الحرب التجارية .. مخاطر حقيقية تهدد ملايين العمال

دعا روبرتو أزيفيدو المدير العام لمنظمة التجارة العالمية المجتمع الدولي أمس إلى "تهدئة" التوتّرات التجارية، محذرا من تصعيد قد يؤثر في "ملايين" العمال في العالم.
وبحسب "الفرنسية"، ذكر أزيفيدو في كلمة ألقاها في لندن أن "التصعيد المستمر للتوترات سيشكل مخاطر حقيقية".
وأضاف أن "التأثير قد يكون محدودا إذا تم تجنب التصعيد. غير أن انقطاعا كاملا للتعاون التجاري الدولي قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في التعريفات الجمركية، وهو ما سيقلل من نمو التجارة العالمية بنسبة 17 في المائة ومن الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 1.9 في المائة".
واعتبر أزيفيدو أن سيناريو مماثلا "قد يتسبب في اضطرابات كبرى للعمال والشركات والمجتمعات .. وقد يحتاج ملايين العمال إلى إيجاد وظائف جديدة".
وتابع: "من الواضح أنه لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بأن نذهب في هذا الطريق"، مشددا على أنه "يتعين على المجتمع الدولي برمته المساهمة في تهدئة التوترات من أجل جميع مواطنينا. وعلينا تعزيز الحوار، سواء على المستوى الثنائي أو داخل منظمة التجارة العالمية".
وتصاعدت الخلافات التجارية في الأشهر الأخيرة بين واشنطن وبكين، وبين واشنطن والأوروبيين، على وقع رسوم جمركية مشددة متبادلة.
إلى ذلك، حذر أمس وزراء مالية بلدان منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "آبيك" خلال اجتماع عقد في عاصمة بابوا غينيا الجديدة من أن الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين يعرض المنطقة برمتها للخطر.
وقال وزراء مالية "آبيك" في بيان، إن المخاطر على الاقتصاد العالمي ازدادت بفعل "التوترات التجارية والجيوسياسية المتصاعدة"، في إشارة إلى الخلاف التجاري بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
وفرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رسوما جمركية مشددة على منتجات صينية مستوردة بقيمة 250 مليار دولار، وردت عليها بكين برسوم على 110 مليار دولار من البضائع الأمريكية المستوردة إلى الصين.
وأدى ذلك إلى تراجع حاد في أسواق الأسهم فيما أعربت مصارف مركزية في جميع أنحاء العالم عن مخاوفها.
وحذر شارل أبيل وزير مالية بابوا غينيا الجديدة التي استضافت اللقاء بأن "التوجهات الحمائية الناتجة عن التوترات التجارية وتزايد الديون أمران يثيران القلق ويشكلان تهديدا حقيقيا على النمو والازدهار في جميع أرجاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ"، ومن المقرر أن يجتمع قادة آبيك الشهر المقبل في بابوا غينيا الجديدة بحثا عن تسوية للخلاف.