الطاقة- النفط

«وود ماكينزي»: تفاؤل بنمو مشروعات النفط من حقول المنبع البحرية في 2019

«وود ماكينزي»: تفاؤل بنمو مشروعات النفط من حقول المنبع البحرية في 2019

عدل بنك "جولدمان ساكس" الدولي توقعاته لأسعار النفط الخام وتحديث بياناته نحو اتجاه صعودي للغاية.
وأكد تقرير صادر عن البنك الاستثماري، أن تخفيضات الإنتاج في "أوبك" وخارجها ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار، حيث اتضح أنها أعمق مما كان متوقعا من قبل، وذلك بالتزامن مع صعود الطلب القوي على النفط الخام وهو ما سيؤدي بدوره إلى تقليل مستوى المخزونات النفطية العالمية.
وأعرب تقرير "وود ماكينزي" لاستشارات الطاقة الدولية عن تفاؤله الواسع بنمو مشروعات المنبع من الحقول البحرية في العام الجاري 2019، مشيرا إلى أنه بعد سنوات قليلة صعبة شهدت سلسلة الإمدادات العالمية من مشروعات المنبع البحرية علامات انتعاش بدأت في آخر عام 2018. ونوه التقرير إلى أنه مع عودة المشغلين والموردين إلى الوقوف على أقدامهم سيكون عام 2019 عاما من التفاؤل المتجدد، ولا سيما أن الركود في الفترة الماضية ترك دون شك بصماته على الصناعة.
وأكد أن ميزانيات المشروعات كانت في الفترة الماضية أكثر تركيزا على خفض التكاليف، حيث أصبحت المشروعات أكثر كفاءة متوقعا أن تحافظ الصناعة على هذا المستوى من الانضباط مع تحسن ظروف السوق.
ولفت التقرير إلى بعض المؤشرات التي تعكس وتيرة التعافي، ومنها زيادة حجم المعدات تحت سطح البحر، حيث إن الطلب على المعدات تحت سطح البحر هو واحد من أفضل المؤشرات الرئيسة في نشاط السوق النفطية الخاصة بالمشروعات البحرية.
وتوقع التقرير حدوث زيادة تقريبية بنسبة 40 في المائة، مقارنة بعام 2018، كما من المحتمل أن ينمو الطلب خلال السنوات القليلة المقبلة، وحدوث انتعاش ملموس في إنتاج النفط والغاز في منطقة آسيا والمحيط الهادي مع تسارع الاستكشاف، موضحا أن الصناعة لا تزال في حالة فائض العرض.
وذكر أن الموارد تحت سطح البحر لا تزال هي الأكثر وفرة، ولكن يجب التمهل بسبب وفرة المعروض في الأسواق التي ستكون في الأغلب هي السمة المهيمنة على السوق في عام 2019 مشيرا إلى حاجة اﻟﻤﺸﺮوعات ذات اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻤﺮﺗﻔﻊ إﻟﻰ اﻟﺘﻜﻴﻒ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻊ ﺗﻐﻴﺮ اﻟﺴﻮق.
واستهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على قفزة قياسية هي الأعلى منذ نوفمبر الماضي، وجاءت بالأساس بسبب نجاح تخفيضات الإنتاج التي ينفذها تحالف المنتجين "أوبك+" إضافة إلى التخفيضات الطوعية الإضافية التي تنفذها السعودية.
كما تلقت الأسعار دعما آخر من التفاؤل بقرب تسوية النزاع التجاري الأمريكي الصيني وهو ما سيكون له مردود إيجابي فوري على النمو وعلى مستويات الطلب، كما كان للعقوبات على إيران وفنزويلا تأثير واسع في التخلص من وفرة المعروض بوتيرة أسرع من المتوقع. وفى هذا الإطار يقول لـ"الاقتصادية" جوران جيراس مساعد مدير بنك: "زد. أيه. إف" في كرواتيا، إن جميع المعنيين بالسوق النفطية بالتأكيد تابعوا تبدل الحالة المعنوية في السوق من الاتجاه الهبوطي إلى الاتجاه الصعودي وهذه الحالة جاءت نتيجة عدة عوامل إيجابية متضافرة داعمة لصعود الأسعار وفي مقدمتها خفض الإنتاج من قبل تحالف المنتجين في "أوبك" وخارجها واتساع القلق من حجم تأثير العقوبات على إيران وفنزويلا. وأضاف أن أحدث بيانات منظمة "أوبك" كشفت تراجعا مؤثرا في إنتاج الدول الأعضاء مجتمعين إلى جانب تخفيضات أوسع وأكثر تأثيرا قامت بها السعودية بمفردها في الشهر الماضي من أجل تخفيض صادراتها النفطية بنحو 500 ألف برميل يوميا معتبرا أن القراءة المستقبلية لوضع السوق النفطية أصبحت أفضل حاليا.
ومن جانبها تقول الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبيرة الباحثين في المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، إن قوة الشراكة بين "أوبك" وروسيا تعطي زخما إيجابيا للسوق النفطية خاصة في ضوء توقعات وشيكة بالإعلان عن شراكة استراتيجية طويلة الأمد بين الجانبين تتجاوز تعديل مستويات الإنتاج وتنطلق إلى مجالات أخرى وعلى رأسها التعاون الاستثماري والتكامل الاقتصادي.
وأشارت إلى أن روسيا لها نصيب جيد من تحول السوق نحو حالة من التفاؤل والثقة بتعافي الأسعار ونمو الاستثمار، موضحة أن روسيا تعهدت أخيرا على لسان ألكسندر نوفاك وزير الطاقة بالعمل على الإسراع في وتيرة خفض الإنتاج من النفط الخام للوفاء بالالتزامات المستحقة عليها كافة تجاه اتفاق المنتجين الأخير في ديسمبر الماضي، الذي يقضي بخفض الإنتاج من دول خارج "أوبك" بنحو 400 ألف برميل يوميا على أن تتحمل روسيا أكثر من نصفها. ويضيف مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل. إم. إف" النمساوية للطاقة أن العقوبات الأمريكية على فنزويلا لعبت دورا مهما في صعود أسعار النفط الخام، خاصة أن الأزمة السياسية والتصعيد المستمر لها أسهما في زيادة الثقة بتراجع وفرة المعروض في الأسواق بوتيرة أسرع من المتوقع. ونوه إلى أن المنتجين يستعدون لمراجعة تخفيضات الإنتاج في أبريل المقبل، لافتا إلى أن أغلب التكهنات تصب في مصلحة تمديد التخفيضات لتغطي كامل العام الجاري 2019، وذلك حتى يتسنى التأكد أيضا من صعود الطلب بما يسمح بعلاقة متوازنة ومستقرة مع العرض.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط