ثقافة وفنون

«شامالان» .. يختتم ثلاثيته بخروج الوحش إلى النور

«شامالان» .. يختتم ثلاثيته بخروج الوحش إلى النور

«شامالان» .. يختتم ثلاثيته بخروج الوحش إلى النور

أفكار كثيرة تعج في رأس كل من يشاهد فيلم "جلاس" Glass الذي يقدم ثلاث شخصيات غامضة وخارقة، يتنقل بينها محاولا في بعض المشاهد تقديم رسائل متنوعة، لكن في نهاية المطاف أصبح فيلما ممزوج الهوية، يتأرجح بين الواقع والخيال، إنه الجزء الثالث والأخير من سلسلة المخرج إم نايت شامالان، حيث قدم في عام 2000 فيلم unbreakable، ثم قدم فيلم split في عام 2016، والآن يقدم لنا فيلم "جلاس"، فما الجديد؟ ولماذا ظهر بهذا التشتت الذهني رغم قوة الممثلين والأداء والإخراج؟

كيف بدأت هذه السلسلة؟
في عام 2000 أطلق المخرج شامالان فيلم unbreakable، من بطولة بروس ويليز، وتدور أحداثه حول رجل غامض يدعى ديفيد دن، يمر بحادث قطار مؤسف يموت كل من على متنه إلا هو، ليكتشف بعدها امتلاكه قوى بدنية خارقة تمكنه من التصدي للطلقات وغيرها من الأشياء الخارقة، ولديه حاسة سادسة برؤية ماضي أي شيء يمر أمامه بمجرد لمسه، وفي يوم من الأيام يلتقي رجلا يدعي جلاس، الذي يري أن دن شخصية خارقة كمثل شخصيات الأبطال الخارقين، فحاول ضمه إليه وتنفيذ عدد من الخطط الإرهابية، فاكتشف دن بعدها بالصدفة خلال مصافحته جلاس، تدبيره حادثا إرهابيا على متن القطار نفسه الذي كان فيه دن، وحقق الفيلم نجاحا جماهيريا كبيرا بإيرادات بلغت 154 مليون دولار من ميزانية إنتاجية لم تتخطَ حاجز الـ 75 مليون دولار.
وفي عام 2016 أطلق المخرج نفسه فيلم Split من بطولة جيمس مكافوي، وتدور أحداثه حول شخص يدعى كيفن كيندال، الذي يعاني انفصاما في شخصيته بأكثر من 24 شخصية، ويقوم كيفن بخطف ثلاث فتيات، في محاولة منهن للهرب منه، إلا أنهن يفاجأن بخروج الـ 24 شخصية في انتظار الشخصية الأخيرة التي تدعى الوحش، وبلغت إيرادات الفيلم العالمية ضعف ميزانية الجزء الأول بـ 278 مليون دولار، من ميزانية إنتاجية لم تتخطَ تسعة ملايين دولار.
أما فيلم جلاس الذي صدر بداية 2019 فجمع بطلي جزأي الفيلم لثاني مرة، وهما بروس ويليز في دور ديفيد دن، وصامويل ال جاكسون في دور جلاس وانضم إليهم النجم جيمس مكافوي في الشخصيات نفسها التي ظهرت في فيلم سبليت، وتدور أحداث الفيلم حول اكتشاف ديفيد دن عن طريق ملامسة كيفن ويندال حبسه عددا من الفتيات في أحد الهناجر القديمة، فذهب دن ليخلصهن ودار بينه وبين كيفن كثير من المعارك انتهت بوصول الشرطة والقبض عليهم ووضعهم في مشفى لعلاج المضطربين نفسيا.

رحلة العلاج
بدأت رحلة العلاج للثلاثة على يد إيلي ستابل، تؤدي دورها الممثلة سارة بولسن، المتخصصة في الطب النفسي التي تؤمن بعدم وجود ما يثبت فكرة وجود أناس في العالم الحقيقي ممن يمتلكون قدرات خارقة كتلك التي يتمتع بها دافيد دن وكيفين كرامب ويعمل اليجا برايس "مستر جلاس" على إبرازها للعالم بأكمله، ويتخلل السيناريو كثير من العبارات الفلسفية والأفكار التي تتعلق بطبيعة البشر والواقع من حولهم، فضلا عن احتوائه على مزيج من الإثارة والرعب والظواهر الخارقة. ولقد عمد المخرج إلى تصميم الشخصيات على قدر كبير من الغرابة والإرباك، إضافة إلى إظهاره جانبي الخير والشر، خاصة عندما قرر جلاس هدم أحد المباني الضخمة في الولايات المتحدة، التي ستفتتح في اليوم الذي هربوا فيه من المشفى، الا أن الخير الموجود داخل دن منعهم من ذلك.

أداء مميز
لقد تميز أداء الأبطال الثلاثة بكثير من الاحترافية، وعلى الرغم من أن اسم الفيلم كان جلاس وهي شخصية العقل المدبر، إلا أن كيفين ويندل كرامب كان المحور في الأداء حيث تم تسليط الضوء عليه بطريقة كبيرة وأبدع في التنقل بين شخصياته الـ 24، أما صامويل ال جاكسون فنجح في أن يقدم شخصية اليجا برايس بطريقة مشابهة لـ Unbreakable، واستطاع أن يبرز فكرة العقل المدبر بكل ما تمتلكه من مبررات وأفعال تظهر حقيقة وجود بشر يحملون القوى الخارقة كتلك التي في القصص المصورة مهما كلفه الأمر، أما الممثل بروس ويليز فعلى الرغم من أدائه المتقن إلا أنه لم يفسح له المجال إلا في القسم الأخير من الفيلم عندما حاول أن يصارع الماء، تلك المصارعة التي تشكل نقطة ضعف له بسبب محاوله خنقه وهو صغير في حوض السباحة، أما نقطة ضعف كيفين فكانت الضوء.

الحب يتغلب على الشر
وما بين الماء والضوء استمر الاثنان في المقاومة لإلغاء أحدهما الآخر، واستمر جلاس في التخطيط لعملية هدم المبنى الضخم، لكن كما في كل فيلم يتغلب الخير على الشر، ويموت الجميع في عراك كل بحسب نقطة ضعفه، ولقد كان لافتا طرح قضية تغلب الحب على الشر، حيث كان كيفين يحب فتاة تدعى كايسي كوك، تلعب دورها الممثلة أنيا تايلور جوي، ولقد كانت تستدعي شخصية كيفين الطيبة حتى عندما تحول إلى وحش، استطاعت أن تبعد الوحش وتعود به إلى شخصية كيفين فقط عندما تلمسه، وهذا يدل على أن المحبة من الممكن أن تقضي على الشخصية الشريرة الموجودة داخل كل منا.
وعلى الرغم من كثرة الأفكار الفلسفية التي طرحت في الفيلم التي أدت في بعض الأماكن إلى الملل عند المشاهد، إلا أن الطريقة الإبداعية في التصوير تغلبت على الثغرات، كذلك أداء الممثلين الرائع خاصة كيفن الذي كان يجذب المشاهد خاصة عندما يتنقل بسهولة بين شخصية وأخرى.
يذكر أن الفيلم حقق إيرادات منذ طرحه في الولايات المتحدة الأمريكية بداية يناير 2019 نحو 16 مليون دولار، في حين بلغت ميزانيته الإنتاجية 20 مليون دولار.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون