FINANCIAL TIMES

هل تكسر أوروبا الاحتكار الأمريكي ـ الصيني الثنائي لشبكات الجوال؟

 هل تكسر أوروبا الاحتكار الأمريكي ـ الصيني الثنائي لشبكات الجوال؟

صحيح أن جزيرة جيرزي في القنال الإنجليزي "بحر المانش" تشتهر بأبقارها أكثر من شبكات اتصالاتها. ومع ذلك، فإن سكانها البالغ عددهم 100 ألف يستفيدون من ثاني أسرع سرعات تحميل للهواتف المحمولة في العالم، حيث لا تتفوق عليها في ذلك سوى سنغافورة.
وهي الآن تعمل على تعزيز سمعتها كمركز تكنولوجي بما لديها من خطط لإطلاق شبكة للجيل الخامس 5G بحلول عام 2021، قبل سنوات من نشرها بشكل كامل في بقية المملكة المتحدة.
من خلال احتضان الجيل الخامس 5G ، تحولت جيرزي إلى مركز اختبار لما تتم الإشادة به على أنه تكنولوجيا الاتصال اللازمة لتشغيل "إنترنت الأشياء"، حيث يرتبط كل شيء من السيارات ذاتية القيادة إلى خطوط المصانع إلى الأبقار في الحقل، بأجهزة استشعار مدمجة داخلها، يتم توصيلها بشبكة الجيل الخامس 5G.
المشاركون المعروفون مثل شركة سوني Sony اليابانية يختبرون منذ فترة تكنولوجيا الشبكة الجديدة على الجزيرة المذكورة، وكذلك الشركات الناشئة، بما في ذلك شركات التكنولوجيا المالية وشركات بيانات الطقس.
بالنسبة لأكبر شركات الاتصالات في أوروبا فإن شبكة الجيل الخامس تقدم شيئا آخر: الآفاق المغرية بإمكان تحويل حظوظها عن طريق عكس أداء أسواق الأسهم القاسية، بعد حرب أسعار مؤذية استمرت عقدا من الزمن على بيانات الهاتف المحمول، خلال عصر الجيل الرابع 4G
بين عامي 2012 و2018، انخفضت قيمة شركات الاتصالات في أوروبا إلى النصف، من 234 مليار دولار إلى 133 مليار دولار، وذلك وفقا لبيانات وكالة بلومبيرج.
وخلال الفترة نفسها، ارتفعت قيمة القطاع الأمريكي بنسبة 71 في المائة لتصل إلى 532 مليار دولار، وارتفعت قيمة شركات الاتصالات في آسيا بنسبة 13 في المائة لتصل إلى 561 مليار دولار.
ومع نمو حجم بيانات الهاتف المحمول بنسبة 60 في المائة سنويا، سيؤدي إطلاق 5G إلى خفض تكلفة تقديم تلك المعلومات وتخفيف العبء على الشبكات.
على أن التأخير الآن في المملكة المتحدة والأسواق الأوروبية الأخرى بسبب المخاوف الأمنية والقوانين التنظيمية، يعني أنه بدلا من أن يتسبب الجيل الخامس في إثارة صناعة الاتصالات، فإن ظهوره بات مصدر قلق هائل، حتى مع قيام السياسيين بالضغط على القطاع للاستثمار.
قالت ماريا جابرييل، مفوضة الاقتصاد الرقمي الأوروبي، في مؤتمر "فاينانشيال تايمز" في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي: "لا نستطيع أن نخسر أي وقت أو حزمة من الطاقة. الثورة التكنولوجية لن تنتظرنا، والمنافسة العالمية لتحقيق القيادة الرقمية باتت شرسة".
وأضافت جابرييل إن الأمر الذي يعمق من الضغط هو أن شركات الاتصالات لديها "مسؤولية خاصة" لتقديم الشبكات فائقة السرعة اللازمة لإيصال شبكة الجيل الخامس 5G: "يجب أن تكون الكرة منطلقة بحلول عام 2020".
ومع ذلك، فإن التنفيذيين في مجال الاتصالات يكافحون من أجل تبرير الاستثمارات الضخمة المطلوبة - تقدر المفوضية الأوروبية تكلفة نشر شبكة الجيل الخامس 5G والبنية التحتية الكاملة للألياف في جميع أنحاء القارة، بنحو 500 مليار يورو.
يمكن للأسواق الصغيرة مثل جيرزي وسان مارينو إطلاق الخدمات التجارية بسرعة لأن المخاطر منخفضة.
على أن الشركات الموجودة في الأسواق الكبرى تعاني في سبيل إقناع المستثمرين الذين يشعرون بالاستياء من ضعف أداء الأسهم والعوائد المنخفضة، كي يساندوا هذا النوع من خطط التحديث الطموحة، من أجل مواكبة شبكة الجيل الخامس التي تجري في الولايات المتحدة واليابان والصين.
تقول كارلا فوكو، محللة الاتصالات في الصندوق الاستثماري بوسار آند جافودان: "لا تتحدث معي عن الجيل الخامس. لا تتحدث معي عن استثمار مزيد من النفقات الرأسمالية. لا أريد سماع ذلك".
تترد أصداء هذه الشكوك في جميع أنحاء أوروبا، حيث يوجد شعور متزايد بأن تبني الجيل الخامس 5G وصل إلى مرحلة حرجة بالنسبة لكل من الحكومات والشركات، وسط مخاوف من أن أوروبا يمكن أن تتخلف عن غيرها، في الوقت الذي تندفع فيه إلى الأمام مناطق أخرى، وبلدان مثل الصين.
بالنسبة لمجموعات الاتصالات الأوروبية، فإن السؤال هو ما إذا كانت شبكة الجيل الخامس ستحرك عملية التوحيد والتوطيد، أو تحفز النمو، أو تدفع قطاعا مثقلا بالديون إلى مزيد من الهبوط.
يقول ستيفان ريشار، الرئيس التنفيذي لـ"أورانج" الفرنسية، إن شركات الاتصالات في أوروبا هي الآن عند أدنى قيمة لها منذ 15 عاما، وهو ليس دلالة فحسب على المخاوف من انخفاض عائدات الاستثمار والإفراط في التنظيم، بل هو أيضا آفاق النمو في أوروبا مقارنة بالولايات المتحدة وآسيا.
ويضيف: "نحن (أوروبا) نستثمر (في مجال الاتصالات والتكنولوجيا) أقل من أي مكان آخر في العالم"، مجادلا بأنه بحسب حصة الفرد فإن الاستثمار يبلغ الآن نصف المعدل في الولايات المتحدة: "من الواضح أن أوروبا ليست في وضع جيد يؤهلها للفوز".
كان من المفترض أن يكون الجيل الخامس من شبكات اتصالات الجوال - التي ستتم تغطيتها على شبكات الجيل الرابع الحالية - إصلاحا جذريا أقل من سابقاتها، من حيث التكنولوجيا اللاسلكية.
بشرت شبكات الجيل الثاني بعصر الهاتف المحمول في السوق العامة، التي كانت تهيمن عليها هواتف نوكيا بحجم لوح الحلوى الكبير، في حين عمل الجيل الثالث 3G على توسيع قدرة الوصول إلى الهواتف، مع بدء ازدهار اقتصاد التطبيقات.
فتح ظهور الجيل الرابع الطريق أمام الهواتف الذكية للبدء في انتزاع وظائف الكمبيوتر المكتبي، مع تدفق الوسائط إلى الشاشة الصغيرة على الجوال.
ومع ذلك فقد أثبت الجيل الخامس أنه أصعب من حيث التسويق. يكافح كثير من التنفيذيين لشرح كيفية تسويقهم للشبكة الجديدة، عندما يتم إطلاقها تجاريا بخلاف القول إنها أسرع وأكثر كفاءة.
وقد أدى ذلك إلى وجود اقتراحات بأن الجيل الخامس أصبح منذ الآن يتعرض لموجة من المبالغة في إمكانياته.
تم انتقاد شركة أيه تي آند تي من قبل الشركات المنافسة لتضخيمها إمكانيات وقدرة شبكتها من الجيل الخامس في الولايات المتحدة، بعد أن قالت إن الهواتف المتصلة بأي من أبراجها التي تحتوي على تكنولوجيا الجيل الرابع 4G الأكثر تقدما، ستعرض شعارا على الشاشة يقول إن العميل متصل بشبكة الجيل الخامس 5G.
نيفيل راي، كبير الإداريين التكنولوجيين في شركة تي موبايل الأمريكية، اتهم شركة إيه تي آند تي بتضليل العملاء من خلال هذ الادعاء.
في مدونة، قال "إن هناك كثيرا من الضجيج والمبالغة حول الجيل الخامس 5G. وبعض (كلام فارغ) يتم الترويج له للمستهلكين" في المقابل، على نحو ينتقص من إمكانات الجيل الخامس 5G بهدف "خلق الآلاف من الوظائف والمليارات من الدولارات من القيمة".
ومع ذلك، فإن حرب الكلمات المذكورة سيطغى عليها قيام الحكومات - بما في ذلك أستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة – بحظر شركات التوريد الصينية، ولا سيما شركة هواوي التي تعد أكبر صانع لمعدات الاتصالات في العالم، من بناء شبكات الجيل الخامس 5G لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
تؤسس هذه الخطوة الجيل الخامس كتكنولوجيا حاسمة، اعترافا بإمكانيتها في تغيير وجه الصناعة، ولكن أيضا كحلبة معركة سياسية.
مع "التخلف" المنخفض بشكل هائل - الوقت الذي تستغرقه الإشارة للانتقال من الجهاز إلى الشبكة والعودة مرة أخرى – يجر الاستشهاد بكل شيء بدءا من خطوط المصانع الآلية المحسنة إلى السيارات ذاتية القيادة، بل وحتى في غرف العمليات في المستشفيات، كأمثلة على ما يمكن للشبكة الجديدة أن تقدمه.
يعتقد كثيرون في الصناعة أن الصين، التي بدأت في التخطيط لعملية تحديث تكنولوجيتها منذ فترة طويلة تعود إلى عام 2013، تستحوذ منذ الآن على مكانة منيعة في التكنولوجيا.
كما تمتلك أيضا أكبر قاعدة في العالم لمستخدمي الإنترنت على الجوال: 800 مليون شخص، يستخدم ثلاثة أرباع هؤلاء الأشخاص تكنولوجيا مدفوعات الدفع عبر الهاتف، ما يوفر جمهورا جاهزا من أجل استخدام المزيد من خدمات التكنولوجيا العالية، عندما تنطلق خدمات الجيل الخامس، وفقا لبول لي، رئيس بحوث الاتصالات في وكالة ديلويت.
من المتوقع أن تطلق الصين دفعة كبيرة في خدمات الجيل الخامس بحلول عام 2020.
مع ذلك، تفكر حكومات كل من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا الآن فيما إذا ينبغي إقصاء شركات مثل هواوي وزي تي إي، التي تقدم المعدات لشبكة جيرزي، لتبقى خارج نطاق شبكات الجيل الخامس تماما.
أعلنت شركة فودافون، في الوقت الذي كشفت فيه النقاب عن نتائج الربع الثالث يوم الجمعة الماضي، أنها "ستوقف مؤقتا" تركيب معدات هواوي الجديدة في شبكاتها الرئيسية الموجودة في جميع أنحاء العالم. مثل هذه الخطوات قد تؤجل لفترة أطول إطلاق شبكات الجيل الخامس في كل أنحاء أوروبا.
شركة فودافون، التي تستثمر مبلغ 7.5 مليار يورو سنويا في النفقات الرأسمالية، شهدت انخفاضا بنسبة 1.1 في المائة في الإيرادات في أوروبا خلال الربع الثالث، وتشكك أيضا فيما إذا كان الجيل الخامس سيكون محرك النمو الذي يفترضه البعض.
يقول نيك ريد، الرئيس التنفيذي لشركة فودافون، إن شبكات الجيل الخامس ستكون أكثر كفاءة عشر مرات من شبكات الجيل الرابع، وستقدم فرصا للتوفير في التكاليف وتتيح لشركات الاتصالات إمكانية بيع الزبائن "حصص" بيانات أكبر بكثير.
ويقول: "السؤال هو هل باستطاعتنا كسب المال من ذلك؟ في الوقت الذي يرتقي فيه العملاء في سلم الحصص؟".
بالنسبة لأتاناسدوبريف، الرئيس التنفيذي لشركة الهاتف البلغارية فيفاكوم، أوروبا لا تواجه مشكلة تجارية، فحسب، حيث يقول: "بسبب الإنجازات التي حصلت في الماضي، فإن الاتحاد الأوروبي هو المكان الأفضل للعيش فيه. على أنه يمكن القول إنه أسوأ مكان من حيث الاستثمار في الاتصالات والتكنولوجيا. إن كان لدينا إيمان بأن المستقبل سيكون في التكنولوجيا والرقمنة ولم نستثمر في ذلك، هل تعتقدون حقا أننا سنظل المكان الأفضل للعيش فيه؟".
أطلقت المفوضية الأوروبية خطتها الإجرائية الخاصة بشبكات الجيل الخامس قبل عامين لعلاج تلك المشكلة، والحفاظ على تقدم أوروبا في سباقها نحو التكنولوجيا الجديدة، جزئيا من خلال تحرير القواعد التنظيمية على شركات الاتصالات في القارة، من أجل استثارة رغبتها في التحديث.
في ذلك الوقت، قدرت حصول نقص قيمته 155 مليار يورو في التكلفة التقديرية لنشر شبكات الجيل الخامس، البالغة 500 مليار يورو.
مع ذلك، فإن الجهود المبذولة لتحرير القوانين التنظيمية وتحفيز الاستثمار في الشبكات الجديدة قد أصابها الوهن، بحلول الوقت الذي تم فيه إقرار التشريعات من قبل البرلمان الأوروبي في عام 2018.
من بين التعديلات المضافة إلى التشريعات كانت هنالك أحكام قضائية تقضي بتشديد القبضة على "احتكارات القلة" التي تشكلت في بعض البلدان، وفرض حدود قصوى للأسعار على المكالمات الدولية بين البلدان الأوروبية.
كما عملت تنظيمات الاتحاد الأوروبي أيضا على إحباط طموحات الصناعة المتمثلة في تدعيم ودمج القطاع، وصولا إلى عدد قليل من الشركات الكبيرة العابرة للحدود، والقادرة على التنافس مع الشركات العملاقة في كل من الولايات المتحدة والصين.
عملية بيع الطيف اللازم لإطلاق خدمات الجيل الخامس، وضعت كذلك شركات تشغيل الشبكة في موقف دفاعي.
عملية بيع الطيف الإيطالي التي تمت العام الماضي جمعت مبلغ 6.5 مليار يورو للحكومة، لكنها تعرضت للانتقاد باعتبارها اقتناصا للمال من الشبكات التي كانت مضطرة للتنافس بشكل شرس، بسبب تركيبة المزاد.
العائدات، على أساس سعر الميجا هيرتز الواحد، كانت أعلى ثلاث مرات من عملية البيع السابقة التي تمت في المملكة المتحدة، وأكبر عشر مرات من عملية بيع مماثلة تمت في فنلندا.
شركة أورانج لا تعمل في إيطاليا، إلا أن ريشار يصف النتائج بأنها "مأساوية" بالنسبة لقطاع الاتصالات الإيطالي، حيث تعمل الشركات المثقلة بالديون في سوق تتسم في الأصل بالتنافس الشرس.
ويقول إن المزاد "يعطي أسوأ إشارة ممكنة عن الجهة التي تريد أوروبا الذهاب إليها."
مع ذلك، وفي الوقت الذي يعمل فيه تضخيم الطيف على زيادة التكاليف التي تتكبدها شركات الاتصالات الأوروبية، انخفضت إيراداتها وسط منافسة شديدة على الأسعار. انخفضت إيرادات الصناعة الأوروبية من 444 مليار دولار إلى 369 مليار دولار بين عامي 2012 و2017، وفقا لأرقام واردة من "أوفام" الهيئة الاستشارية، مع انخفاض الأسعار الاستهلاكية الإجمالية بنسبة 40 في المائة خلال فترة العقدين الماضيين.
تلاحظ السيدة فوكو أن شراء حزمة بيانات شهرية غير محدودة هو الآن أرخص من سعر كوب قهوة لذيذ في فرنسا أو إيطاليا، ومع ذلك يفشل ذلك في أن يكون دلالة على أهمية تلك الخدمات بالنسبة لحياة الناس.
وتقول: "أصبحت شركات الاتصالات عنصرا أساسيا في حياتنا. اسأل أي شخص من جيل الألفية عن الشيء الذي يمكنه الاستغناء عنه خلال يومه - المياه الساخنة أم الهاتف الجوال؟".
وسط هذه الكآبة، يقول البعض إن خدمات الجيل الخامس تقدم للشبكات الأوروبية فرصة بتبسيط السوق، وتحقيق إيرادات جديدة من إنترنت الأشياء، وخفض تكاليف تسليم البيانات بنسبة تصل إلى 70 في المائة.
مع ذلك، يمكن أن يتبين أن نمو الإيرادات يظل أكثر صعوبة مع وجود شبكات تشعر بالقلق، إزاء الاستثمارات بشكل قوي فوق الحد وبشكل سريع فوق الحد.
تقول لورا بيريز، وهي محللة مرموقة للائتمان لدى وكالة موديز: "ربما ستبقى شركات الاتصالات الأوروبية حذرة إزاء استثمار مبالغ نقدية كبيرة في تطوير البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس، إلى أن تتأكد من أن ذلك سيقودها إلى تحقيق إيرادات أكبر، نظرا للإيرادات المالية الباهتة في هذا القطاع منذ إطلاق الجيل الثالث. وستعمل بدلا من ذلك على نشر شبكات الجيل الخامس تدريجيا، للحد من الاستثمارات اللازمة إلى أن تصبح الحجة التجارية أقوى".
أكد تيم هوتجيس، الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات الألمانية، على تلك النقطة عندما صرح خلال مؤتمر "فاينانشيال تايمز" في العام الماضي أن من الصعب تبرير الاستثمار في أوروبا، عندما تتسبب المنافسة على الأسعار والعبء التنظيمي في جعل السوق الأمريكية، التي تمتلك فيها الشركة الألمانية شركة تي موبايل الأمريكية، خيارا أكثر جاذبية.
وقال: "أريد الاستثمار من ناحية وطنية لمصلحة أوروبا. علينا ضمان مستقبل أطفالنا، وأنه سيمكنهم العمل في بيئة تحظى بالفرص المتاحة نفسها أمام الأطفال في كل من الولايات المتحدة وآسيا. نحن بحاجة إلى بنية تحتية متفوقة لكن يمكنني القول إننا بدأنا في التخلف عن الركب".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES