FINANCIAL TIMES

الأسهم العالمية عالقة في أرجوحة الثعابين والسلالم

الأسهم العالمية عالقة في أرجوحة الثعابين والسلالم

كان من شأن بعض الملاحظات التجارية المهدئة من الرئيس الصيني تشي جين بينج، المساعدة على دعم الأسواق الأوروبية والأمريكية بعد نهاية صاخبة للأسبوع في آسيا. تراجع اليورو بعد أن قال بينوا كويريه، عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، إنه "تجري الآن مناقشة" عمليات إعادة تمويل مستهدفة طويلة الأجل، والانخفاض في العملة المشتركة أدى إلى ارتفاع أسواق الأسهم في منطقة اليورو، كما هو متوقع.
لا تزال الصفقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى حد كبير عملا قيد التنفيذ، وستنتقل المفاوضات إلى واشنطن الأسبوع المقبل، بعد انتهاء المحادثات في بكين يوم الجمعة الماضي.
قبل الموعد النهائي في الأول من آذار (مارس) المقبل، الذي قد يشهد ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الصينية، وتواجه الأسواق المالية وقتا صعبا.
ما وراء الحساسية تجاه التطورات التجارية الصينية الأمريكية ودعم البنك المركزي، هناك قضية حالية أكبر بكثير بالنظر إلى الأداء القوي للأسهم منذ أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
كما هو مبين أدناه، فإن الارتفاع الأخير يشير إلى لعبة ثعابين وسلالم آسرة ومحبطة منذ أوائل 2018 بالنسبة إلى مؤشر ستاندرد آند بورز 500، ومؤشر فاينانشيال تايمز لعموم الأسهم العالمية، أيضا.
بالنسبة للقراء الأمريكيين، فإن اللعبة معروفة باسم المزالق والسلالم، والمبتدئ لا يزال يملك تلك النسخة من أعوامه الأولى في مدينة نيويورك. وبالمناسبة، لا يزال خاسرا تعيسا للغاية.
سلسلة الهبوط والارتفاع البارزة، التي شهدناها تثير بالتأكيد نقطة مثيرة للاهتمام، وهي نقطة استكشفها جيرمي هيل، وفريق الاقتصاد الكلي العالمي في مجموعة سيتي.
لقد أشاروا إلى أنه "على مدى ستة أسابيع، حققت الأسهم الأمريكية (لنا) عوائد بما يعادل عوائد الأسعار المتوقعة للعام بالكامل". بالنظر إلى ذروة النمو والمخاطر الرئيسية الأخرى، فإنه إذا لم تعد أسواق الأسهم تتوقع ارتفاعا جديدا، عندها نعتقد أنه في مرحلة ما (ليست بعيدة جدا من هنا) سيضطر المستثمرون إلى التفكير في بيع الأسهم (أو على الأقل تحييد الأسهم الزائدة).
"لونجفيو إيكونوميكس" تؤيد الانتقال من موقف الوزن الزائد إلى المحايد بشأن الأسهم وتحدد "ثلاثة سيناريوهات رئيسية معقولة لسلوك سوق الأسهم خلال الأشهر المقبلة". هذه تشمل: اختبار انخفاض الأسهم المسجلة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أو البقاء تحت الضغط "إلى أن يستجيب مجلس الاحتياطي الفيدرالي من خلال سياسة تسهيل (إما من خلال خفض أسعار الفائدة أو تعديل مسار ميزانيته العمومية)".
السيناريو الثاني هو أن الأسهم الأمريكية والعالمية دخلت سوقا هابطة، في الوقت الذي شدد فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي السياسة النقدية، في الأصل، أكثر من اللازم.
أخيرا، فإن التوقف المؤقت من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيساعد على تمديد الدورة الحالية، لكن في الوقت الراهن، فإن الانتعاش الحالي في سوق الأسهم قد قطع شوطا طويلا فوق الحد. وهذا يتضمن فترة من التكامل في الأسهم قبل أن تتمكن السوق من الارتفاع.
أحد الاعتبارات الرئيسية مع تباطؤ نمو الأرباح بشكل ملحوظ هو تداولات الخروج.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، عقدت مجموعة سيتي مؤتمرا للائتمان في لندن، وعندما تعلق الأمر بتداولات الخروج كانت هناك مسألة مهمة: هي كيفية تدفق 700 مليار دولار إلى صناديق السندات الأمريكية من الدرجة الاستثمارية منذ عام 2010.
السؤال الملح هو ماذا سيحدث إذا انقلب المد على الائتمان والميزانيات العمومية للشركات.
لن يتم تجنيب الأسهم من مثل هذا الخروج، ولهذا السبب تمثل سيولة السوق جانبا مهما من الاستثمار لعام 2019، وهي نقطة ذكرها عدد من القراء في الآونة الأخيرة.
في النهاية، أتمنى عطلة نهاية أسبوع جيدة لكل القراء، وبالنسبة لفريق نصف المدة، استمتعوا بعطلتكم الأسبوعية.
لقطات سريعة على رادار السوق
الميزانية العمومية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي – هذا الموضوع سيصبح عرضة للنقاش العام خلال الأسبوعين المقبلين.
أولا، محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في كانون الثاني (يناير) الماضي، كان يفترض أن يكشف عن جدل كبير حول التخفيض "الآلي" للميزانية العمومية والتراجع الذي شهدناه في الاحتياطيات.
هذا الأسبوع، قال لايل برنارد، وهو محافظ في مجلس الاحتياطي الفيدرالي إن عملية تقليص الميزانية العمومية ينبغي أن تنتهي بحلول نهاية عام 2019.
في الوقت الذي يسعى فيه البنك المركزي للحصول على إجماع بشأن سياسة ميزانيته العمومية، هناك عدد من المسؤولين في "الاحتياطي الفيدرالي" سيتحدثون يوم الجمعة المقبل، بينما يتوقع ظهور جاي باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أمام الكونجرس في الأسبوع التالي.
بموجب برنامج التسهيل الكمي، ارتفعت الميزانية العمومية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي من 900 مليار دولار في عام 2008 إلى 4.3 تريليون دولار بحلول نهاية عام 2014. وبقيت حول ذلك المستوى حتى عام 2018، ثم تقلصت في وقت لاحق إلى 3.85 تريليون دولار. وبحسب وتيرتها الحالية للانكماش، ينبغي أن تنخفض إلى أقل من ثلاثة تريليونات دولار بحلول أواخر عام 2020.
مارك أوستوالد في شركة أيه دي إم ADM لخدمات المستثمرين يسلط الضوء على الانخفاض المتواضع في حجم الميزانية العمومية، مشيرا إلى أن "إلى أي مدى كان التخفيض معتدلا تماما من حيث التناسب؟ هو القضية. وهذا ما يثير السؤال مرة أخرى عما إذا كانت المصارف المركزية في مجموعة الثلاثة ستكون قادرة على التخلص من قيود تدابير السياسة النقدية غير التقليدية، ما بعد الأزمة المالية العالمية".
لعبة بريكست تشيكن Brexit Chicken
هزيمة أخرى لرئيسة الوزراء البريطانية هذا الأسبوع تركت مساري وستمنستر وبروكسل بانتظار تسلم أحدهما أمام الآخر، قبل الموعد النهائي في الـ29 من آذار (مارس) المقبل.
يبدو من المرجح أن البريكست سيحدث في اللحظة الأخيرة، وأن المملكة المتحدة، إما ستندفع من باب الخروج بشكل عشوائي، أو ستحصل على تسوية ما في اللحظة الأخيرة لتحافظ على استمرارها.
هذه النتيجة الثنائية صعبة بالنسبة للأسواق، لكن في الأسابيع الأخيرة راوح الجنيه أثناء تراجعه بين 200 و100 نقطة، ويبلغ الآن فوق مستوى مقياس الزخم لمدة 50 يوما بنحو 1.2820 دولار. بالتأكيد الزمن يمر بسرعة.
تسهيل الصين الحذر
بيانات التضخم الأخيرة كانت أضعف من المتوقع، حيث إن مؤشر الأسعار الاستهلاكية بالمعدل السنوي سجل 1.7 في المائة فحسب، ما يحفز الحديث عن تجديد التسهيل.
ما يعاكس ذلك هو البيانات التي تظهر حجما قياسيا من التمويل النقدي يتدفق عبر النظام. وهناك حالة أخرى من الأسواق تعكس ما أظهرته البيانات يوم الجمعة الماضي، وهي أن عوائد السندات الصينية لأجل عشرة أعوام مستقرة حول 3.06 في المائة، وهي أدنى مستوياتها منذ بداية عام 2017.
لذلك هناك كثير من الفجوات في النظام، السؤال الآن هو متى ستظهر بعض علامات الانتعاش؟

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES