FINANCIAL TIMES

مسلسل فريندز يظهر قوة «نيتفليكس»

مسلسل فريندز يظهر قوة «نيتفليكس»

مسلسل فريندز يظهر قوة «نيتفليكس»

في الأسبوع الماضي، "نيتفليكس" جعلت مُحبي مسلسل "فريندز" يشعرون بالذعر. لبضعة أيام بدا أن هذا المسلسل الاجتماعي الكوميدي سيزال من خدمة البث في كانون الثاني (يناير) المقبل – وهو احتمال أثار فزع المعجبين.
راندال ستيفنسون، الرئيس التنفيذي لـ "آيه تي آند تي" AT&T، التي تملك الآن حقوق برنامج فريندز بعد شرائها شركة تايم وورنر، طمأن المستثمرين يوم الثلاثاء الماضي بأن البرنامج سيبقى معروضا على "نيتفليكس" لمدة عام آخر. "نيتفليكس" تدفع نحو 100 مليون دولار، أي ما يعادل 400 ألف دولار لكل حلقة في مسلسل تم بثه مباشرة آخر مرة قبل 14 عاما.
هذا يعد الأول من بين عشرات القرارات التي ستضطر شركات الإعلام التقليدية إلى اتّخاذها في الأشهر المقبلة. وولت ديزني وAT&T أنفقتا فيما بينهما أكثر من 150 مليار دولار على صفقات ضخمة لبناء ترساناتيهما من المحتوى، وتعملان على إطلاق خدمات البث الخاصة بهما العام المقبل.
معظم التنفيذيين والمحللين في الصناعة يتفهمون أن الأيام التي يدفع فيها الشخص 100 دولار شهريا مقابل الاشتراك في مئات القنوات التلفزيونية أصبحت معدودة. AT&T خسرت 300 ألف زبون آخر في الاشتراكات التلفزيونية في ربعها الأخير، بينما خسرت كومكاست 106 آلاف. في الوقت نفسه، "نيتفليكس" في سبيلها إلى تحقيق أفضل أعوامها على الإطلاق، من خلال إضافة 80 ألف مشترك يوميا. لكن ديزني تحقق ستة مليارات دولار في شباك التذاكر ولا تزال تُحقق نصف دخلها التشغيلي من القنوات التلفزيونية.
يجب أن تختار شركات الإعلام نوع المحتوى الذي يتعين تقييده بخدمات البث الخاصة بها، وما يجب إبقاؤه متاحا على المنصات الأخرى حيث يمكن لمئات الملايين من الأشخاص أن يشاهدوه. هذا لن يُحدد فقط أهمية خدمات البث الخاصة بها – بل يؤثر بشكل مباشر أيضا في الإيرادات. ويتوقع محللون في "موفيت ناثانسون" أن حملة ديزني في مجال البث ستؤدي إلى تقليص الإيرادات بالنسبة إلى وحدات استديو الأفلام وشبكات الإعلام الخاصة بها بمقدار 1.4 مليار دولار في العام المالي 2020.
جون مالون، رئيس "ليبرتي ميديا"، قال في مقابلة مع شبكة CNBC الشهر الماضي "هذا سيكون معركة على المحتوى لبعض الوقت". السؤال هو ما مقدار الألم الذي ترغب الشركات في أن تتحمله نتيجة سحب حقوق التوزيع الحالية، وبالتالي إيجاد هذه الشهية أو التجويع، للعلامات التجارية والمحتوى الخاص بها"؟
جوناثان تابلين، وهو مُنتج سينمائي ترشح لجائزة أوسكار ومؤلف كتاب "تحرك بسرعة وحطم الأشياء"، قال "هذه كارثة تلوح في الأفق. في نهاية الأمر سيكون هناك ثلاثة لاعبين كبار. ليس عشرة، أو حتى ستة. هذا هو رهان "نيتفليكس". عندما تحصل الشركات على 200 مليون أو 250 مليون مشترك، عندها ستتمتع بكامل القوة وسيتعين على الجميع توزيع محتواهم من خلالها".
تيد ساراندوس، كبير الإداريين للمحتوى في "نيتفليكس"، قال الأسبوع الماضي "إن "نيتفليكس" تعتزم أن تتحدى المنافسة من خلال وضع الأموال في البرامج الخاصة بها. نحن أفضل حالا حين نقرر مصيرنا بأنفسنا".
تحظى "نيتفليكس" ببداية قوية في خدمة البث، بما لديها من 140 مليون مشترك في جميع أنحاء العالم، وأعوام من الخبرة، وقدرة واستعداد لإنفاق مبالغ كبيرة على المحتوى – أصدرت سندات ذات عوائد مرتفعة لتمويل البرامج الأصلية، آخرها كان إصدارا بقيمة ملياري دولار في تشرين الأول (أكتوبر).
في الوقت نفسه، AT&T يجب أن تفصل بحذر بين قرارات الأعمال قصيرة الأجل، مثل تحصيل رسوم مقدارها 100 مليون دولار من "نيتفليكس"، والالتزام برهان طويل الأجل على خدمة البث الخاصة بها. من خلال شركة وورنر ميديا، لديها أكبر مكتبة في هوليوود، وذلك نتيجة عقود من الاستثمار. إذا أعطت هذا الكاتالوج إلى "نيتفليكس"، فكيف ستجذب الأشخاص إلى منصتها؟
وفقا لبريان ويزر، المحلل في بيفوتال للأبحاث "السؤال هو: هل تريد أن تستفيد من حصاد أعمالك، أم ترغب في البقاء على قيد الحياة على مدى قرن من الزمن"؟
في الوقت الحالي اختارت AT&T تأجيل هذا القرار. ولم تحدد بعد ما إذا كانت أيضا ستمنح ترخيص برنامج فريندز إلى "نيتفليكس" حتى عام 2020، عندما سيكون من المفترض أنها ترغب في جلبه إلى خدمتها الخاصة، وذلك وفقا لأشخاص مطلعين على المفاوضات.
بوب إيجر، الرئيس التنفيذي لشركة ديزني، قال "إن خدمة البث الجديدة Disney+ الخاصة بشركته، ستخدم "المشجعين الكبار" لامتياز أفلامها الكبيرة مثل "حرب النجوم" و أفلام "مارفيل". وقال "إن الهدف ليس بالضرورة أن تكون في لعبة الحجم، لكن في لعبة النوع".
AT&T لديها رسالة مشابهة. قال ستيفنسون "إن الشركة لا تريد أن تُصبح "نيتفليكس" أخرى (...) من حيث كونها مستودعا للمحتوى"، مشبها "نيتفليكس" بمتجر وولمارت.
الأعوام القليلة المقبلة ستكون فترة إعادة ترتيب، في الوقت الذي سيدخل فيه عدد كبير من خدمات البث الجديدة إلى السوق من شركات تراوح من "ديسكفري" إلى "أبل". الخطر هو أن الاندفاع في مجال البث سيؤدي إلى حل لن يُرضي أي أحد. عندما يُزال المحتوى من بعض المنصات ويوضع على منصات جديدة، سيشعر المستهلكون بالارتباك، بينما ستنفق شركات الإعلام مليارات الدولارات لبناء خدمات ليس من المضمون نجاحها.
الأمر المؤكد هو أنه سيكون هناك مزيد من القرارات التي يجب اتّخاذها بشأن البرامج الثمينة. يقول محللون إن الصفقة الكبيرة التالية قد تكون مقابل "ذا أوفيس"، البرنامج التلفزيوني الأكثر مشاهدة على "نيتفليكس"، وذلك وفقا لشركة البيانات 7Park. شركة NBCUniversal المملوكة لشركة كومكاست، التي تملك حقوق برنامج "ذا أوفيس"، رفضت التعليق على ذلك العقد.
قال ريتش جرينفيلد، المحلل في BTIG "إذا كان هذا مقدار ما يجب أن تدفعه "نيتفليكس" لإبقاء برنامج فريندز على منصتها لفترة أطول قليلا، يمكنك المراهنة على أنه سيكون هناك تدافع مماثل للاحتفاظ ببرنامج ذا أوفيس".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES