أخبار اقتصادية- عالمية

مخاطر الخروج البريطاني غير المنظم تتزايد .. والأوروبيون قلقون من اختلالات

مخاطر الخروج البريطاني غير المنظم تتزايد .. والأوروبيون قلقون من اختلالات

قال الاتحاد الأوروبي لبريطانيا اليوم إنه يمكنه قبول اتفاق خروج مختلف بعد أن رفض البرلمان البريطاني بأغلبية ساحقة الاتفاق الذي تفاوضت عليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي، لكن ذلك مرهون بتغيير مطالب لندن الرئيسة.
وبحسب "رويترز"، دافع ميشيل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في كلمة ألقاها أمام البرلمان الأوروبي اليوم عن الاتفاق المبرم مع ماي الذي رفضه أمس تحالف من النواب البريطانيين المؤيدين والرافضين للخروج من الاتحاد الأوروبي. وحذر من أن مخاطر خروج غير منظم من التكتل أصبحت أكبر منها في أي وقت مضى.
وأضاف بارنييه أن المفوضية الأوروبية ستكثف استعداداتها لخروج غير منظم قد يؤدي لاختلالات في أوروبا بأسرها، مشيرا إلى أن أحد السبل للمضي قدما هو أن تقبل بريطانيا بالتزام أكبر بقواعد الاتحاد الأوروبي لضمان الحصول على علاقات تجارية وثيقة للغاية في المستقبل، ويقول مسؤولون من الاتحاد الأوروبي إن بريطانيا يمكنها، على سبيل المثال، التخلي عن تصميمها على مغادرة الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة المنظمة مركزيا.
وذكر بارنييه، أنه "إذا اختارت بريطانيا السماح بتغيير خطوطها الحمراء في المستقبل، وإذا فعلت ذلك لتحقيق طموح تجاوز اتفاق بسيط وإن لم يكن هينا للتجارة الحرة، فإن الاتحاد الأوروبي سيكون مستعدا على الفور للرد إيجابيا".
لكن بارنييه وغيره أكدوا على مدى ما كشف عنه التصويت الذي أجري في لندن من انقسامات دون أن يلقي الضوء على موقف توافقي يمكن لبريطانيا بالفعل الالتفاف حوله قبل عشرة أسابيع فقط من الموعد المقرر لخروجها من التكتل وربما الدخول في مأزق قانوني يؤثر في المواطنين والشركات.
واعتبر الاتحاد الأوروبي أن رفض البرلمان البريطاني الاتفاق حول "بريكست" يزيد من مخاطر خروج بريطانيا من التكتل بدون اتفاق.
ودعا جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية بريطانيا "إلى توضيح نواياها في أسرع وقت ممكن. لم يعد هناك الكثير من الوقت".
وأضاف أن "اتفاق الخروج هو تسوية منصفة ويشكل أفضل اتفاق ممكن .. يحد من الآثار المسيئة لـ"بريكست" على المواطنين والشركات في مجمل أنحاء أوروبا.. إنه يشكل الحل الوحيد لضمان خروج منسق لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
وتابع يونكر "مخاطر خروج بريطانيا بشكل غير منظم تزايدت مع التصويت. ورغم أننا لا نرغب بمثل هذا الاحتمال، إلا أن المفوضية الأوروبية ستواصل أعمالها بشكل طارئ للمساعدة في ضمان أن يكون الاتحاد الأوروبي مستعدا بشكل كامل لذلك".
أما دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي فقال، "إذا كان من المتعذر التوصل إلى اتفاق، ولا أحد يريد أن يكون هناك أي اتفاق، إذن من سيتحلى بالشجاعة لقول ما هو السبيل الوحيد الإيجابي؟".
ومن جانبها، اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه "لا يزال هناك وقت للتفاوض" على اتفاق بشأن "بريكست" عملا باقتراحات محتملة من جانب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.
وقالت المستشارة "آسفة جدا لأن مجلس العموم البريطاني رفض الاتفاق" مضيفة "نريد أن تكون الأضرار، وسيكون هناك أضرار في مطلق الأحوال، ضعيفة قدر الإمكان. بالتأكيد سنحاول التوصل إلى حل منسق معا.. لا يزال لدينا وقت للتفاوض، لكننا ننتظر الآن ما ستقترحه رئيسة الوزراء".
وفي وقت سابق اعتبر هيكو ماس وزير الخارجية الألماني أن تأخير موعد "بريكست" إلى ما بعد 29 آذار(مارس)، "لن يكون له أي معنى" بعد تصويت البرلمان البريطاني.
وذكر ماس في مقابلة صحافية أنه سيكون هناك معنى لتمديد الموعد فقط "إذا كان هناك سبيل لبلوغ هدف التوصل إلى اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.. في الوقت الراهن، ليس هناك أغلبية في البرلمان البريطاني تؤيد وجهة النظر هذه".
واعتبر أولاف شولتس نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "أنه يوم مرير لأوروبا. جميعنا مستعدون بشكل جيد، لكن "بريكست" قاسٍ سيكون الخيار الأقل جاذبية للاتحاد الأوروبي وبريطانيا".
وأعربت أنجريت كرامب-كارنباور زعيمة الحزب الديموقراطي المسيحي والخليفة المحتملة لميركل عن "الأسف العميق" للقرار البريطاني.
وكتبت على "تويتر" "بريكست قاسٍ سيكون أسوأ الخيارات"، وحضت الشعب البريطاني على عدم التسرع "في أي شيء".
واعتبر الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون أن "الضغط بات لديهم" في إشارة إلى البريطانيين، مضيفا "يجب في مطلق الأحوال أن نتفاوض معهم حول فترة انتقالية لأن البريطانيين لا يمكنهم تحمل أن تتوقف الطائرات عن الإقلاع أو الهبوط على أراضيهم، كما أن متاجرهم تؤمن إمداداتها بنسبة 70 في المائة من أوروبا القارية".
وأكدت ناتالي لوازو الوزيرة الفرنسية المكلفة بالشؤون الأوروبية أن إرجاء موعد "بريكست" المقرر في 29 آذار (مارس) ممكن قانونيا وتقنيا إذا طلب البريطانيون ذلك. وقالت "حاليا ليست سوى فرضية، لأن تيريزا ماي لم تطلب ذلك أبدا ولا فعل أحد من أوساطها.
وقال مصدر رئاسي فرنسي إن فرنسا تسرع التحضيرات لاحتمال خروج بريطانيا بدون اتفاق، وأوضح المصدر أن "السيناريو الذي لا نريده هو خروج بدون اتفاق والمخاطر تزايدت بالأمس".
وأضاف "رئيس الوزراء سيلتقي غدا أبرز الوزراء المعنيين لتسريع التحضيرات" لمواجهة هذا السيناريو.
وأعلنت الحكومة الإيرلندية أنها ستكثف استعداداتها لاحتمال حصول "بريكست" بدون اتفاق، وذكر بيان صادر عن دبلن "مع الأسف، نتيجة التصويت تزيد من مخاطر "بريكست" غير منظم. وبالتالي، فإن الحكومة ستستمر بتكثيف استعداداتها لمثل هذه النتيجة".
أما رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي فأكد أنه "في انتظار أن توضح الحكومة البريطانية نواياها للمرحلة المقبلة، ستواصل الحكومة الإيطالية العمل بشكل وثيق مع المؤسسات والدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي للحد من العواقب السلبية لـ"بريكست".
وأضاف أن إيطاليا "تواصل وتكثف جهودها لكي تكون مستعدة لكل السيناريوهات بما يشمل سيناريو خروج بدون اتفاق".
واعتبر المستشار النمساوي سيباستيان كورتز "في مطلق الأحوال، لن يكون هناك إعادة تفاوض على اتفاق الخروج".
فيما أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن "خروجا غير منظم سيكون سلبيا للاتحاد الأوروبي وكارثيا لبريطانيا".
ومن جانبها، اعتبرت الصحافة العالمية أن بريطانيا تواجه "كارثة" بسبب المسؤولين السياسيين الذين "لم يكونوا على مستوى" المسؤولية بعد رفض البرلمان اتفاق "بريكست" فيما شددت الصحف البريطانية من جهتها على "الهزيمة المذلة" لرئيسة الحكومة تيريزا ماي.
وكتبت صحيفة "ديلي ميرور"، "لا اتفاق، لا أمل، لا فكرة، لا ثقة".
من جهتها كتبت صحيفة "ذي صن" الأكثر مبيعا بين الصحف البريطانية فوق رسم كاريكاتوري لرئيسة الوزراء أن "اتفاق ماي حول "بريكست" انتهى بالكامل".
وذكر كاتب الافتتاحية في صحيفة "التايمز" ماثيو باريس "لا توجد قيادة لا في الحكومة ولا في المعارضة قادرة أن تساعدنا على الخروج من هذا المستنقع.. تيريزا ماي لا جدوى منها، يجب أن يتولى البرلمان" السيطرة على الأمور.
وكتبت صحيفة "ديلي إكسبرس"، "ذهول"، مضيفة "لقد آن الأوان للنواب لكي يؤدوا واجبهم ويعملوا مع تيريزا ماي على اتفاق يرضي الـ 17.4 مليون شخص الذين صوتوا لصالح بريكست".
وعنونت صحيفة "تلجراف" "إذلال تام" وكتبت "يجب أن تستعيد الحكومة ثقة مجلس النواب وأن تعيد النظر في الاتفاق وأن تظهر موحدة أمام الأوروبيين". وأضافت أنه على ماي "أن تفكر بشكل جدي جدا" لمعرفة ما إذا كان الأمر يعود إليها لقيادة هذا التحرك.
وتحدثت "ذي جارديان" عن "هزيمة تاريخية"، مضيفة أن "رئيسة الوزراء تتولى قيادة حزب منقسم والبلاد تتمون من المواد الغذائية والأدوية كما وكأنها تستعد للحرب".
وكتبت "فايننشال تايمز" أن التصويت يرغم ماي على خوض "سباق مع الزمن" وهزيمتها "تدخل المقاربة الأوروبية لـ"بريكست" في فوضى".
وكتبت صحيفة "بيلد" أنه "في بريطانيا، موطن الديموقراطية لقد انتهى الأمر. من الواضح أن السياسيين البريطانيين سواء كانوا من الحكومة أو المعارضة، ليسوا على مستوى القرار التاريخي الواجب اتخاذه".
وتساءلت صحيفة "دي فيلت" متوجهة إلى البريطانيين "ماذا تريدون؟ إلى أين تريدون التوجه؟ ما هو "البريكست" هذا؟ بروكسل حذار، لقد اقتربت ساعتك! بما أن البريطانيين لا يعرفون كيف يساعدون أنفسهم، يجب أن يأتي منقذ آخر وهذا الطرف لا يمكن أن يكون غير الشريك على الطرف الآخر من الطاولة".
وكتبت صحيفة "لاريبوبليكا"، "في هذه المرحلة من الضروري عرض خطة بديلة". وقالت إن "الدول الـ27 يمكن أن يمهلوا لندن ثلاثة إلى تسعة أشهر للخروج من المأزق وتجنب الخروج بدون اتفاق ما قد يترك عواقب دراماتيكية على الطرفين".
وكتبت صحيفة "ايل سولي 24 أوري" أن "بريطانيا تبحر في مياه مجهولة" مضيفة "حتى المراقبين السياسيين الأكثر خبرة يقرون بأنه من المستحيل توقع ما سيحصل في الأيام المقبلة".
وتساءلت صحيفة "لوفيجارو"، "خطة بديلة، أي خطة بديلة؟" موضحة "كل هذا الأمر قد يؤدي إلى إرجاء حتمي لموعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في غضون 72 يوما فقط، بهدف استئناف المفاوضات".
وكتبت صحيفة "لوباريزيان" أن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بات يشبه بشكل متزايد حل لغز".
ورأت صحيفة "ايل باييس" أنه "مع تبدد الأرضية الصلبة لما كان يعد أفضل اتفاق ممكن، نحن نغامر في مياه مضطربة نحو المجهول" مضيفة أن "هزيمة ماي الساحقة تفاقم أزمة بريكست".
وكتبت صحيفة "واشنطن بوست" أن "بريكست عطل النظام السياسي البريطاني" مضيفة "هذا يعني أن الخيار الأسوأ الممكن للبلاد وهو الخروج من الاتحاد الأوروبي بدون آليات لإدارة ذلك، بات ممكنا في 29 آذار (مارس)" والأفضل الآن سيكون تنظيم استفتاء آخر لكن هذه المرة "سيكون بإمكان الناخبين الاختيار عملا بالشروط والتكلفة المعروفة للاتفاق بدلا من وعود واهية" قدمت في عام 2016.
ورأى روجر كوهن كاتب الافتتاحية في صحيفة "نيويورك تايمز" أن "ديموقراطية لا يمكنها تغيير رأيها هي ليست ديموقراطية" مضيفا أن الاتجاه الذي ستسلكه البلاد في العقود المقبلة بات على المحك وهذا الأمر يستحق عناء التصويت على أساس وقائع وليس على أساس أوهام.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية