السياسية

ظريف ونصرالله يتسولان الظهور .. سيل أكاذيب وتناقضات

ظريف ونصرالله يتسولان الظهور .. سيل أكاذيب وتناقضات

ظريف ونصرالله يتسولان الظهور .. سيل أكاذيب وتناقضات

ظريف ونصرالله يتسولان الظهور .. سيل أكاذيب وتناقضات

شهدت الأيام الأخيرة عددا من اللقاءات الصحافية المهمة، منها ما أظهر الحقيقة والجانب المشرق من صناع السياسة في المنطقة خلال فترة من الزمان ومنها ما تقشعر له الأبدان من حجم الكذب والتدليس وطمس الحقائق، إذ تستهل الحديث عن الدور الكبير للمملكة العربية السعودية في الحفاظ على أمن واستقرار الدول العربية الشقيقة لضمان وحدتها وعدم انهيارها، من خلال الطلة الصحافية التي ظهر بها الأمير بندر بن سلطان من نافذة صحيفة "اندبندنت عربية"، متناولا مجموعة من الأحداث التي عصفت بالمنطقة العربية خصوصا سورية في الأيام الأخيرة من عمر الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والأحداث التي تزامنت معها.
فالأمير الذي شغل مناصب مهمة عدة، مؤثرة سياسيا في تلك الآونة، إضافة إلى الجهد السياسي الخارجي الكبير الذي اتصف بـ"المهنية والاتزان" عندما كان الأمير سفيرا للمملكة في واشنطن، نظرا لعلاقته الطيبة مع الكثير من الرؤساء والسياسيين وصناع القرار في العالم.

بين الأمير بندر بن سلطان جهود المملكة في صون سورية ووحدتها وعدم انهيارها، عقب موت الرئيس حافظ الأسد، الذي استعان بالمملكة للحفاظ على الانتقال السلمي للسلطة وتمكين رئيس النظام الحالي من الحكم قبل أن يدخل في نوبة السعر ويرتمي بأحضان إيران، وتبني فكر الممايعة، مشيرا إلى أن بشار الأسد كان يريد أن يقدم تسوية مع أمريكا وإسرائيل بغض النظر عن حجم التنازلات ونتائجها الوخيمة إلا أنه لم يوفق بذلك، لتسير الرياح بما لا تشتهي سفنه، ويتبنى الموقف الإيراني وخسارة فرصة التسوية واستعادة الجولان التي كان يخطط لها والده حافظ، كما أظهر الأمير الجانب السياسي العميق للرئيس حافظ الأسد واعتزازه بالدولة الأموية، التي تحارب كل رموزها الآن من النظام الحالي ومرتزقة إيران، أي أن الرئيس الأب لم يكن طائفيا وإنما كان مدركا لأهمية الاتكاء على الأساس التاريخي للبلاد.

وذكر بأن رئيس النظام السوري بشار الأسد متعطش للسلطة على الرغم من شعوره الكبير بالنقص، إذ قال حرفيا للأمير "لا تغتر بيدي المخملية، فأنا أخفي تحتها قبضة حديدية"، والغريب أن هذا الكلام يصدر من رئيس قبيل دفن والده بساعات، فيما أظهرت الأزمة السورية عدم سوية النظام وضعفه، الذي ترجمته آلة القتل العسكرية بطريقة همجية سفكت فيها دماء الشعب السوري، بينما لم يفاجأ الأمير باستعانته بالإيرانيين والروس، فالرئيس الحالي مستعد للتضحية بكل شيء مقابل بقائه في الحكم، وبالفعل هذا الذي حصل أكثر من نصف الشعب السوري مهجر قسرا سواء في الداخل أو الخارج، إضافة لمئات الآلاف من الضحايا، وتدمير البنية التحتية للبلاد، وفقدان الهوية العربية واستبدالها بأخرى فارسية إيرانية طائفية.

ظريف يكذب ويكذب

وعلى الجانب الآخر من الخليج العربي ظهر وزير الخارجية الإيراني في لقاء صحافي مع رئيس تحرير صحيفة "الوفاق" الإيرانية، ليعلن عن قصص وروايات كاذبة جديدة لا تليق بحجم المأساة والألم الذي يعيشه الشعب الإيراني، إذ أسهب في الحديث عن سياسة الوفاق وإزالة التوتر التي تنتهجها حكومة الملالي لتمرير النوايا السلطوية الغربية في المنطقة –على حد قوله-، وكأن التدخلات التي تمارسها حكومة بلاده في العراق واليمن وسورية ولبنان ليست ذات طابع سلطوي بهدف السيطرة على المنطقة العربية، إذ تعد تدخلات إيران كدولة في المنطقة موضع كراهية وبغضاء لعديد من شعوب المنطقة.

يرى ظريف ومن قبله حكام ومراجع الملالي آفاق العلاقات بين إيران والعالم العربي من خرم إبرة، إذ إنهم يرغبون في إقامة علاقات مبنية على التعاون مع جيرانهم، لكن ما يجري على أرض الواقع بالنسبة لظريف، أن بعض الدول العربية تفضل أن تبين للرأي العام العالمي بأنها على خلاف مع إيران، مدعيا أنه "من المؤسف أن هذه الدول وبدل من أن يكون هدفها استقرار الأمن والهدوء في الداخل، تتطلع إلى الخارج دائما"، إذ تعدت وقاحة الملالي حدود المنطق، فالوزير الإيراني يلقي باللوم على العرب، متناسيا احتلال بلاده للجزر الإماراتية والأحواز، ومتجاهلا تدمير بلاده للعراق، ومتغاضيا عن قلب السلطة في اليمن ودعم الميليشيات، ومتنكرا من دعم مرتزقة بلاده لنظام الأسد وتدمير سورية، ومتجاوزا السيطرة على لبنان من خلال ميليشيا حزب الله الإرهابي، إذ لا تساوي كل هذه الظروف لديه شيئا ويريد من العرب أن يضعوا يدهم بيده ويدعوهم للحوار على ما تبقى من دمار لأركان المنظومة العربية المستقلة، في ظل سعي بلاده إلى الحصول على السلاح النووي لتدمير المنطقة.

ليعزز أكاذيبه بهذه الإجابة التي قال فيها "نحن لا نبحث عن نزاعات أو اشتباكات أو حرب وتوتر، فالأمير كان وبعض الدول المجاورة هي التي تنتهج سياسات مثيرة للتوتر في المنطقة"، لكنه سرعان ما يقع في زلة لسان "إن سياستنا تجاه العالم العربي قائمة على مصالحنا ومبادئنا، فإيران أكبر من أن تتخذ سياسات انفعالية تجاه بعض الدول، نحن الذين نرسم الخطط وسياستنا مبنية على أساس المصالح الوطنية وليس على أساس ردود أفعال الآخرين".

"نصرالله" على نهج ظريف

وعلى صعيد متصل من اللقاءات الصحافية، ظهر الأمين العام لحزب الله الإرهابي حسن نصرالله وكيل إيران الحصري في لبنان على شاشة الميادين، مخاطبا الشعب الإسرائيلي بأن لا جدوى من إعادة انتخاب رئيس الوزراء الحالي، وأن على الإسرائيليين انتخاب رئيس معتدل، وكأن لسان حاله يقول بأنه على تواصل مع خصوم نتنياهو السياسيين في الأراضي المحتلة، كما أنه يؤكد للرأي العام الإسرائيلي بأنه منشغل في سورية وليس له ناقة ولا جمل معهم، لكنه يستخدم بعض العنتريات الخطابية ضدهم، لحملاته الترهيبية لإخافة خصومه السياسيين في لبنان، -وكما معروف عن المصريين بأن الكلام "غير خاضع للجمرك"-، كما تفاخر أمين عام الحزب بانتصاره المدعوم إيرانيا في سورية مع مجموعة من الميليشيات الطائفية، التي فتكت بالشعب السوري منذ مطلع عام 2011 حتى يومنا هذا لتقضي على فرصته في الحصول على حقه في الحرية.
نصرالله تحدث وكأنه نجم في برنامج المواهب التلفزيوني متباهيا بقدرته على الاختفاء، وأنه لا يخرج للعلن إلا للضرورة، إذ لم تعد تنطلي حيله خصوصا الخطابية على الناس، فالأزمة السورية التي أسقطت ورقة التوت التي كان يستتر بها الكثير ليواري سوءته السياسية، ليخلع نصرالله القناع العربي الإسلامي ويظهر حقيقة ارتمائه تحت عباءة الخميني، معلنا ولاءه المطلق للملالي في السراء والضراء والسر والعلن.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من السياسية