الطاقة- النفط

التفاؤل يسود السوق النفطية مع استمرار المكاسب الأسبوعية وتراجع الحفارات الأمريكية

التفاؤل يسود السوق النفطية مع استمرار المكاسب الأسبوعية وتراجع الحفارات الأمريكية

واصلت أسعار النفط الخام مكاسبها السعرية للأسبوع الثاني، وسط حالة من التفاؤل في الأسواق، حيث ارتفع خام برنت 1.2 في المائة والخام الأمريكي 3 في المائة، كما تراجعت الحفارات النفطية الأمريكية لأول مرة في ثلاثة أسابيع، وذلك بما يعكس تباطؤا في الإنتاج الأمريكي ومن ثم تراجع المخاوف من تخمة المعروض.
وتتلقى السوق دعما قويا من تخفيضات تحالف المنتجين "أوبك+" وتقلص القلق من تداعيات الصراع التجاري الأمريكي الصيني.
وفي هذا السياق، أكدت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أن جدول أعمالها لعام 2019 يتضمن التركيز على تدعيم حوارات الطاقة التي تربطها بعديد من الدول المنتجة والمستهلكة والمنظمات المعنية، خاصة وكالة الطاقة الدولية.
وأوضح تقرير حديث للمنظمة الدولية أن جدول أعمالها يتضمن مجموعة من الاجتماعات والتفاعلات المهمة بما في ذلك الاجتماعات رفيعة المستوى ضمن برامج الحوار مع كل من الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا والهند والمنتجين المستقلين في الولايات المتحدة.
وأضاف التقرير أن "هذه اللقاءات تتوافق أيضا مع دعم "أوبك" القوي للتعددية وإيمانها الذي لا يتزعزع بأن التعاون بين الدول هو أفضل وسيلة لمواجهة التحديات في العصر الحالي".
ونقل التقرير عن دارميندرا برادان وزير النفط والغاز في الهند قوله "إن تجربة الهند مع منظمة "أوبك" جيدة للغاية"، مؤكدا أن "أوبك" لم تعد مجرد ناد للدول المنتجة، "لكنها تعنى أيضا بمصالح الدول المستهلكة، وهو أمر إيجابي ومرض لبلادنا بشكل كبير".
وبخصوص وضع الصين المتفرد، قال تقرير "أوبك"، "إن إحدى النتائج الرئيسة لأحدث إصدارات المنظمة تؤكد تزايد أهمية الصين لكل من الاقتصاد العالمي ومستقبل الطاقة، بعدما استأثرت بكين بنحو 18 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ومن المتوقع بحلول عام 2040 زيادة هذه النسبة بنحو 6 في المائة لتصل إلى 24 في المائة".
وأضاف التقرير أن "الصين ستظل ذات أهمية مركزية للتنمية الاقتصادية العالمية على المدى المتوسط"، متوقعا نمو الوزن الاقتصادي للصين في الاقتصاد العالمي ثلاثة أضعاف، خلال سنوات قليلة باعتبارها أهم شريك تجاري لكل دول العالم كما أن وزنها فى الاستهلاك السلعي كبير للغاية.
وبالنسبة إلى الحوار مع الولايات المتحدة، أوضح التقرير أن العام الراهن سيشهد تقاربا جيدا مع المنتجين المستقلين في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه سيتم استكمال الاتصالات التي جرت في عامي 2017 و2018، لأنه من الضروري بناء الجسور وليس الجدران.
وفيما يتعلق بدول آسيا بشكل عام، نوه التقرير بتأكيدات محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة "أوبك" بأن القارة الآسيوية ستلعب دورا محوريا في مستقبل الطاقة العالمي، مشيرا إلى أن أحدث البيانات تؤكد أن الطلب على الطاقة بين عامي 2015 و2040 سيزداد بنحو 91 مليون برميل يوميا نفطا مكافئا للوصول إلى 365 مليون برميل يوميا، وأن أكثر من نصف هذا الطلب سيأتي من دول آسيا.
ويرى باركيندو - في التقرير- أنه تمكن رؤية اتجاه مماثل من حيث توقعات الطلب النفطي من الدول الآسيوية غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، موضحا أن التوقعات المستقبلية للنفط العالمي على المدى الطويل تشير إلى ارتفاع الطلب بمقدار 14.5 مليون برميل يوميا ليصل إلى 111.7 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040.
وتوقع التقرير أن تكون منطقة آسيا المحيط الهادئ رائدة في التوسع في قدرات التكرير، وأنه بالنظر إلى الطبيعة المترابطة لعصرنا العالمي ودراسة واقع صناعة النفط ندرك أن "أوبك" كانت دائما على وعي تام بأهمية العلاقة بين المنتجين والمستهلكين، مشيرا إلى سعي المنظمة الحثيث لضمان أن تكون العلاقات بين كافة أطراف الصناعة تتسم بالمهنية والصراحة والود.
ولفت التقرير إلى أهمية ترسيخ الحوار البناء والهادف والمنتظم، عادا أن من خلاله يمكن الوصول إلى الوعي والفهم المطلوبين بين الأطراف ذات الصلة وتحقيق الشروط اللازمة للوصول إلى سوق نفط مستقرة.
ولتحقيق هذا الهدف، أقامت "أوبك" عدة حوارات دولية للطاقة لتحقيق عدد من الأهداف، أبرزها زيادة الفهم وتبادل جهات النظر مع المنظمة، وتعزيز دورها في تحقيق الاستقرار في سوق النفط، ودعم الاستخدام المستدام للنفط، إلى جانب تحسين الخبرات والقدرات البحثية، وتوحيد أساليب العمل وتعزيز المصالح الجماعية للدول الأعضاء.
وأضاف التقرير أنه "بالإشارة إلى تاريخ "أوبك" يمكن عد عام 2005 علامة بارزة فيما يتعلق بالحوار بين "أوبك" والمنتجين الآخرين وأيضا مع المستهلكين"، مشيرا إلى أن البداية جاءت مع عقد مائدة مستديرة لوزراء النفط والغاز الآسيويين في نيودلهي بهدف تعزيز العلاقات بين المنتجين والمستهلكين في قلب المنطقة الأسرع نموا في العالم.
وفي شهر أيار (مايو) 2005 عقدت ورشة العمل الثالثة المشتركة بين "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية في الكويت، كما شهد الشهر التالي حدوث انفراجة كبيرة في محادثات التعاون في مجال الطاقة مع عقد أول لقاء وزاري على الإطلاق بين "أوبك" والاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وأشار التقرير إلى أنه بنهاية عام 2005، كان هناك حوار رسمي حول الطاقة بين "أوبك" والصين ثم مع الاتحاد الروسي في موسكو.
وعدّ التقرير الحوارات بين "أوبك" والدول والمنظمات الأخرى تسير بشكل جيد، لافتا إلى أنه يمكن تقسيم الحوارات إلى عدة فئات، أولاها الحوارات مع المناطق والبلدان، وثانيتها الحوار مع المنظمات الدولية مثل وكالة الطاقة، وثالثتها المبادرات والبرامج مع شركات الطاقة والتكنولوجيا ومعاهد البحوث والأكاديميات.
وأضاف أن "نجاح "إعلان التعاون" بين الدول الأعضاء في "أوبك" وعشر دول منتجة من خارج المنظمة يعكس الدور المميز لحوارات الطاقة، التي قد تسهم في تحقيق مستويات أعلى من ذلك بكثير".
وبحسب التقرير، فإن حوار الطاقة مع روسيا تم إطلاقه في عام 2005 وتضمن عديدا من الاجتماعات رفيعة المستوى، ما أسهم في تكثيف هذا التعاون، عادا هذا الأمر كان من شأنه أن يتوج الدور الرئيس الذي لعبته روسيا في التوصل إلى "إعلان التعاون" في 10 كانون الأول (ديسمبر) 2016.
وذكر التقرير أن التوصل إلى "إعلان التعاون" هو في الواقع تعبير عن القيم النبيلة التي ازدهرت في مجال الطاقة، مشيرا إلى دور الحوارات في تحقيق قدر كبير من المساواة والشفافية والعدالة والاحترام بين مختلف الدول المشاركة.
ويرى التقرير أن المبادئ الأساسية في "إعلان التعاون" نجحت في مساعدة صناعة النفط على التعافي من واحدة من أشد فترات الركود في تاريخ الصناعة، موضحا أنها تشكل سمة دائمة لمشهد الطاقة حاليا.
من ناحية أخرى، لامست أسعار النفط في ختام الأسبوع الماضي أعلى مستوى لها منذ منتصف تشرين الثاني (نوفمبر)، مسجلة مكاسب لثاني أسبوع على التوالي، بدعم من آمال بشأن التوصل قريبا إلى اتفاق في محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن المستوى القياسي الجديد للإنتاج الأمريكي كبح المكاسب.
وبحسب "رويترز"، وصلت عقود مزيج برنت أثناء الجلسة إلى 67.73 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى لها في 2019، قبل أن تتراجع عن مكاسبها لتنهي جلسة التداول منخفضة خمسة سنتات عند 67.12 دولار للبرميل، وأنهى خام القياس العالمي الأسبوع على مكاسب قدرها 1.2 في المائة.
وارتفعت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 30 سنتا لتبلغ عند التسوية 57.26 دولار للبرميل بعد أن سجلت في وقت سابق من الجلسة 57.81 دولار، وهو أيضا أعلى مستوى لها للعام، وعلى مدار الأسبوع قفز الخام الأمريكي 3 في المائة مسجلا أعلى سعر عند التسوية في 2019.
وتقلصت المكاسب بفعل وصول إنتاج النفط الخام الأمريكي إلى مستوى قياسي مرتفع عند 12 مليون برميل يوميا للمرة الأولى على الإطلاق، وزيادة صادرات البلاد.
وكشف التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن الإنتاج النفطي في الولايات المتحدة صعد بمقدار 100 ألف برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 15 فبراير الجاري ليصل إلى 12 مليون برميل يوميا.
ويعد الإنتاج الأمريكي من الذهب الأسود عند أعلى مستوياته على الإطلاق من حيث المستويات الأسبوعية بعد أن استقر لمدة خمسة أسابيع متتالية.
وفيما يتعلق بصافي واردات الولايات المتحدة من النفط، الذي يمثل الفارق بين الواردات والصادرات من الخام، فارتفع بمقدار 69 ألف برميل يوميا في الأسبوع الماضي ليصل إلى 3.915 مليون برميل يوميا، مرتفعا من مستوى قياسي متدن في الأسبوع قبل الماضي.
وفقا للتقرير، فإن الواردات الأمريكية من النفط صعدت 1.312 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنصرم لتصل إلى 7.522 مليون برميل يوميا.
وسجلت الصادرات الأمريكية من الخام زيادة قدرها 1.243 مليون برميل يوميا لترتفع إلى 3.607 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع الماضي.
وارتفعت المخزونات الأمريكية بمقدار 3.7 مليون برميل في الأسبوع المنقضي ليكون الصعود الخامس على التوالي وذلك في مقابل التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة 2.9 مليون برميل في الاتجاه الصاعد.
وخفضت شركات الطاقة الأمريكية عدد حفارات النفط العاملة للمرة الأولى في ثلاثة أسابيع بعد أن سجل إنتاج الخام في الولايات المتحدة أعلى مستوى له على الإطلاق، رافعا الصادرات إلى مستوى قياسي والمخزونات إلى أعلى مستوى في أكثر من عام.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة، في تقريرها الأسبوعي الذي يحظى بمتابعة وثيقة، "إن شركات الحفر النفطي أوقفت تشغيل أربعة حفارات نفطية في الأسبوع المنتهي في 22 من شباط (فبراير) لينخفض إجمالي عدد الحفارات النشطة إلى 853.
ومنذ بداية الشهر أوقفت شركات الحفر تشغيل تسعة حفارات نفطية، وهذه هي المرة الأولى التي ينخفض فيها عدد الحفارات لثلاثة أشهر متتالية منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2017، بعد أن تراجع بمقدار حفارين اثنين في كانون الأول (ديسمبر) و23 حفارا في كانون الثاني (يناير).
وعدد الحفارات النفطية النشطة في أمريكا، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلا، ما زال أعلى من مستواه قبل عام عندما بلغ 799 حفارا بعد أن زادت شركات الطاقة الإنتاج في 2018 للاستفادة من أسعار أعلى في ذلك العام.
لكن بضع شركات للحفر تخطط لوقف تشغيل حفارات نفطية في 2019 فيما يرجع جزئيا إلى توقعات بانخفاض أسعار الخام عن العام الماضي.
ووفقا لـ "بيكر هيوز"، فقد بلغ عدد حفارات النفط والغاز الطبيعي النشطة في الولايات المتحدة هذا الأسبوع 1047، وتنتج معظم الحفارات النفط والغاز.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط