اتصالات وتقنية

الإنفاق على تقنيات الذكاء الاصطناعي سيصل إلى 2.9 تريليون دولار بحلول عام 2022

الإنفاق على تقنيات الذكاء الاصطناعي سيصل 
إلى 2.9 تريليون دولار بحلول عام 2022

خلال الأعوام العشرة الماضية ما كان لأحد أن يتوقع أن تقوم التقنيات الحديثة التي كانت ضربا من الخيال في ذلك الوقت بتقليل الأخطاء البشرية لحد كبير وزيادة العمليات المؤتمتة التي تكون فيها الآلات مبرمجة على عملها وتعزيز الإنتاجية والمساعدة الفورية لتحسين تجربة المستخدمين على مدار 24 ساعة دون أي تدخل من البشر، إلا أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التي بدأ اعتمادها فعليا خلال الأعوام الأربعة الماضية كسرت هذا المفهوم وتحول هذا الخيال إلى واقع، لذلك، تسارع عديد من المؤسسات والشركات إلى استغلالها من أجل تعزيز مكانتها ورفع إنتاجيتها ومساحة خدماتها المقدمة.
فقد بدأ عديد من الأفراد والمؤسسات في الاستخدام التدريجي لتقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل تحسين تجربة المستهلكين، وتشير تقديرات مؤسسة الأبحاث مؤسسة جارتنر إلى أن إيرادات الأعمال التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي ستصل إلى 2.9 تريليون دولار بحلول عام 2022، ولذلك لما تقدمه هذه التقنية بجعل العمل الجماعي أقل صعوبة كما يوفر لرجال الأعمال مزايا تمكنهم من تطوير مؤسساتهم.
وتسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في القيام بالتسويق في زيادة التفاعل مع العلامة التجارية وتزيد ولاء العملاء وتعزز المبيعات، وهذا هو السبب الذي يجعل كثيرا من الشركات والمؤسسات تهتم بها. وتكمن إحدى مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي في أنه يستطيع اكتشاف أنماط تصفح العملاء لمواقع هذه الشركات على الإنترنت وسلوك الشراء لديها باستخدام عدد كبير من المعاملات التي تم تخزينها في السحابة وتحليلها، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم عروض دقيقة للغاية لكل عميل حسب اهتماماته وميوله.

«البوتات التفاعلية»
كما أسهمت «بوتات» الدردشة التفاعلية Chatbots في إيجاد قناة اتصال جديدة بين العلامات التجارية والمستهلكين لتساعد على تحسين تجربة المستخدم أو العميل، حيث يمكن الاستفادة منها في تعزيز خدمة العملاء، عبر استخدام خوارزميات البرمجة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي للإجابة على الاستفسارات المتكررة والتعامل مع المهام التي لا يستطيع العمال البشريون القيام بها، ليس عبر الدردشة فقط بل حتى عبر الدردشة الصوتية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل مساعد "جوجل وأليكسا" من "أمازون" في تحسين حياة العملاء من خلال تحسين البحث الصوتي وجعله أقل تعقيدا لاكتشاف الإجابات المناسبة التي يحتاجون إليها دون الاطلاع والبحث عن القوائم.
فمعظم تفاعلات العملاء مثل الرسائل والدردشة عبر الإنترنت ومناقشات وسائل التواصل الاجتماعي والمكالمات الهاتفية ما زالت تتطلب المشاركة البشرية حتى الآن بشكل عام، لكن مع استخدام الذكاء الاصطناعي في الشركات والمؤسسات استطاعت أتمتة هذا التفاعل من خلال تحليل المعلومات التي تم جمعها من الاتصالات والمحادثات السابقة، فمن الممكن تصور أن أجهزة الكمبيوتر يمكنها الرد بدقة على العملاء وإدارة استفساراتهم، علاوة على ذلك عندما يتم دمج الذكاء الاصطناعي مع التعلم الآلي حيث إنه كلما زادت تفاعلات الذكاء الاصطناعي أصبح أفضل. فعلى سبيل المثال تعمل «بوتات» الدردشة التفاعلية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي AI Chatbots على التواصل مع عدد لا نهائي من العملاء في الوقت نفسه ــ على عكس البشر تماما ــ ويمكنها التفاعل والبدء في الاتصال بغض النظر عما إذا كانت على موقع أو تطبيق. وتتوقع "جارتنر" أنه بحلول عام 2020 سيتم التعامل مع 85 في المائة من جميع تفاعلات العملاء بواسطة آلات ذكية يمكنها تقليد القدرات البشرية.

الأخطاء البشرية
ولا شك أن الأخطاء البشرية تعتبر مكلفة لأي نشاط تجاري وقد تسبب له خسائر كبيرة من حيث السمعة أو الأرباح، ولكن بالاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن تقليل احتمالات الخطأ البشري، حيث يمكن إنشاء تطبيقات برمجية تعتمد على الذكاء الاصطناعي تركز على تقليل الأخطاء وتزيد من الدقة أثناء البحث في السجلات وإدخال البيانات وغيرها من المهام الأخرى.

الذكاء الاصطناعي منذ أربعة أعوام
ارتفع عدد المؤسسات التي اعتمدت تقنيات ‏‏الذكاء‏‏ ‏‏الاصطناعي‏‏ ‏‎AI‎‏ بنسبة 270 في المائة خلال السنوات الأربع الماضية، وبواقع ثلاثة أضعاف خلال العام الماضي، وأظهرت بيانات "جارتنر" أن 10 في المائة فقط من المؤسسات قامت بالفعل بنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي أو أنها ستفعل ذلك في المستقبل القريب. لكن هذا الرقم قفز إلى 37 في المائة مطلع العام الجاري 2019 بزيادة قدرها 270 في المائة خلال أربع سنوات.
وبحسب جارتنر، فإن 52 في المائة من مؤسسات الاتصالات باتت تعتمد ‏‏روبوتات‏‏ ‏‏الدردشة‏‏ بشكل أساسي، وأن 38 في المائة من ‏‏مؤسسات‏‏ ‏‏الرعاية‏‏ ‏‏الصحية‏‏ باتت تقوم بعمليات التشخيص بمساعدة أجهزة الكمبيوتر. كما باتت تقنيات الذكاء الاصطناعي تعتمد في عمليات تشغيلية أخرى تشمل الحماية ضد هجمات الاحتيال وعمليات تقسيم المستهلكين إلى مجموعات مختلفة حسب احتياجاتها. ‏
‏وكلما عملت المؤسسات على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع، ظهرت التحديات بشكل واضح أمامها. فقد اعتبر 54 في المائة من المستجيبين لدراسة مسحية تابعة لدائرة الأبحاث في "جارتنر" أن قضية نقص المهارات تشكل التحدي الأكبر بالنسبة لمؤسساتهم.
يذكر أن بيانات "جارتنر" تم جمعها عبر دراسة أجرتها بمشاركة أكثر من ثلاثة آلاف من مديري تقنية المعلومات في 89 دولة وعبر كافة القطاعات الرئيسة التي تمثل 15 تريليون دولار من إيرادات وميزانيات القطاع العام، إضافة إلى 284 مليار دولار من معدلات الإنفاق على تقنية المعلومات.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من اتصالات وتقنية