الطاقة- النفط

برنت صوب أول تراجع سنوي منذ 2015

برنت صوب أول تراجع سنوي منذ 2015

سجلت أسعار النفط في عام 2018 أول خسارة سنوية لها منذ 2015، حيث تراجعت بأكثر من 20 في المائة في عام مضطرب شهد مخاوف من نقص الإمدادات، تحولت إلى توقعات بوفرة في المعروض.
وبحسب "رويترز"، ارتفعت أسعار النفط نحو 2 في المائة في آخر جلسات العام أمس مقتدية بمكاسب أسواق الأسهم، لكنها بصدد أول انخفاض سنوي لها في ثلاثة أعوام وسط مخاوف مستمرة من تخمة كؤود في المعروض.
وتراجعت أسعار النفط الخام بنسبة 38 في المائة في نيويورك في الربع الأخير، وهو الأسوأ خلال أربع سنوات، وسط تصاعد المخاوف من أن يؤدي النزاع التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والسياسة النقدية للاحتياطي الاتحادي "المركزي الأمريكي" الأكثر صرامة، إلى إضعاف الطلب العالمي.
ووفقا لوكالة "بلومبيرج" الأمريكية، فإنه في ظل ازدهار إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، يمكن أن تواجه أسواق النفط العالمية زيادة في الإمدادات العام المقبل، رغم تعهد منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وحلفائها بكبح الإنتاج.
وتصاعدت الأوضاع في قطاع النفط جراء التقلبات في الأسواق المالية التي أدت إلى ارتفاع أسعار الخام بأكثر من الضعف خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وتتجه الصين، وهي ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، نحو العام الجديد بانكماش أنشطة التصنيع مجددا، حسبما أظهرت المؤشرات أمس.
وارتفعت أسعار النفط الخام إلى أعلى معدلاتها خلال أربع سنوات، في أوائل تشرين الأول (أكتوبر) على خلفية المخاوف من أن تؤدي العقوبات الأمريكية الجديدة على صادرات النفط الإيراني إلى تراجع الإمدادات.
لكن القرار المفاجئ من قبل إدارة الرئيس دونالد ترمب بإعفاء كثير من المشترين أدى إلى تراجع الأسعار خلال أسابيع.
وتعززت المعنويات إزاء النفط بتلميحات إلى اتفاق تجارة محتمل بين الولايات المتحدة والصين مع قول الرئيس دونالد ترمب "إنه أجرى مكالمة جيدة جدا مع نظيره الصيني شي جين بينج".
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.04 دولار بما يعادل نحو 2 في المائة إلى 54.25 دولار للبرميل، وانخفض برنت نحو 19 في المائة في 2018 إثر ارتفاع لعامين.
وسجلت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 46.11 دولار للبرميل، مرتفعة 78 سنتا أو 1.7 في المائة عن آخر إغلاق لها، والخام منخفض نحو 24 في المائة هذا العام.
وعلى مدى معظم فترات 2018، كانت أسعار النفط في ارتفاع مدفوعة بطلب قوي وبواعث القلق بشأن المعروض ولا سيما فيما يتعلق بتأثير تجديد العقوبات الأمريكية في إيران الذي دخل حيز النفاذ في تشرين الثاني (نوفمبر).
وارتفعت عقود خام برنت، الذي يعتبر مؤشرا عالميا لأسعار النفط، نحو الثلث بين كانون الثاني (يناير) وتشرين الأول (أكتوبر) لتصل إلى 86.74 دولار للبرميل.
وكان ذلك أعلى مستوى منذ أواخر 2014، عندما بدأ انحدار حاد في السوق وسط تخمة متنامية في المعروض العالمي، ليتوقع محللون كبار ومتعاملون كثيرون أن يسجل الخام 100 دولار للبرميل من جديد بنهاية 2018.
لكن بدلا من ذلك، محت أسعار برنت كل مكاسب 2018 لتهوي نحو 40 في المائة عن ذروة العام وتسجل نحو 53.25 دولار للبرميل، فيما أصبح أحد أشد تراجعات سوق النفط على مدى العقود الثلاثة الأخيرة.
جاء ذلك بعد أن أعطت واشنطن على غير المتوقع استثناءات سخية من العقوبات لأكبر مشتري النفط الإيراني ومع تأثر توقعات الطلب على الخام سلبا بفعل بواعث القلق من تباطؤ الاقتصاد العالمي والنزاعات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
وقال سوكريت فيجاياكار مدير "تريفكتا" لاستشارات الطاقة، "إن إنقاذ إيران هو الذي فجر حقا فقاعة سوق النفط الخام وقتها".
"بالنسبة إلى المستقبل القريب، وفي غياب أي شيء جديد، فإن أول نقطة ضغط لأسواق النفط ستأتي قرب أيار (مايو) 2019 أو قبلها بشهر أو نحو ذلك عندما تجري مناقشة تمديد الإعفاءات من عقوبات إيران".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط