ثقافة وفنون

خطط الغيطاني

خطط الغيطاني

إن “خطط الغيطاني” كتجربة متميزة في الكتابة الروائية العربية ولقطع دابر التشكيك في تعدديتها، ولمجاوزة الاستنساخ والتقليد للسرد التراثي، فتحت كوى جديدة في أنفاق المسار الروائي العربي، ودشنت قنوات للحوار مع فنون مجاورة لفن العمارة، وهندسة المدن، على قدر كبير من النضج والأهمية، وبفرادة غير مسبوقة في كتابة الرواية. إذ ظل التبادل بين الفنون في الرواية العربية في حدود التوظيف الجاهز لها ضمن بنية حاضنة، والحال أنه في “خطط الغيطاني” تبادل اندماجي وكنائي واستعاري يخرق الخصائص النوعية للكتابة والعمارة، عبر اشتغال تشكيلي تعددي، يعيد إلى الكتابة الروائية سبلا غير مطروقة، قد يكون الكاتب نفسه غير مدرك لكل أبعاد خطورتها الإبداعية، ويكفيه أن يدرك أنه لا يعيد البدايات السالفة إلى الرواية التاريخية العربية في فجر نشأتها، وأنه يستطيع - عبر التوسطات اللغوية الشكلية وعبر المراوغات المجازية والرمزية - التعبير الآمن عن أفكاره ورؤاه الجذرية، لنقول إنه قد تمكن في “خططه” من “مزج المراجع” في معادلة بأكثر من مجهول، يبدو أنه يبحث لها عن حلول - جذرية أيضا - في كل نص إبداعي جديد يكتبه.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون