FINANCIAL TIMES

«شل» و«ألفابت» تخططان لإطلاق طائرة ورقية مولدة للطاقة

«شل» و«ألفابت» تخططان لإطلاق طائرة ورقية مولدة للطاقة

مشروع ماكاني باور، عمل تجريبي لتوليد طاقة الرياح ضمن أعمال شركة ألفابت، التي استحوذت على استثمارات خارجية من المجموعة النفطية رويال داتش شل، كجزء من خطوة لتأسيس شركة تابعة مستقلة داخل الشركة القابضة في قطاع التكنولوجيا.
يأتي هذا الاستثمار بعد 13 عاما من بدء شركة ماكاني باور العمل على تطوير طائرات ورقية تولد الكهرباء، بعد ستة أعوام من استحواذ شركة ألفابت، الشركة الأم لشركة جوجل، عليها.
فصل شركة ماكاني عن إكس X، أي مختبر شركة ألفابت للمشاريع التجريبية، هو صدى للمسار الذي اتخذته المشاريع "الرائدة" الأخرى، بما في ذلك وحدة وايمو للسيارات من دون سائق، ومشروع لون الذي يستخدم بالونات عالية الارتفاع لإرسال إشارات لاسلكية.
شركة ألفابت تحول المشاريع الجديدة إلى شركات مستقلة، عندما تتوصل إلى الاعتقاد بأنها باتت جاهزة للانتقال إلى ما بعد مرحلة إعداد النماذج الأولية والبدء في تطوير منتج تجاري، على الرغم من أن طرحها بالكامل في الأسواق قد يظل متطلبا لمضي بضعة أعوام أخرى.
مع ذلك، فإن انتقال "ماكاني باور" يشير إلى قرار نادر من شركة ألفابت للالتزام بمشروع الطاقة المتجددة بعد مرحلته العلمية الأولية.
هناك اثنان من المشاريع الأخرى – ألا وهما نظام مالتا، لتخزين الطاقة باستخدام الملح المصهور، ومشروع دانديليون للطاقة الحرارية الأرضية – تم فصلهما بالكامل عن شركة ألفابت، وهو دلالة على بعدها عن اهتماماتها الرئيسة، فضلا عن رأس المال اللازم لتحويلها إلى شركات واسعة النطاق.
لم يكشف عن حجم استثمار الأقلية من مجموعة شل في الشركة الوليدة، إلا أن شركة ألفابت قالت إن الترتيب لإقامة شراكة بين الشركتين قد اكتمل، وليست هناك أي حاجة إلى اجتذاب رأس المال الخارجي.
أما شركة شل فقالت إن الصفقة ستساعدها على تطوير أعمالها البحرية في مجال توليد طاقة الرياح، وهي التي لديها في الأصل حصص في مشاريع مماثلة في هولندا والولايات المتحدة.
في الوقت الذي تحاول فيه الشركة تنويع أعمالها بعيدا عن الوقود الأحفوري وتلبية أهدافها المناخية، فإنها الشركة الهولندية-البريطانية قد كثفت استثماراتها في مجالات مثل الطاقة المتجددة، وشحن السيارات الكهربائية، والشركات الناشئة في مجال الطاقة منخفضة الكربون.
حتى الآن، كانت شركة ماكاني باور تطور النماذج الأولية من الطائرات الورقية المربوطة بالأرض، وتطفو على ارتفاع نحو ألف قدم فوق سطح الأرض كي تشغل الرياح السائدة الدوارات لإبقائها مرتفعة ولأجل توليد الطاقة.
من خلال الاستفادة من تاريخ شركة شل الطويل في التطوير البحري، قالت شركة ألفابت إنها تعمل الآن على تحويل اهتمامها إلى المياه الساحلية، في أعماق تزيد على 50 مترا، حيث الرياح أقوى.
تأمل الشركتان في أن الوزن الخفيف للطائرات الورقية من شركة ماكاني باورو سيمنحهما ميزة في التطوير البحري، ما يجعل من الممكن ربط الطائرات الورقية بعوامات طوافة تجري تثبتها المراسي، بدلا من أن تتطلب منصات كاملة مثبتة في قاع المحيط.
مفهوم توربينات الرياح المحمولة التي تستطيع توليد الطاقة في السماء، كانت طوال أعوام هدفا بعيد المنال في صناعة توليد طاقة الرياح، ولم تنجح أي شركة في جعل مثل تلك التكنولوجيا قابلة للتسويق.
أنتونيلو شيروبيني، وهو باحث متخصص في أنظمة طاقة الرياح المحمولة في كلية سانت آنا للدراسات المتقدمة في بيزا، قال إن إحدى الصعوبات هي أن هذه الطائرات الورقية تتطلب مساحة أكبر بكثير في الهواء، مقارنة بالتوربينات الثابتة: "الجانب السلبي هو أن نظام طاقة الرياح المحمولة يتطلب الكثير من المجال الجوي"، مضيفا أن التحديات التقنية لصناعة مثل هذه التوربينات المحمولة تظل هائلة، حيث تتطلب كثيرا من الوقت والرساميل، معا، لإكمالها.
وأضاف شيروبيني أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان بوسع شركة ماكاني باور تجنب مصير الشركات الناشئة الأخرى في مجال طاقة الرياح المحمولة، التي كانت قد فشلت من قبل: "كان هناك عدد قليل من الاستثمارات بملايين الدولارات. مع ذلك، لم تنجح. أتمنى أن تتمكن هذه الشركة الوليدة من ترك أثر مهم في الصناعة، فيما يتعلق بهذه التقنية المبتكرة، إذ ليس هناك من سبب للاعتقاد بأن هذا هو المشروع من شأنه تحقيق النجاح".
استثمار شركة شل ليس المرة الأولى التي تجلب فيها شركة ألفابت داعمين خارجيين إلى مشاريعها الجانبية.
"فيريلي" الذي بدأ وجوده مع اسم "جوجل لايف ساينس" حصلت على 1.8 مليار دولار كرأس مال خارجي، بما في ذلك جولة تمويل بقيمة مليار دولار، بقيادة مجموعة سيلفر ليك للأسهم الخاصة، في بداية هذا العام الحالي.
حجم الاستثمار – وحقيقة أن مجموعات الأسهم الخاصة بشكل عام تبحث عن مخرج في إطار زمني قصير نسبيا – بدا أنه يشير إلى عملية فصل نهائية أو عملية إدراج منفصلة في البورصة.
وقال الرئيس التنفيذي للمشروع في ذلك الوقت إن الاستثمار يهدف إلى "زيادة المرونة والانتقائية" في قطاع الرعاية الصحية.
وضع شركة ماكاني الجديد كشركة تابعة مستقلة يعني أنها ستكون الآن قادرة على مكافأة العاملين فيها، من خلال أسهم مرتبطة بأداء الشركة في المستقبل – وهي أداة مكافآت مهمة عندما يتعلق الأمر بالمنافسة من أجل جذب المواهب من الشركات الناشئة المستقلة في مجال التكنولوجيا.
هناك ترتيبات مماثلة في شركات أخرى تابعة لمجموعة ألفابت، كانت عاملا مهما في الارتفاع الأخير في تكاليف المجموعة.
إعادة تقييم الأسهم في أعمال "الرهانات الأخرى" كان أحد الأسباب الرئيسة في ارتفاع تكاليف الأبحاث والتطوير في شركة ألفابت بنسبة 40 في المائة في الربع الأخير، وذلك وفقا لأحدث بيان للمجموعة بشأن الأرباح، في بورصة وول ستريت.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES