FINANCIAL TIMES

فصل موظف يهدد بتحويل «هول فودز» إلى شركة منبوذة

فصل موظف يهدد بتحويل «هول فودز» إلى شركة منبوذة

في عام 2015، عاد ثيرنو ديالو من فترة استراحة إلى عمله في قسم الإنتاج في متجر هول فودز Whole Foods في وسط مانهاتن. لكن بدلا من العودة إلى موقعه مباشرة، اتجه إلى الحمام ومن ثم استغرق بعض الوقت لأداء الصلاة.
بعدها تم طرده على الفور بسبب "إضاعة الوقت". وهو يقول إن الفصل جاء بعد أعوام من المعاملة العدائية من مشرفيه في سلسلة محال البقالة الراقية، المملوكة لـ "أمازون". يدعي أنهم كانوا يستحقرونه ورفضوا ترقيته لأنه مهاجر إفريقي من غينيا. يقول أيضا إن زميلا له تجاوز وقت استراحته قبل أسبوع، لكنه تلقى إنذارا بدلا من الطرد الفوري.
ديالو الذي كان يدرس للحصول على شهادة في العلوم السياسية، قرر ألا يغلق فمه ويقبل بقرار فصله. يقول: "كنت موظفا جيدا وكنت أعرف ذلك. أنا أستحق معاملة أفضل من تلك". ولهذا توجه إلى المحكمة الفيدرالية لتقديم شكوى حقوق مدنية، لكنه فعل ذلك – هذا الجزء مهم جدا – بدون مساعدة أي محام.
في الولايات المتحدة، مثل هذه الدعاوى القضائية، التي تعرف باسم "التمثيل الذاتي" pro se cases المأخوذة من الكلمة اللاتينية التي تعني "عن نفسه"، لا يسمع عنها شيء في العادة. في عام 2017، آخر عام تتوافر فيه البيانات، تم تقديم 25333 دعوى من هذا القبيل – أي 12 في المائة من الإجمالي (استثناء أكثر من 50 ألف دعوى تأتي من السجناء). الإحصاءات الدقيقة غير متوافرة، لكن الغالبية العظمى منها يلقى بها جانبا ولا يتم النظر فيها. فضلا عن ذلك، دعاوى التوظيف تواجه تدقيقا صارما – 3.5 في المائة منها فقط، بما في ذلك تلك التي يتم تقديمها بمساعدة محامين، وصلت إلى طور المحاكمة في العام المالي 2017.
لكن شيئا مثيرا للدهشة حدث. على الرغم من أن سلسلة هول فودز نفت أنها تمارس التمييز وشددت على أنها دائما ما تطرد الموظفين الذين يتجاوزون وقت استراحاتهم، إلا أن القاضي الفيدرالي المسؤول عن القضية لم يقتنع. كتب بول إنجلماير أن محامي سلسلة هول فودز قدموا "أدلة لا تدعم الوقائع المزعومة" وأنهم فشلوا في دحض الادعاءات بأن "العداء العرقي أسهم في قرار الفصل".
نتيجة لذلك، كتب القاضي إنجلماير أن ديالو سيحصل على فرصة في المحكمة لعرض قضيته. أدرجت المحكمة في جدول أعمالها مكالمة هاتفية في الأسبوع التالي هدفها تحديد ما إذا كان ديالو يرغب في الحصول على مساعدة من محام متطوع، وما إذا كان من الممكن الوصول إلى تسوية.
سلسلة هول فودز رفضت التعليق ولم يرد محاموها، شركة المحاماة جرينبيرج تراوريج، على رسالة بريد إلكتروني، لكن الملفات القانونية للشركة توضح أنها تؤمن بأنها لم ترتكب أي خطأ.
يقول ديالو إن محامي السلسلة "ينظرون إلي كأنني شخص يضيع وقتهم".
عدم انتهاز الشركة الفرصة للانتهاء من هذه القضية بسرعة أمر محير قليلا. شركات المحاماة الكبيرة، مثل "جرينبرج تراوريج"، تتقاضى 500 دولار في الساعة بشكل روتيني، لذلك من شبه المؤكد أن سلسلة محال السوبرماركت أنفقت على الرسوم القانونية أكثر مما تستحقه الدعوى. إذا وصلت قضية ديالو إلى المحاكمة، فإن ادعاءات التمييز التي تشمل ادعاءات بأن بعض المشرفين أصدروا بعض التعليقات العِرقية والملاحظات المهينة، سيتردد صداها في وقت حساس.
فمنذ أن وافقت "أمازون" على شراء "هول فودز" مقابل 13.7 مليار دولار في عام 2017، توقع محللون ومنافسون أن تعمل الشركة المندمجة على إحداث ثورة في مبيعات البقالة، خاصة عبر الإنترنت. لكن استطلاعا للمستهلكين أجراه "يو. بي. إس" أخيرا يشير إلى أن التأثير محدود حتى الآن. وجد الاستطلاع أن نسبة زبائن "أمازون" الذين يستخدمون خدمة "برايم" لشراء منتجات البقالة مرة واحدة على الأقل شهريا انخفضت في عام 2018 مقارنة بعام 2017. زبائن "هول فودز" معروفون بكونهم ليبراليون: 70 في المائة من المقاطعات الانتخابية التي تحولت من جمهورية إلى ديمقراطية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي كانت تشتمل على واحد من متاجر السلسلة. وبدأ موظفو الشركة مساع لتنظيم أنفسهم نقابيا.
ما من شركة تريد أن تكون هدفا لدعاوى تمييز غير مبررة. لكن هذه القضية تجاوزت عقبات لم يتمكن من تجاوزها إلا عدد قليل من القضايا. في الوقت نفسه، الطريقة التي ينظر بها ديالو إلى القضية تظهر مدى طموحه وكذلك الخطر الذي يهدد سمعة سلسلة محال السوبر ماركت. يقول: "هول فودز ليست أمريكا. أمريكا أكبر من ذلك بكثير. لا يزال بإمكاني تحقيق النجاح".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES