ثقافة وفنون

مهرجان الصقور .. صون الهوية الثقافية وتعزيز الهواية التاريخية

مهرجان الصقور .. صون الهوية الثقافية وتعزيز الهواية التاريخية

مهرجان الصقور .. صون الهوية الثقافية وتعزيز الهواية التاريخية

مهرجان الصقور .. صون الهوية الثقافية وتعزيز الهواية التاريخية

تشكل الصقور رمزا من رموز الحضارات البشرية التي تعاقبت على الكرة الأرضية، ولا سيما في الجزيرة العربية، حيث ارتبطت عند العرب بمعان ودلالات مختلفة تنم عن العزة والكبرياء والنبل والقوة.
ولدورها المفصلي في الحفاظ على التراث الوطني؛ نظم نادي الصقور السعودي مهرجانا عالميا يحمل اسم مؤسس البلاد، ليكون محركا فاعلا ومؤثرا من شأنه الارتقاء بهذا الموروث السعودي الأصيل، ورفع الوعي بأهميته وقيمته الوطنية.
"الاقتصادية" زارت مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور، ونقلت منه تفاصيل مشوقة عن الصقارين السعوديين وهذه الهواية التراثية.

أغلى الطيور وأجملها
يعد الصقر من أهم الطيور وأحبها إلى القلب، خاصة عند الشعراء، الذين تغنوا به وبصفاته كثيرا، نظرا لشجاعته وكبريائه وجماله وذكائه، لذا، فإن الحديث عن الصقر هو الحديث عن أنبل وأغلى الطيور وأجملها، فقد خصه الله سبحانه وتعالى بصفات ومزايا فريدة، فهو يعد من أسرع الجوارح، وصيادا صبورا، يتحمل الجوع والعناء، له وقفة شامخة، وحدة بصر قوية، وعينان جميلتان، كما يتمتع بالذكاء والقوة، والشجاعة والشيمة.
كما ارتبط تاريخ الصقر بالثقافة العربية ارتباطا وثيقا، فالمتتبع لتاريخ الخليج العربي منذ الأزل وحتى اليوم، يجد علاقة وثيقة بين الصقر والمجتمع، إذ شكل الصيد حرفة العيش لديهم، وهذا ما عرفته الكثير من الثقافات الجبلية والصحراوية، سواء في الشرق الآسيوي، أو في الشمال الإفريقي، وحول ذلك يقول المستشرق الألماني بيتر سمرفيلد في كتابه «العرب حضارة وتاريخ»: "ليس هناك من بين أمم وشعوب العالم من هم أبدع من العرب في الصيد والقنص، وإن رياضة الصيد والقنص بالطيور خاصة تعد من أجمل ضروب الرياضة وأحلاها وأكثرها التصاقا بحياة العرب".
وتعد المملكة إحدى الدول الـ11 المدرجة ضمن لائحة الـ"يونسكو" للدول المربية للصقور، كما تعد موطنا لأنواع مختلفة منها، وممرا مهما لصقور أخرى مهاجرة.

ارتباط تاريخي
يحمل مهرجان الصقور على عاتقه تعريف الأجيال القادمة بالتراث، انطلاقا من الارتباط التاريخي للصقر بتراث وثقافة المملكة، يأتي ذلك في وقت تصنف فيه أعداد الصقور ومقتنوها في السعودية بأنها الأكبر على مستوى العالم.
المهرجان الذي انطلق الجمعة في ملهم شمال مدينة الرياض، ويستمر حتى 3 فبراير المقبل، على مساحة 650 ألف متر مربع، شهد إقبالا كبيرا من هواة الصيد ومربي الصقور وعشاق الرحلات البرية من داخل المملكة وخارجها، رغم برودة الطقس والأجواء.
يتضمن المهرجان مسابقتين للصقور بجوائز إجمالية تبلغ 17.630.000 ريال، الأولى مسابقة مسابقة مزاين الصقور بجوائز ثلاثة ملايين ريال، والثانية مسابقة الملواح "الدعو" 400 متر، التي تنقسم إلى فئتين (فرخ، قرناس)، بجوائز تبلغ 14.630.000 ريال، تتوزع ما بين الأشواط والكؤوس، مخصصة للسعوديين والمشاركين من كل دول العالم. فيما يشهد المهرجان فعاليات وأنشطة متنوعة، وذلك في القرية التراثية التي تجمع تحت مظلتها أقساما ترفيهية وثقافية وتعليمية عدة أهمها: متحف الصقور، المسرح، السوق التراثية، منطقة المأكولات، المنطقة التجارية للصقارين، التخييم ومنطقة الرماية، إذ سجلت الفعاليات إقبالا كبيرا من الزوار منذ الساعات الأولى لانطلاقه.
كما يصاحب مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور أمسيات شعرية لنجوم الشعر في المملكة والخليج، وحفلتان غنائيتان. وخصص مهرجان الصقور منطقة للصقار الصغير، تسعى إلى صون الهوية الثقافية، ونقل الهواية التاريخية إلى الأجيال القادمة على يد خبراء متخصصين في تربية الصقور.

سوق «الطيبين»
أتاح المهرجان الفرصة
لـ "الاقتصادية" للتجول في السوق التراثية، التي تعد سوقا تجمع الحرفيين، الذين يعرضون عشرات المنتجات، مذكرا بـ "أيام الطيبين".
وخصص المهرجان نحو 36 محلا، تبيع منتجات مختلفة، مثل التحف التراثية، الحلي والخرز، منحوتات ومنتجات عبر ورش النجارة، الغزل والسدو، الشال والفراء، الجلود والأحذية، الملابس التراثية، التطريز، أشغال الكروشيه، الفخاريات، محال للتصميم والطباعة بنكهة تراثية، ومحال للقهوة واللقيمات، تصفير الدلال، والرسم على العصا، الطحن على الرحى وركنا لروائع الخط العربي.
أما مخطط السوق فهو مستوحى من مخطط مدينة الرياض في خمسينيات القرن الماضي، الذي يستخدم الطين كمادة أساسية في بناء البيت، وتتميز بأنها مادة عازلة للحرارة صيفا، وتصمد أمام زمهرير البرد شتاء، وتتسم بالبساطة، وتذكر بحياة الأجداد التي كان يعيشونها في بيوت بقيت شامخة لعقود طويلة.
ويزاول الباعة في السوق التراثية المهن القديمة، التي كانت تزاول في شبه الجزيرة العربية، إذ تعكس السوق الحركة التجارية قبل أكثر من 50 عاما، ويوفر المهرجان للأسر المنتجة والحرفيين فرصة عرض منتجاتهم وبيعها.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون