضمار سباق طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة، يغيب بشكل عام كثير من الاعتبارات العميقة في شأن تداعيات مناخ الإنتاج.
من المطالب الأكثر إلحاحا هناك، توافر سائقي الشاحنات وقدرة خطوط الأنابيب على نقل النفط إلى السوق.
شركة أوكسيدينتال بتروليوم، خامس أكبر مجموعة نفط أمريكية من حيث القيمة السوقية، التي تملك أكبر مساحة صافية من حقوق الحفر في حوض برميان، تعد من باب الاستثناء في صناعة النفط.
مثل منافساتها، بما فيها شركات إكسون موبيل وشيفرون، فإن شركة أوكسيدينتال، كانت من المشاركات الرئيسات في طفرة الإنتاج المذكورة.
في الأعوام الثلاثة الماضية، زادت إنتاجها من النفط الصخري في حوض برميان بأكثر من الضعف، وتتوقع أن تضاعفه مرة أخرى إلى 600 ألف برميل من المعادل النفطي يوميا، في الأعوام الخمسة المقبلة. على أنها في الوقت نفسه، تلتزم بخفض انبعاثاتها من الكربون.
فيكي هولوب، الرئيسة التنفيذية لشركة أوكسيدينتال، قالت في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز في هيوستن، "نحن نفكر في المدى الطويل بالنسبة إلى مساهمينا. نعتقد أنه إذا لم تعالج هذه القضايا المناخية اليوم، فإننا سنتخلف عن الآخرين".
في النهاية، تريد شركة أوكسيدينتال أن تكون "محايدة من حيث الكربون"، عبر اقتناص غازات الدفيئة المكافئة لجميع الانبعاثات الناتجة عن عملياتها، ومن سلسلة التوريد واستخدام النفط والغاز الذي تنتجه.
وأضافت هولوب "نشعر أن هذا هو مفتاح استدامة أعمالنا مع مرور الوقت. إذا لم يكن لديك ذلك، فلا يجب أن تكون عاملا في هذا المجال".
الطريقة التي تخطط بها هولوب لحل هذه المشكلة الشائكة هي باستخدام ثاني أكسيد الكربون الذي سيتم إطلاقه خلافا لذلك، إلى الغلاف الجوي من المصانع ومحطات توليد الطاقة.
حقن الغاز في خزانات النفط يساعد على إخراج مزيد من النفط الخام، وهي ممارسة معروفة باسم الاستخلاص المعزز للنفط أو EOR، وتترك ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض، بدلا من تركه في الغلاف الجوي.
هذه التقنية راسخة أيضا بالنسبة إلى النفط "التقليدي" الذي يتم إنتاجه من الآبار العمودية. كانت شركة أوكسيدينتال تدير اختبارات للاستخلاص المعزز للنفط في آبار الصخر الزيتي الأفقية، وتصفها هولوب بأنها "ناجحة تقنيا".
تعمل الشركة حاليا على خطة لتطوير حقل كامل باستخدام الاستخلاص المعزز للنفط من أجل استخراج النفط الصخري في حوض ميدلاند، على الجانب الشرقي لحوض برميان، الذي يمكن أن يبدأ الإنتاج في عام 2021.
الحسابات الأساسية تبدو جذابة، من حيث الإنتاج والانبعاثات على حد سواء. تقدر شركة أوكسيدينتال أنها تستخرج نحو 11 في المائة من النفط الموجود في احتياطاتها من النفط الصخري الآن؛ وتأمل هولوب زيادة الاستخلاص المعزز للنفط إلى 17 أو 18 في المائة.
في الوقت نفسه، فإن كل جزيء من النفط المنتج يطلق كميات أقل من ثاني أكسيد كربون عند حرقه، ما لو تم حقنه إلى الخزانات لاستخراجه.
مع ذلك، لا تزال الشركة تواجه بعض التحديات الهائلة، في توسيع نطاق تلك الاختبارات الناجحة، لتشمل حقل نفط كاملا.
قالت هولوب "هناك قدر كبير من النفط الصخري. لإنجاح الأمر، من المهم أن نكون قادرين على تصميم المنشآت السطحية والبنية التحتية اللازمة للقيام بذلك".
الاستخلاص المعزز للنفط القياسي يستخدم ثاني أكسيد كربون مستخرجا من المصادر الطبيعية، عن طريق حفر الآبار.
للحصول على تأثير إيجابي في الانبعاثات، يجب أن تستخدم شركة أوكسيدينتال ثاني أكسيد الكربون الناتج عن النشاط البشري.
في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، استثمرت الشركة النفطية في شركة تدعى نت باور، تطور مولد طاقة مبتكرا يعمل بالغاز يبعث تيارا نقيا من ثاني أكسيد كربون مناسب للاستخلاص المعزز للنفط.
كما تستكشف أيضا الخطط للحصول على ثاني أكسيد الكربون من منشآت صناعية، بما في ذلك مصانع الإيثانول والصلب.
هناك مشكلة كبيرة هي أن مراكز الصناعة التي تكثر فيها مصانع ومحطات توليد الطاقة، يغلب عليها أن تكون بعيدة عن حقول النفط، في المساحات الواسعة المفتوحة في غرب تكساس.
كما تعترف هولوب "ستكون هناك حاجة إلى خط أنابيب طويل جدا".
مع ذلك، فإن اقتناص الكربون واستخدامه وتخزينه من التقنيات القليلة المتعلقة بالمناخ التي تمكنت من كسب تأييد الجمهوريين في الكونجرس وإدارة الرئيس ترمب، فدعم الحكومة يمكن أن يجعل خطط شركة أوكسيدينتال قابلة للتطبيق.
إصلاح الامتياز الضريبي المعروف باسم 45Q العام الماضي، حقق عائد 35 دولارا للطن من ثاني أكسيد الكربون الملتقط، لاستخدامه في تطبيقات بما في ذلك الاستخلاص المعزز للنفط.
وقالت هولوب "هذا ما جعل بالفعل من الممكن بالنسبة إلينا البدء في تجميع هذه الاستراتيجية هنا في الولايات المتحدة".
يوجد تشريع آخر يسمى قانون "الاستخدام" يتضمن مجموعة من التدابير الهادفة إلى تسريع بناء خطوط أنابيب ثاني أكسيد الكربون، قدم إلى الكونجرس بدعم من كلا الحزبين.
قالت هولوب "من خلال الجمع بين هذين الأمرين، يصبح هذا بالتأكيد مشروعا اقتصاديا بالنسبة إلينا".
وكما تعترف، فإن استخدام ثاني أكسيد الكربون المناسب للاستخلاص المعزز للنفط "لا يمكن أن يكون الحل التام" للتهديد المناخي.
العالم ببساطة ليس لديه ما يكفي من المكامن النفطية المناسبة لجميع غازات الدفيئة التي يصدرها.
مع ذلك، تجادل هولوب بأنه من أجل تحقيق الهدف الذي وضعته اتفاقية باريس للمناخ، وهو المحافظة على درجات الحرارة العالمية عند مستويات "أدنى كثيرا من درجتين مئويتين"، فإن استخدام ثاني أكسيد كربون مناسب للاستخلاص المعزز للنفط، هو إحدى التقنيات التي "لا بد أن تحدث".
وتضيف أن "هذا ضروري أيضا لمستقبل الشركة، نحن هنا على المدى الطويل، ونريد أن نكون الشركة التي تنتج آخر برميل من النفط، وبرميل النفط المذكور يجب أن يكون صادرا باستخدام ثاني أكسيد كربون مناسب للاستخلاص المعزز للنفط، لأن هذا هو أدنى برميل ممكن من حيث الانبعاثات".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES