FINANCIAL TIMES

ألواح تزلج كهربائية وسماعات ذكية في معرض للإلكترونيات

ألواح تزلج كهربائية وسماعات ذكية في معرض للإلكترونيات

معرض الإلكترونيات الاستهلاكية، المخيم التكنولوجي السنوي الذي انطلقت فعالياته في لاس فيجاس يوم الأحد، يشكل مناسبة غريبة. بوصفه لمحة عن المستقبل، فإنه غالبا ما يصبح سباقا إلى قاع سلسلة التوريد في شينزن - كما يتضح من مرحاض شركة كوهلر الجديد الذي يعمل بنظام أليكسا 2.0، الذي يتميز بمقعد مزود بنظام تدفئة، إلى جانب عملية شطف وإضاءة "ديناميكية" يتم التحكم فيها بالصوت.
الانفجار الضخم للابتكارات في معرض لاس فيجاس في كانون الثاني (يناير) من كل عام يغلب عليه إنتاج عدد من الغرائب أكثر من المنتجات فائقة التطور، من أجهزة التلفزيون ذات الشاشات المنحنية وثلاجات الإنترنت إلى وسائد الروبوتات والملابس الداخلية "الذكية" والأمتعة المستقلة.
لكن لأن تحذير شركة أبل هذا الشهر يسلط الضوء على الحالة الهشة في سوق الهواتف الذكية، فإن البحث عن الشيء الكبير التالي يصبح أكثر إلحاحا. لا يزال الواقع الافتراضي والسيارات ذاتية القيادة، وكلاهما تمت المبالغة فيه في السنوات الأخيرة، يبعدان عنا فيما يبدو مسافة طويلة نوعا ما، في حين إن الترويج للذكاء الاصطناعي والتباهي به أصبح شائعا على نطاق واسع في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية إلى درجة قلصت قيمة المفهوم بأكمله.
مع ذلك، أصبح من الواضح أن المساعدين الافتراضيين، مثل أليكسا، يكتسبون زخما حقيقيا لدى المستهلكين، في حين إن الصناعة بأكملها تستعد لدفعة كبيرة على شبكات الجيل الخامس اللاسلكية، 5G، هذا العام.
فإذا كانت صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية تحتوي على رسالة واحدة تريد من الحضور أن يأخذوها من معرض هذا العام، فهي أن تكنولوجيا الجيل الخامس "وصلت". التنفيذيون من شركتي الرقاقات، "كوالكوم" و"إنتل"، وشركتي تشغيل الهواتف المحمولة "إيه تي آند تي" و"فيرايزون"، ومجموعات التكنولوجيا بما في ذلك IBM، سيركزون أفكارهم الأساسية على الشبكات اللاسلكية الجديدة، التي تعد بسرعات أعلى، ومتطلبات طاقة أقل، ووصول "إنترنت الأشياء".
المدن الأمريكية، مثل لوس أنجلوس وهيوستن، تشهد منذ فترة أول خمس شبكات يجري اختبارها، في حين إن شركات تصنيع الهواتف الذكية، بما في ذلك "سامسونج"، وعدت بإطلاق الأجهزة التي تدعم هذه التكنولوجيا في الأشهر المقبلة.
مع ذلك، لكي ترتقي تكنولوجيا 5G إلى مستوى المبالغة والضجة الإعلامية التي تصم الآذان، يجب أن تقدم أكثر من مجرد بث مقاطع الفيديو على "يوتيوب" بشكل أسرع على الشاشات الصغيرة. إذا لم يقدم معرض الإلكترونيات الاستهلاكية هذا العام أنواعا جديدة من الأجهزة التي يمكنها الاستفادة من شبكات 5G، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى إبطاء زخم التكنولوجيا.
على صعيد السماعات الذكية والمساعدين الافتراضيين تعتبر السماعات، مثل "إيكو" من "أمازون" و"جوجل هوم"، أقرب ما توصلت إليه صناعة الأجهزة لتكونا خليفة الهاتف الذكي. تدعي شركة أمازون وحدها أنها باعت "عشرات الملايين" من أجهزة إيكو العام الماضي. وتظل هي الشركة الرائدة في السوق، لكن "جوجل" انطلقت مع دفعة تسويق ضخمة في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية العام الماضي، وألصقت مساعدها الافتراضي على المباني واللوحات الإعلانية وقطارات السكك الحديدية في أنحاء لاس فيجاس.
يبدو أن هذا الجهد يؤتي ثماره: تتوقع مجموعة إي ماركتر للأبحاث أن حصة "إيكو" في سوق السماعات الذكية في الولايات المتحدة ستنخفض إلى أقل من الثلثين للمرة الأولى هذا العام، بينما تحصل "جوجل هوم" على 31 في المائة من المبيعات. وتشير تقديرات "إي ماركتر" إلى أن 74 مليون شخص في الولايات المتحدة سيستخدمون متحدثا ذكيا هذا العام، أي أكثر من ربع السكان البالغين.
كان توصيل "أليكسا" ومساعد جوجل بمجموعة متنوعة باستمرار من المنتجات المنزلية موضوعا لمعرض الإلكترونيات الاستهلاكية في العامين الماضيين. وأصبحت أجهزة التلفزيون موضع تركيز خاص لـ "أمازون" التي تتنافس مع "روكو" لتصبح البوابة إلى "التلفزيون المتصل".
الآن تأمل كل من "أمازون" و"جوجل" في تحرير روبوتاتها من "المنزل الذكي" وإدخالها في النشاطات العادية، مع دمجها في سماعات الرأس، و"النظارات الذكية"، والسيارات، وحتى الدراجات.
السيارات الذاتية القيادة لم تخرج بعد من مواقع الاختبار في كاليفورنيا وأريزونا إلى بقية العالم، لكن هذا لا يعني أن قطاع النقل سقط من "خريطة الطريق" الخاصة بالمعرض.
سيكون هناك مزيد من روبوتات التوصيل، والطائرات بدون طيار، وألواح التزلج الكهربائية في عرض هذا الأسبوع، إضافة إلى أنواع جديدة من الترفيه داخل السيارة وتكنولوجيا مساعدة السائق. ومن بين المتحدثين ذوي الوزن الثقيل وزيرة النقل الأمريكية، إيلين تشاو، وجون كرافسيك، الرئيس التنفيذي لشركة وايمو.
النمو السريع للدراجات البخارية المشتركة لشركة "بيرد" وشركة "لايم" في العام الماضي فتح الباب أمام جنون جديد لأجهزة النقل الكهربائية قصيرة المدى.
شركة سيجواي-نينبوت الصينية التي تستخدم مركباتها من قبل كل شركة ناشئة تقريبا لمشاركة السكوتر، عرضت سكوتر Model Max الجديد المصمم ليكون أكثر متانة وموثوقية في جميع أنواع الظروف الجوية.
يتوقع توني هو، نائب رئيس "سيجواي-نينبوت"، أن يأتي الجيل التالي من العجلتين الكهربائيتين مزودا بأجهزة استشعار للتحذير في حال سقط الراكب، أو حتى في حال أخذ "يتنقل بشكل شبه ذاتي" إذا تم إيقاف المركبة في مكان غير مناسب، أو بشكل غير صحيح. يقول "ما نفعله الآن هو تحويل أجهزة التنقل الصغيرة إلى روبوت".
دائما ما يبدو معرض الإلكترونيات الاستهلاكية بعيدا عن العالم الحقيقي إلى حد كبير. لكن حتى لاس فيجاس لن تكون قادرة على الهرب من النقاش حول تأثير التكنولوجيا في المجتمع والناس الذين يستخدمونها - من الأمن والخصوصية إلى الكيفية التي قد تؤثر بها حرب الرئيس دونالد ترمب التجارية في مشاركة الحضور من الجمهور الصيني الذي يتوقع أن يصل إلى 15 ألف شخص. عشية المعرض الأخير في العام الماضي، أخفق تحذير من مساهمي "أبل" حول الآثار الصحية لإدمان الهواتف الذكية في إنتاج استجابة ذات مغزى من التنفيذيين في صناعة الإلكترونيات. منذ ذلك الحين، تمت إضافة أدوات مراقبة وقت الشاشة وضوابط "أبوية" أكبر إلى أجهزة آيفون وأندرويد. أنتجت الصناعات الصغيرة بدائل ذكية مبسطة، مثل هاتف "بالم آند لايت" Palm and Light، المصمم لإبقاء المستهلكين متصلين دون أن يجري تشتيت انتباههم.
بحسب بن وود، المحلل في شركة CCS Insight "هناك إدراك متزايد إلى أن الإدمان على الهواتف المحمولة وهوس الاستعمال أصبح قضية اجتماعية رئيسية". لكنه قال "إن من غير الواضح مدى جدية تعاطي شركات التكنولوجيا مع المشكلة: مزيد من الأجهزة ليس هو الحل، لكن يبدو أن هذا هو رد الصناعة في الوقت الحالي".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES