Author

غرامة لعدم الحضور

|
لملم القائمون على "دافوس الصحراء" أغراضهم، وأطفئت الأنوار، على موعد للقاء قريب. أثناء حضوري لمؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" قابلت أشخاصا من داخل وخارج المملكة، منهم أصدقاء قدامى، ومنهم من تعارفت معهم وتبادلنا المجاملات وبطاقات التعارف. استمعت لأسئلة ولإجابات. لكني لأخفيكم أني أتيت إلى قاعة المؤتمر في اليوم الأول رافعا حاجبي من الخلط السيئ الذي أصاب منطق بعض رؤساء الشركات، ونجدهم سريعين لأخذ الأموال، بطيئين لتنفيذ التزاماتهم. أدرك أن هناك من ينظر للأمر من منظور مختلف ومخالف تماما، أما بالنسبة لي فقد رأيت أن عدم قدوم بعض من لهم مصلحة اقتصادية مهمة في المملكة تحقق لهم أرباحا وأتعابا مهنية "دسمة"، ثم يقررون أن بوسعهم ألا يأتوا لحضور المؤتمر الأهم استثماريا، ليسجلوا لمصلحة أنفسهم نقطة علاقات عامة، رأيت أن في ذلك قدرا لا يحتمل من السماجة وسوء التقدير. وفي الاتجاه المعاكس وجدت غبطة في التزام تنفيذيين محترفين، تصرفوا بمهنية وحرص على العلاقة الاقتصادية والتجارية معنا، ويأتي رئيس جهاز الاستثمار الروسي في المقدمة، ومعه الرئيس التنفيذي لشركة توتال. وهما ليسا الاستثناء، بل الحالة العامة تتمثل في الشركات التي ارتقت منصة المؤتمر ووقعت الاتفاقات ومذكرات التفاهم بما تتجاوز قيمته 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، في يوم واحد. أما النشاز، فهو الذي حاول أن "يخبز الكعكة ويأكلها" كما يقول المثل الأمريكي، كناية عمن يحاول أن يقول بالشيء وضده سويا! أي أن الاستثناء كان من قرروا إظهار موقف وإخفاء آخر، ويتصدر هذه القائمة في ظني أحد البنوك الرئيسة، التي تحقق أطنانا من الأرباح هنا، وما أن وصلتنا الأخبار بأن رئيس مجلس الإدارة لن يحضر، حتى رأيت مندوبه المحلي يذرع قاعات المؤتمر حضورا متحمسا! ما الفكرة؟ أنتم هنا لجمع الأرباح، وهناك لتسجيل المواقف المرائية؟! وهل البنك العالمي تحول عن ممارسة أعمال المصرفية التجارية والاستثمارية إلى المراءات وخلط الأوراق؟ وآخر "لعلع" في قاعات المؤتمر العام الماضي حماسا، ثم قال قبل أيام من انطلاق المؤتمر هذا العام إنه لن يأتي لكنه يحرص على علاقته بنا وأنه سيفتتح مكتبا!. أقول إن علينا تسجيل نقطة تعادل مع كل من مارس "السماجة" بحقنا، فأمثال هؤلاء يسعون إلى المصلحة على بطونهم، وعلينا ألا نقبل اعتذاراتهم الفارغة خلف الكواليس. أقترح أمرا من اثنين: للكبار منهم أن يتحملوا مصاريف تنظيم المؤتمر في دورته الثالثة اعتذارا، ولمن دون ذلك أن لا يدعوا للنسخة الثالثة من المؤتمر إلا برسوم محرزة.
إنشرها