الطاقة- النفط

حالة تفاؤل في 2019.. سوق النفط قادرة على التصدي للمخاطر

حالة تفاؤل في 2019.. سوق النفط قادرة على التصدي للمخاطر

توقعت شركة وود ماكينزي الدولية لاستشارات الطاقة أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 66 دولارا للبرميل في عام 2019، مشيرة إلى أن السوق – بفضل تعاون تحالف المنتجين – قادرة على التغلب على كثير من المخاطر والشكوك الرئيسية التي تحيط بالسوق في العام الجديد 2019.
وقال تقرير حديث للشركة الدولية "إن السوق تواجه تحديات رئيسية في العام الجديد تتمثل في انخفاض الطلب على النفط وتقلبات أسعار النفط"، مشيرا إلى أن خام برنت يجد صعوبة في الاستمرار حول 80 دولارا للبرميل - وهو السعر الملائم لقطاع كبير للمنتجين - بسبب أساسيات السوق الضاغطة على الأسعار".
وأضاف التقرير أنه "رغم تراجع الأسعار بشكل حاد في عام 2018 لا يزال مستوى الأسعار يسمح للشركات بتوليد التدفق النقدي الحر والاستمرار في تعزيز الموارد المالية، وهو ما لا ينفي وجود عديد من المخاطر المحددة والشكوك الكامنة في الظلال".
وصنف التقرير ثلاثة من التحديات الأساسية التي تواجه السوق، من بينها التباطؤ الاقتصادي العالمي، وتراجع الطلب على النفط، مشيرا إلى أن نمو الطلب كان أحد أعمدة القوة بالنسبة إلى سوق النفط منذ أن انخفضت الأسعار وتجاوز مليون برميل يوميا كل عام منذ عام 2012.
وتوقع التقرير نمو الطلب بنحو 1.1 مليون برميل يوميا في عام 2019 لكن اتجاه نمو الطلب في خطر بسبب اشتداد الصراع التجاري بين الصين والولايات المتحدة وتنامي التوترات السياسية ما يؤدى إلى تراجع نمو الاقتصاد العالمي.
وأوضح التقرير أن من ضمن التحديات طفرة نمو النفط الضيق في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن النفط الضيق صدم سوق النفط بوتيرة نموه السريعة في عام 2018 حيث ارتفع حجم الإنتاج من الحقول الصخرية بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا في نهاية العام.
وأشار التقرير إلى نجاح المنتجين الأمريكيين في تشغيل مزيد من الآبار وتمكنوا من نقل النفط إلى السوق على الرغم من القيود المفروضة على خطوط الأنابيب، متوقعا نموا بنحو 1.1 مليون برميل يوميا في عام 2019.
وفي هذا الإطار، قال لـ "الاقتصادية" روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، "إن الجميع يتطلع إلى أن يكون العام الجديد هو عام عودة انتعاش الاستثمارات خاصة أن الإنفاق الاستثماري يخوض خامس عام على التوالي من الانكماش مع حدوث بعض التراخي في تطبيق انضباط رأس المال خاصة في فترات تراجع الأسعار".
وأوضح أن كثيرين يتوقعون فجوة في المعروض بحلول عام 2020 في حالة استمرار تباطؤ الاستثمار"، مشددا على ضرورة تكثيف أنشطة الاستكشاف والتركيز على زيادة المشروعات طويلة الأجل.
وأشار إلى وجود توقعات إيجابية ستساعد على تحقيق هذا الأمر هذا العام في ضوء توقعات تعافي الأسعار بسبب تقلص الإنتاج الذي تطبقه "أوبك" بالتعاون مع حلفائها من الخارج.
من جانبه، أكد لـ "الاقتصادية" مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة، أن تخفيضات الإنتاج من المتوقع أن تستمر على مدار العام الجاري لمواجهة تخمة المعروض وتنامي المخزونات حاليا بشكل فعال ومؤثر وسريع.
وأوضح أن التباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي، يعد من أكثر مصادر الإزعاج للسوق في المرحلة الحالية خاصة أن له تداعيات قوية وسريعة على مستويات الطلب العالمي على النفط الخام حيث يرجح البعض تراجع الطلب بنحو 800 ألف برميل يوميا بحلول عام 2020.
من ناحيتها، قالت لـ "الاقتصادية" جولميرا رازيفا كبير المحللين في المركز الاستراتيجي للطاقة في أذربيجان، "إن تحالف المنتجين في "أوبك" وخارجها يصر بقوة وبتماسك جيد على استعادة التوازن في سوق النفط الخام ومواجهة تداعيات طفرة الإنتاج الأمريكي الذي من المرجح أن ينمو بنحو 1.1 مليون برميل يوميا في العام الجاري 2019".
وأشارت إلى وجود حالة تفاؤل في السوق - بحسب وزير الطاقة الروسي – حيث ستتضح تأثيرات خفض الإنتاج الإيجابية على السوق بحلول شهر شباط (فبراير) المقبل خاصة أن هناك تخفيضات موازية في صادرات إيران خاصة إلى سوق اليابان، متوقعة عقد المنتجين عديدا من الاجتماعات في الأشهر المقبلة التي تصب في مصلحة سرعة استعادة الاستقرار في السوق النفطية.
وفيما يخص الأسعار، اختتمت أسعار النفط العام على خسائر سنوية للمرة الأولى منذ 2015 بعد نزوح المشترين من السوق بفعل المخاوف المتنامية بشأن تخمة المعروض من الخام.
وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي هذا العام بنحو 25 في المائة، بينما انخفض برنت بأكثر من 19.5 في المائة.
وكانت السوق تتجه إلى تحقيق مكاسب قوية لهذا العام حتى تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، عندما منحت الولايات المتحدة استثناءات أكبر من المتوقعة لمستوردي النفط الإيراني ومع بدء تراجع الطلب في الاقتصادات الناشئة.
وقاد هذان العاملان الخامين إلى الهبوط من أعلى مستوى في أربع سنوات، الذي تجاوز 76 دولارا لبرميل الخام الأمريكي و86 دولارا لبرنت.
وسجلت عقود النفط الآجلة مكاسب متواضعة أمس الأول، وارتفع برنت 59 سنتا، أو ما يعادل 1.1 في المائة، ليبلغ في التسوية 53.80 دولار للبرميل.
في المقابل، زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ثمانية سنتات وبلغ 45.41 دولار للبرميل في التسوية. واستمر حجب أسعار سلة خام منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أمس بسبب عطلات العام الجديد.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط