Author

ارفعوا سن التقاعد إلى 70 أو حتى 75

|

لا أدري من أين أتانا موضوع أن يتقاعد الشخص عندما يبلغ الـ60 من العمر، نحن لا نعاني ندرة الوظائف، بل لدينا عجز؛ فجل من يعمل في وطننا يُستقدم، لي زملاء أساتذة جامعيون أجبروا على التقاعد ثم التعاقد، لماذا؟ هل مثلا تمسح قدراته ومهاراته فجأة عندما يبلغ الـ60؟ وكذلك الطبيب الاستشاري الأول الحاذق في مجاله، هل تتبخر تجربته عندما يصل عمره للـ60؟ وماذا عن المهندس الذي راكم تجربة في مواقع ومشاريع في طول البلد وعرضها وجمع في عقله خبرات هائلة، هل تذهب هباء عندما يبلغ الـ60؟ الإجابة لا بالتأكيد. لي صديق متبحر في دنيا الاستثمار محليا وعالميا ومع أضخم الشركات والصناديق العالمية، عندما بلغ الـ60 قطعوا له "كيكة"، وقالوا له شكرا مشيرين إلى الباب! كم شعرت بالحسرة لذلك، كم من خبير في دنيا الاستثمار "معتق" نستقدمهم من أقاصي الأرض، وعبر المحيطات. لكن يبدو فعلا أن هناك من يظن دائما أن العشب أكثر اخضرارا إلى الجانب الآخر من السور. وحتى لا أفهم خطأ، فلا أقول أن نجبر من بلغ الـ60 على العمل، بل نمنحه الخيار أن يستمر حتى الـ70 إن رغب، أو يكون له الحق في التقاعد بمزايا التقاعد كاملة. وقد يسأل سائل ما الموجبات الموضوعية لهذا المقترح؟ لسببين رئيسين: 1. أن متوسط العمر في ارتفاع، بفضل من الله أولا وأخيرا ثم بانتشار الرعاية الصحية، فحاليا متوسط الحياة المتوقعة (مؤشر للتعمير) يقارب 75 عاما، بزيادة بنحو 15 عاما عما كانت عليه قيمة المؤشر عندما كتب النظام الذي نص أن سن التقاعد هو 60، وهكذا فنحن وعلى الرغم من حاجتنا المسيسة للعلماء والأطباء والمهندسين والخبراء في المجالات كافة إلا أننا نستغني عن مستودعات للمعرفة لسبب نظامي وليس لسبب موضوعي، ولم نستفيد اقتصاديا واجتماعيا من تحسن متوسط الأعمار! أما النقطة الثانية فهي أننا نستقدم من الخارج خبراء لتقديم أعمال استشارية وحتى تنفيذية، وبعضهم لمشاريع وطنية كبيرة. لا إشكال لدي في ذلك، النقطة: مادام أن الأمر متاح لاستقطاب المعمرين المتميزين في تجربتهم من الخارج، فلماذا لا نقوم بذلك محليا كذلك وفق منهجية وبرنامج؟ أتحدث عن آلاف ممن لديهم خبرات يعتد بها، تثبتها سير ذاتية توزن بالألماس النقي.

إنشرها