FINANCIAL TIMES

ثاني أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم لعملائها: حافظوا على هدوئكم واستمروا حتى النهاية

ثاني أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم لعملائها: حافظوا على هدوئكم واستمروا حتى النهاية

في الأسبوع الماضي، مع هبوط الأسواق لبضعة أيام، "فانجارد"، ثاني أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم (بعد بلاك روك) ألحت على عملائها عبر تغريدة: "تعرفون ما الذي يجب فعله. لمواجهة تقلبات السوق، حافظوا على هدوئكم واستمروا حتى النهاية".
ربما كانت نصيحة جيدة بما فيه الكفاية. لكن فريق "تويتر" في الشركة ليس بحاجة إلى الانزعاج. الأخطاء في مرافق الدعم الإلكتروني والهاتفي، مع اضطراب السوق، أدت إلى عدم قدرة العديد من العملاء على التداول سواء أرادوا ذلك أم لا.
وجود مستثمرين يمكن أن يرغبوا في البيع - وبسرعة - ليس من الأمور التي اعتادت عليها "فانجارد" خلال العقد الماضي، أو اعتادت عليها أي شركة إدارة أصول كبيرة أخرى تركز على الاستثمار الرخيص، السلبي، الذي يتعقب المؤشر. وفقا لـ "مورنينجستار"، في الولايات المتحدة وحدها دخل 470 مليار دولار في استراتيجيات الأسهم السلبية في العام الماضي، وفي الوقت ذاته تدفق 175 مليار دولار خارج صناديق الأسهم النشطة.
وتشكل الصناديق السلبية الآن ما يقارب نصف صناديق الاستثمار المشترك وغيرها من منتجات الاستثمار الجماعي المماثلة في الولايات المتحدة وآسيا، وثلث الإجمالي في أوروبا. وقد زادت النسب أكثر من الضعف خلال العقد الماضي.
هذا الأمر بالتأكيد منطقي تماما. فقد ازدهرت الأسواق - في سوق صاعدة، لماذا تدفع مبلغا لا بأس به من المال إلى مدير فعال قد يحقق أداء سيئا في السوق بقدر ما قد يُحقق أداء متفوقا؟ (حتى بعد هبوط السوق في الأسبوع الماضي كانت الأسهم الأمريكية لا تزال مرتفعة 10 في المائة عن العام الماضي).
هذا المنطق صحيح بالتأكيد، بالنظر إلى أن الرسوم على الصناديق السلبية المؤتمتة تتراجع، ما يعظِّم التأثير المركب لنمو الأصول. رسوم بنسبة 0.1 في المائة فقط على صندوق في التيار العام يتم تداوله في البورصة تبدو الآن عادية. رسوم بنسبة 0.1 في المائة فقط على صندوق في التيار العام يتم تداوله في البورصة تبدو الآن عادية. 
كان صعود التكنولوجيا مهما كذلك - في كل من تسهيل العمليات الخاصة بشركات الصناديق، والسماح لمستثمريها بالشراء والبيع في الصناديق بأقل قدر من الاحتكاك. ولا عجب أن القطاع قد شهد نموا قياسيا.
لكن ما الذي يحدث عندما يبدأ هذان المحركان - الأسواق الصاعدة والتكنولوجيا الذكية - في التذبذب؟ من المستحيل تحديد متى سيتكرر "تصحيح" الأسبوع الماضي قريبا، لكن من العدل افتراض أن الأمر لن يستغرق كثيرا من الوقت. صحيح أن ترمب انتقد في الأسبوع الماضي الاحتياطي الفيدرالي "الخارج عن السيطرة" ورئيسه، جاي باول، بسبب رفع أسعار الفائدة وإلحاق الضرر بسوق الأسهم، لكن الاحتياطي الفيدرالي يقدّر استقلاليته أكثر من يهتز من تعليقات رئيس مزاجه متقلب. من المرجح أن تستمر الزيادات في أسعار الفائدة الأمريكية - وقد يشهد عام 2019 الاتجاه نفسه في أوروبا. ويصعب التنبؤ بصورة محددة بما سيحدث لأسواق الأسهم نتيجة لذلك، لكن توجد حقيقة لا مفر منها: في بيئة أسعار الفائدة المرتفعة تفقد الأسهم بعض بريقها.
هذا هو الوقت الذي سيكتشف فيه العالم التبعات غير المجربة لوجود صناعة استثمارية سلبية ضخمة. كان هناك بعض التركيز من جانب المنظمين على مخاطر الهياكل التركيبية المعروضة بصورة ممتازة للصناديق المتداولة في البورصة التي تعتمد على المشتقات. لكن هذه السوق البالغة 75 مليار دولار تعتبر صغيرة مقارنة بالسوق الرئيسة لصناديق المؤشرات المتداولة التي تبلغ قيمتها ثلاثة تريليونات دولار وبعض المخاطر الأكثر أساسية التي قد تشكلها.
لننظر ابتداء إلى مخاطر تركيز أحد المؤشرات الأمريكية، الذي يبدو كثير من مكوناته صغيرا مقابل الرسملة السوقية الضخمة لكل من "أبل"، و"جوجل"، و"مايكروسوفت". ماذا عن خطر السير مع القطيع وإقدام جميع الصناديق على البيع في الوقت نفسه؟ صعود صناديق المؤشرات دفع السوق الصاعدة لفترة طويلة بما فيه الكفاية. الآن يمكنها فقط تضخيم الهبوط. استخدام أوامر إيقاف الخسارة من قِبل المستثمرين الأفراد – الذين يُطرَدون خارج الصندوق (لأن مراكزهم تصبح صفرا) بعد انخفاض بنسبة 5 أو 10 في المائة - من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم التأثير.
وفقا لتحليل أجرته شركة شرودرز لإدارة الصناديق في المملكة المتحدة – وهي شركة نشطة في إدارة الصناديق – تزامن التحول إلى الاستثمار السلبي مع مزيد من الترابط بين الأسهم، وعندما بدأت تلك الأسواق المترابطة في الحركة، ازدادت التقلبات. لن تنخرط الصناديق السلبية القياسية في نوع الشراء الانتهازي المخالف للحدس الذي يمكن أن يقدم عليه مدير نشط جيد. لن تمنع الصناديق السلبية القياسية انهيار السوق. ما تسمى صناديق بيتا الذكية قد تكون بمنزلة حل وسط - فهي تعتمد على مؤشرات مفصّلة وقد تعكس القيمة والتقلب إضافة إلى القيمة السوقية - لكن لم يتم اختبار حجم هذه السوق البالغة تريليون دولار أيضا.
يتجاهل عديد من المعجبين في شركة فانجارد المتشككين السلبيين والمشكلات التكنولوجية التي حدثت في الأسبوع الماضي، على الرغم من وجود مشاكل مماثلة أثناء تراجع السوق في شباط (فبراير). لكن بالنسبة إلى منتقدي هذه الشركة سريعة النمو، التي تقدم هيكلتها الخاصة لمحة محدودة بشأن أعمالها الداخلية، فإن الخطر هو أن إحدى أفضل شركات إدارة الأصول في العالم، بطريقة أو بأخرى، ربما تكون في طليعة التراجع التالي في السوق.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES