FINANCIAL TIMES

«جلاكسو» تنقسم إلى شركتين بعد صفقة مع «فايزر»

«جلاكسو» تنقسم إلى شركتين بعد صفقة مع «فايزر»

إيما وولمزلي، رئيسة "جلاكسو سميث كلاين"، توجت عملية إصلاح شاملة امتدت عاما كاملا في واحدة من أكبر شركات الدواء في العالم، بالكشف عن خطة لتقسيم المجموعة إلى قسمين، ما يؤدي إلى إيجاد شركة جديدة للمنتجات الصحية الاستهلاكية قيمتها 9.8 مليار جنيه استرليني من خلال مشروع مشترك مع شركة فايزر، منافستها الأمريكية.
ستعمل الشركة المشَكَّلة حديثا ومقرها المملكة المتحدة على دمج العلامات التجارية التي تنتجها شركة فايزر، مثل أدفيل وسينتروم وكالتريت، لتصبح الخط الحالي الذي تشغله شركة جلاكسو والذي ينتج العلامات التجارية المعروفة، التي يتم صرفها دون وصفة طبية مثل سينسوداين ونيكوريت وإكسيدرين، ما يؤدي إلى تحويل الوحدة إلى أكبر مزود في العالم للأدوية التي تباع مباشرة إلى الجمهور. مقابل الإسهام بوحدة المنتجات الاستهلاكية الأصغر حجما للمشاركة في المشروع، ستحصل فايزر على حصة نسبتها 32 في المائة، وتمتلك جلاكسو سميث كلاين الحصة المتبقية. وتعتزم جلاكسو فصل القسم ليصبح مستقلا في غضون ثلاث سنوات من خلال إدراجه في سوق الأوراق المالية في المملكة المتحدة، في حين تظل أعمالها المختصة بالعقاقير واللقاحات في يد المساهمين الحاليين.
تأتي هذه الخطوة تتويجا لتسعة أشهر محمومة تم خلالها إبرام صفقات من قبل وولمزلي التي صعدت السلم الوظيفي عبر قسم المنتجات الاستهلاكية إلى أن تولت في نيسان (أبريل) 2017 منصب الرئيس التنفيذي، خلفا لأندرو ويتي، وتعهدت بإعادة التركيز على تطوير وتسويق الجديد والمربح من الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبية.
منذ آذار (مارس)، عملت وولمزلي على تعزيز قسم المنتجات الاستهلاكية في الشركة من خلال السيطرة على مشروع مشترك مع شركة نوفارتيس مقابل 13 مليار دولار، ومن ثم التخلص من وحدة التغذية لديها لشركة يونيليفر مقابل أربعة مليارات دولار.
في الوقت نفسه سعت إلى تحويل القسم الأضعف المختص بالمستحضرات الصيدلانية إلى شركة منافسة قوية من خلال استحواذها هذا الشهر على شركة تيسارو الأمريكية للتكنولوجيا الحيوية، المختصة بمرض السرطان، مقابل 5.1 مليار دولار.
قالت وولمزلي: "في نهاية المطاف، هدفنا هو إيجاد اثنتين من الشركات العالمية الاستثنائية في المملكة المتحدة، مع هياكل رأسمالية مناسبة، بحيث تكونان على استعداد لتقديم عائدات أفضل للمساهمين ومنافع كبيرة للمرضى والمستهلكين".
وتعرضت شركة جلاكسو سميث كلاين لضغوط منذ تموز (يوليو) على الأقل من بعض أكبر المستثمرين فيها، الذين جادلوا بأن أداء الشركة كان ضعيفا من خلال إبقاء شركة المنتجات الاستهلاكية الموثوقة ووحدة المستحضرات الصيدلانية الطبية الأكثر تقلبا تحت مظلة واحدة.
قرار فايزر الدخول في مشروع مشترك مع شركة صناعة الأدوية البريطانية من المرجح أن يكون آخر تحرك استراتيجي كبير للرئيس التنفيذي، إيان ريد، قبل أن يصبح رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة فايزر في العام المقبل. وتأتي الصفقة أيضا بعد أربع سنوات على فشل ريد في محاولة السيطرة على "أسترا زينيكا"، الشركة الأنجلو- سويدية، وبعد ثلاث سنوات منذ أن استفسر حول عملية استحواذ على جلاكسو سميث كلاين.
قال ريد: "تحظى كل من فايزر وجلاكسو سميث كلاين بسجل أداء ممتاز يتمثل في إيجاد علاقات تشاركية ناجحة، ونحن نتطلع قدما إلى العمل معا مرة أخرى لإطلاق العنان لإمكانات القسمين المندمجين لدينا في الرعاية الصحية الاستهلاكية".
يتطلب المشروع المشترك الجديد الحصول على موافقة من الجهات المنظمة. وقالت الشركتان إن المجموعة الجديدة ستكون القائد العالمي في مجال المنتجات الطبية التي تصرف دون وصفة طبية، بحصة سوقية تصل إلى 7.3 في المائة. وهذا يجعلها تحتل مرتبة تسبق فيها الشركات الأقرب المنافسة، مثل جونسون آند جونسون وسانوفي وباير، التي تحظى كل منها بحصة سوقية 4 في المائة تقريبا.
وقالت كل من فايزر وجلاكسو إن المشروع سيحصل على الحصة السوقية الأولى أو الثانية في جميع المناطق الجغرافية المهمة، بما فيها الصين والولايات المتحدة.
في وقت سابق هذا العام، تمكنت جلاكسو من الوصول إلى الجولة النهائية في مزاد علني للاستحواذ على وحدة فايزر مقابل 20 مليار دولار نقدا، لكنها اختارت الانسحاب. وبدلا من ذلك انتقلت إلى تبسيط أعمالها هي بالذات من خلال شرائها لشركة نوفارتيس.
ومع خروج نوفارتيس من الطريق وعدم ظهور أي مشترين آخرين لوحدة فايزر، تمكنت وولمزلي من التفاوض بسرعة على المجموعة الجديدة خلال أقل من ثلاثة أشهر مع ريد، بحسب ما قال أشخاص شاركوا بشكل مباشر في المفاوضات.
مع عملية الدمج التي من المتوقع أن تكتمل بحلول النصف الثاني من العام المقبل، ستركز جلاكسو على جني مدخرات نقدية مقدارها 500 مليون جنيه سنويا بحلول 2022 بعد اقتطاع رسوم لمرة واحدة مقدارها 1.2 مليار جنيه. وتعتزم الشركة تخصيص مليار جنيه من العائدات لتغطية تلك التكاليف.
رفضت وولمزلي التكهن بشأن ما إذا كان المشروع المشترك سيؤدي إلى تسريح موظفين، قائلة: "من الواضح أنه سيكون هناك بعض التأثيرات في الناس، لكن هذا أمر نعمل للتغلب عليه"، مضيفة: "إذا اتخذنا وجهة نظر أطول أجلا، أعتقد ينبغي لنا الشعور بالتفاؤل إزاء الفرص المتوافرة لكل من النمو والعمالة التي ستوفرها الصفقة التي نبرمها اليوم".
بموجب اتفاق مع المساهمين، ستحصل جلاكسو على ستة أعضاء في مجلس إدارة هذا المشروع، وستكون وولمزلي رئيسة مجلس الإدارة، وستحصل فايزر على ثلاثة أعضاء. وافقت جلاكسو على أن تدفع رسم انفصال 900 مليون دولار إلى فايزر إذا سحب مجلس إدارتها توصيته بالصفقة، أو إذا لم يوافق عليها المساهمون.
وقالت الشركة البريطانية إنها تريد أن يكون لها الحق الحصري في تقرير ما إذا كانت تريد البدء في عملية انفصال، وموعدها، وإدراج المشروع المشترك لمدة خمس سنوات بعد إبرام الصفقة.
بعد خمس سنوات سوف تتمتع كل من جلاكسو وفايزر بذلك الحق. لكن إذا طالبت فايز بذلك الحق، تستطيع جلاكسو الاستحواذ على كامل حقوق ملكية فايزر في المشروع المشترك مقابل قيمة سوقية عادلة. إضافة إلى ذلك، سيكون لدى جلاكسو الحق، بعد 15 سنة، في الاستحواذ على حصة حقوق ملكية فايزر مقابل قسمة سوقية عادلة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES