ثقافة وفنون

مسرح السعودية .. استحضار التجارب الناجحة لإحياء "أبو الفنون"

مسرح السعودية .. استحضار التجارب الناجحة لإحياء "أبو الفنون"

مسرح السعودية .. استحضار التجارب الناجحة لإحياء "أبو الفنون"

تعيش المملكة حراكا فنيا، يشكل منه المسرح جزءا كبيرا، وذلك بحسب تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، الذي كشف في تغريدة له على "تويتر" أن التركيز في الترفيه في الفترة المقبلة على الفعاليات والسيرك والملاهي المتنقلة والمسرحيات، وعلى برامج تطور الشباب والشابات وعلى دعم الشركات الوطنية في مجال الترفيه.
في الطريق إلى إحياء عمود الحياة الثقافية "المسرح"، برزت بعض المبادرات المتميزة، مثل "مسرح السعودية"، في وقت ينتظر فيه أن يعود الفنان ناصر القصبي أيضا إلى خشبة المسرح، بعد دعوة رئيس هيئة الترفيه له على "تويتر".

تحقيق التسلية والمتعة

المسرح هو أحد أبرز أعمدة البنية الثقافية في المجتمعات، ويعد قضية ثقافية وإبداعية، تسهم في إيصال رسائل إلى الأجيال القادمة، وتهذيب الأذواق، وتمرير القيم الحميدة، فضلا عن تحقيق التسلية والمتعة.
لقد كان لمبادرة "مسرح السعودية" دور في إحياء "أبو الفنون"، وولادة المسرح السعودي من جديد، بعد أن غاب طويلا عن المشهد الثقافي، لظروف وعوامل متباينة، لعل أبرزها غياب المظلة الحكومية، وغياب الدعم المادي والمعنوي والإعلامي، فضلا عن موجات التشدد والتطرف التي كانت تحارب هذه الأنشطة في كل المحافل.
فيما لم تكن نظرة الفنان المصري أشرف عبدالباقي إلى الفنانين السعوديين الذين اختيروا لـ "مسرح السعودية" نظرة عادية، إذ غلب عليها التأثر والدهشة والإعجاب، حينما رأى هذا الكم الكبير من الموهوبين، بعد تجارب أداء تقدم لها نحو مئات، اختار منهم 50 موهوبا، وهو رقم أكبر بكثير من الرقم المفترض اختياره لتمثيل هذا المسرح.
عبدالباقي، صاحب خبرة الـ 30 عاما على خشبة المسرح، أشرف على المتدربين من خلال ورش عمل استمرت أربعة أشهر، وتجارب أداء يومية، تحضيرا لإطلاق "مسرح السعودية"، على غرار مثيله "مسرح مصر"، بفرقة قوامها 50 شابا وشابة، سيؤدون مسرحيات هادفة وممتعة على مسرح النادي الأدبي الثقافي في جدة، في إحدى مبادرات مجلس مبادرات شباب مكة، وتحت إشراف وزارة الثقافة والهيئة العامة للثقافة، بهدف تأسيس مسرح سعودي شاب، وتبني المواهب السعودية الشابة وصقلها وتحويل بعضها تدريجيا إلى نجوم مسرح وتلفزيون، على غرار نظيره في مصر، الذي نجح في الوصول إلى الموسم الخامس، وأدى أكثر من 100 مسرحية، حيث كان المشاهدون يحضرون مسرحيتين على مدى ساعة، ليخرِّج نجوما باتوا اليوم نجوم صف أول في قطاع الدراما والكوميديا والمسرح، وذلك بمجرد انتهاء الموسم الأول وبدء الموسم الثاني، مثل الفنانين علي ربيع، ومحمد عبدالرحمن، وحمد المرغني، وأوس أوس، وويزو، وآخرين.

عملية اختيار صعبة

بحسب الفنان أشرف عبدالباقي، كشف في تصريحات صحافية أنه وجد طاقات شابة سعودية متميزة، وفوجئ بمستوياتها، ومنهم من مارس التمثيل أثناء الجامعة، أو من خلال برامج "اليوتيوب" والـ "ستاند أب" كوميدي، الذين تجمعوا لأول مرة في مسرحية تجارية أمام الجمهور، موضحا أن الهدف الأساسي من مبادرة "مسرح السعودية" هو توفير محتوى يمكن العوائل السعودية والمقيمين من الاستمتاع بمشاهدة الأعمال المسرحية المميزة بكل أريحية وثقة، بجودة المحتوى وملاءمته للمعايير الثقافية والاجتماعية والدينية للمجتمع.
أما الاختبار أمام اللجنة، فكان يتم فيه اختبار الممثل أو الممثلة من خلال نقاش، ويتم فيه الاستدلال على السرعة البديهية للممثل، ومدى قدرته على الارتجال، والأداء الصوتي والتمثيل، في حين كانت المرة الأولى التي يجتمع فيها شباب وفتيات سعوديون على المسرح معا.
وحول آلية التسعير لدخول المسرحية، فبحسب ما اطلعت عليه "الاقتصادية" في موقع التذاكر ticketingboxoffice، فإن الأسعار رمزية في متناول العائلة، تبدأ من 30 ريالا، وسيتمكن الضيف من مشاهدة مسرحيتين بتذكرة واحدة، التي تقام في نهاية كل أسبوع، لأيام الخميس والجمعة والسبت، في مسرحيات تحرص على الحفاظ على العادات والتقاليد، وعمل ترفيهي يحمل رسالة في طياته.

استقطاب النجوم

استقطب "مسرح السعودية" الأسبوع الماضي النجمين حبيب الحبيب وأسعد الزهراني، اللذين حلا ضيفين على المسرحيتين الكوميديتين "الفندق" و"ألعاب الطيبين"، من إخراج الفنان أشرف عبدالباقي، دعما للمواهب السعودية، واعترافا بقدراتهم وطاقاتهم.
بينما أوضح ياسر مدخلي، الكاتب والباحث المسرحي المشرف على المحتوى في "مسرح السعودية" أن استقطاب النجمين كان له أثر كبير في مستوى الفريق، وأضفى البهجة على المسرح، وتفاعل الجمهور الذي ملأ الصالة، إذ بلغ الحضور حتى الآن نحو 30 ألف متفرج خلال أربعة أشهر، حيث يتكون الفريق من 200 موظف متخصص، منهم 40 ممثلا وممثلة قدموا عشر مسرحيات بعروض بلغت 35 عرضا، واستقبل أكثر من 1500 موهوب وموهوبة في تجارب أداء أقيمت في جدة والرياض والدمام.
وفي نجاح يضاف إلى سابقه، قدم فريق "مسرح السعودية" مسرحية "الفندق" في المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" الـ 33 في الرياض، وذلك في جناح منطقة مكة المكرمة، على مدى ثلاثة أيام، ونالت إقبالا كبيرا وتفاعلا متميزا مع المواقف المضحكة، والمشاهد التي تحمل رسالة فنية.

الأكثر تقديما للعروض

رغم إنجازات فريق "مسرح السعودية" خلال أقل من عام من إطلاقه، نجح في أن يكون الفريق المسرحي الأكثر تقديما للعروض طوال تاريخ المسرح السعودي، واستطاع أن يخطف أنظار الجمهور السعودي من أول ظهور، حيث امتلأت الصالات منذ العرض الأول، بواقع 900 مقعد، ما يؤكد تعطش الجمهور إلى المسرح.
ولا تتوقف مبادرة "مسرح السعودية" على التمثيل والتدريب على الأداء المسرحي لأكثر من عشر ساعات يوميا، إنما تتجاوزها إلى تدريب الشباب على الكتابة والأزياء والديكور، في حين كشفت مصادر لـ "الاقتصادية" أن العروض ستبث على قناة MBC خلال عيد الفطر السعيد المقبل، بينما ستتوقف العروض خلال شهر رمضان المبارك، على أن يفتح المسرح أبوابه رابع أيام العيد، ليقدم مسرحيتين جديدتين تعرضان لمدة أسبوع كامل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون