ثقافة وفنون

بامبلبي .. صبغة إنسانية على شخصيات كرتونية ‏

بامبلبي .. صبغة إنسانية على شخصيات كرتونية ‏

بامبلبي .. صبغة إنسانية على شخصيات كرتونية ‏

يبدو أن منتجو فيلم Transformers أخيرا رضخوا لسيل النقاد السينمائيين، واعترفوا بعجزهم عن تحقيق النجاح المأمول لهذه السلسلة، إلا أنهم لم يستسلموا، بل ابتكروا حيلة ذكية في محاولة تحقيق النجاح للجزء الجديد من هذا الفيلم، وذلك بإعادة السلسلة إلى عناصرها الأساسية مع شخصيات الفيلم الأساسية التي تقودها القصة والأسلوب المبسط في تصاميم الـ‎ ‎Transformer ‎ومؤثراته البصرية، وعبر التخلص من كل الفائض أو المبالغ فيه في القصة فظهر فيلم ‎ Bumblebee ‎ الذي يعد أفضل فيلم تصوير واقعي من سلسلة‎ Transformers ‎منذ فيلم 2007. ‏
وعلى الرغم من أن آخر جزءين من السلسلة لم يلاقيا ذلك النجاح المأمول سواء من قبل المشاهدين أو النقاد الفنيين، إلا أن منتجي الفيلم قرروا أن يستمروا في ‏إنتاج نسخة جديدة مستوحاة من أحداث هذه السلسلة ولكنه يدور حول شخصية الرجل الآلي بامبلبي،‏ فصدر الفيلم الذي أخرجه الشهير ترافيس نايت، وكتب السيناريو الخاص به كريستينا هودسون، الذي بدأ عرضه خلال هذا الشهر، تزامنا مع احتفالات نهاية هذا العام.

عودة بامبلبي

يركز الفيلم على شخصية بامبلبي، الروبوت المتحول وهو إحدى الشخصيات ‏الرئيسة في فيلم "المتحولون" السابق Transformers‏ ، ويعد هذا الأمر خطوة لإعادة إحياء ‏سلسلة جديدة بعد الانهيار الفني الذي سببه المخرج السابق مايكل باي في الأجزاء ‏الأخيرة من "المتحولون"، وتم ذلك بالاعتماد على المخرج نايت المعروف بخبرته في أفلام ‏الأنيميشن، مثل ‏Kubo and the Two Strings‏ الذي لاقى نجاحا فنيا كبيرا سنة ‏‏2016.‏
تبدأ أحداث الفيلم في عام 1987 عندما يكون الروبوت بامبلبي هارب من مطاردة ويبحث عن ملجأ ‏في مستودع للسيارات البالية وذلك في مدينة قرب شواطئ كاليفورنيا، ثم يلتقي ‏بفتاة في مطلع الـ18 سنة تدعى تشارلي، تؤدي دورها الممثلة هالي ستينفيلد، فتقوم بتجديد أجزائه وإعادته للحياة ‏ثم تدرك إنه ليس مجرد سيارة فولكس فاجن صفراء تقليدية، فتبدأ معه رحلة لإنقاذ ‏الأرض من المتحولون الذين أتوا باحثين عن صديقه المتحول الآخر أوبتيموس ‏برايم، يؤدي صوته بيتر كولين.‏
وفي حين يحصل المصارع جون سينا على بعض اللحظات المسلية أيضا بدور العميل بارنز من القطاع 7، إلا أن ‏شخصيته الضخمة بدنيا تبقى كعقبة متكررة أمام تشارلي وبامبلبي وصديقهما ‏Memo‏ يؤدي دوره خورخي ‏ليندبورج جونيور. ويأخذ الفيلم وقتا ‏لإعطاء بارنز قصة صغيرة لشخصيته هنا كجندي يواجه نوعا جديدا من العدو الذي لا يفهمه.‏


صبغة إنسانية على شخصيات كارتونية ‏

ويبدو أن مخرج الفيلم نجح إلى حد كبير في الحد من التشويش على المشاهد عبر تقليل عدد شخصيات الـ ‏Transformers‏ الذين ‏يظهرون على الشاشة في وقت واحد، مع اكتفائه بالتركيز بشكل كبير على 3 روبوتات رئيسة هم Bumblebee‏ و ‏Decepticons Shatter‏ و ‏Dropkick‏ والحفاظ أيضا على ‏Optimus Prime‏ وغيره على الهامش، إلا أن أنجيلا باسيت تجلب جاذبية ‏واضحة بأدائها الصوتي الفريد بدور ‏شاتر "أول بوت أنثى شريرة في الفيلم".‏
ولكن اللافت في هذا الفيلم هو حصول بامبلبي، البطل المحبوب على شكل جديد، ولقد اعتدنا على مشاهدته كسيارة شيفروليه كما في أجزاء ‏السلسلة السابقة، ولكن في هذا الفيلم الجديد سيتنكر الرجل الآلي على هيئة سيارة فولكس ‏فاجن، وهي الهيئة الأصلية لشخصية بامبلبي في المسلسلات الكارتونية السابقة وفي ألعاب الأطفال وغيرها من المنتجات الإعلامية، ‏في عودة – كما يبدو – إلى جذور القصة الأصلية، وفي محاولة من الشركة المنتجة إلى استعادة روح «المتحولون» الكلاسيكية التي تجاهلتها الأفلام السابقة.
وحرص المخرج نايت على إصباغ الصبغة الإنسانية وبما يكتنفها من مشاعر وأحاسيس على معظم مشاهد الفيلم، كما طعمها بنفحات كوميدية مضحكة، فقام بالتركيز على خصية الفتاة تشارلي، بشكل كبير وأكثر ‏مما أسبغه على مارك ويلبيرج أو شيا لابيوف كبطلين للسلسلة، ما أعطى للحيز العاطفي مكانة مرموقة لمشاهد الفيلم، فمن خلال العلاقة التي تجمعها مع بامبلبي، تتمكن تشارلي من مواجهة المخاوف والألم الذي ‏كانت تصارع معه منذ خسارتها لوالدها، في حين يكتشف ‏بامبلبي هدفه بفضل التشجيع والتوجيه الذي ‏يتلقاه من تشارلي.
وامتدت المشاعر العاطفية على الأحداث التي تمر بها الشخصيات، وتم تسليط الضوء بوضوح على الإنسانية في ‏شخصية بامبلبي، حيث إنه يمر برحلة عاطفية بدءا من شخصية روبوت كجندي يافع لا يهاب شيئا ‏بالحروب قبل أن يصاب بمرحلة من الضياع على كوكب الأرض، فيظهر بشخصية الجندي الضعيف لكنه خطير ‏ومهيب، ولقد كان واضحا ذلك على تعابير وجههه ولغة جسده التي تعبر عن مجموعة من المشاعر التي تجعل من السهل الاقتناع به وبمحنته.‏

اعتماد العنصر الأنثوي

عمد منتجو هذا الجزء من سلسلة ترانسفورمرز إلى تحاشي النقاط التي أخذها النقاد على الأجزاء السابقة منها، بدءا من استبدال المخرج السابق مايكل باي، الذي يؤخذ على إخراجه السيئ الذي أودى بالسلسلة إلى الهاوية، حيث أغلبها كانت ‏عبارة عن مشاهد للانفجارات تبدو مثل مفرقعات الألعاب النارية، وهو الشيء غير الموجود في هذا الجزء. لكن على الرغم من بعض التحسينات، إلا أن منتجي الفيلم ما زالوا يعتمدون على العنصر الأنثوي من أجل جذب المشاهد، حيث تمت الاستعانة بشابة ‏في بداياتها مع التركيز على إظهار جسدها أكثر من باقي عناصر الفيلم، وهو أمر قد يكون سيفا ذا حدين، حيث يكسبه جماهيرية عند فئة المراهقين، ويحسب عليه كنقطة سلبية عند تقييمه من قبل النقاد السينمائيين.
ويبقى أن أهم عنصر يؤخذ على هذا الفيلم، كما أترابه السابقين، هو افتقاده إلى القصة والحبكة الجيدة التي اختفت تماما بعد الجزء الأول سنة 2007، وهذا ما سيجعل هذا الفيلم مجرد فيلم تجاري آخر هدفه الرئيس تحقيق فقط أرقام في شبابيك التذاكر.‏

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون