FINANCIAL TIMES

بلومبيرج منافس محتمل لترمب في انتخابات 2020

بلومبيرج منافس محتمل لترمب في انتخابات 2020

الأمريكيون الذين يعارضون ملياردير نيويورك الذي يسكن البيت الأبيض ربما يكون لديهم خيار آخر: مايكل بلومبيرج.
عمدة نيويورك السابق ومؤسس شركة المعلومات المالية التي تحمل اسمه اتخذ الأسبوع الماضي خطوة أخرى في محاولة مصممة جيدا لخوض السباق الرئاسي، من خلال إعادة تسجيل انتمائه سياسيا ضمن الحزب الديمقراطي.
بلومبيرج الذي حاول الدخول في حملات البيت الأبيض من قبل، أثار منذ فترة حالة من الترقب من خلال تعهده بتقديم 80 مليون دولار للمرشحين الديمقراطيين للانتخابات النصفية الشهر المقبل، زادت منذ ذلك الحين لتصل إلى 100 مليون دولار. "هذا مبلغ ضخم من سندات الدين"، بحسب موظف سابق يعتقد، مثل غيره من زملاء بلومبيرج، أن الدخول في السباق الرئاسي أمر مفروغ منه.
خلال الأسبوع الماضي فقط، كان بلومبيرج في فلوريدا، يشارك في حملة إلى جانب أندرو غيلوم، المرشح الديمقراطي لمنصب المحافظ، الذي حرر له شيكا بـ 250 ألف دولار. كانت هذه محطة واحدة في جولة يتوقع مساعدون أن تشهد تركيزا محليا متزايدا.
بحلول عام 2020 سيبلغ بلومبيرج 78 عاما ومن المؤكد أن هذه ستكون فرصته الأخيرة لدخول البيت الأبيض. وقد زادت رئاسة دونالد ترمب من الشعور بأن هناك حاجة ملحة لرجل يشعر بالقلق من تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري، وعبر عن اشمئزازه من احتضان ترمب للقوميين اليمينيين.
"نحن بحاجة إلى ديمقراطيين لتقديم الشيكات وتحقيق التوازن بين احتياجات أمتنا الضرورية للغاية"، حسبما قال بلومبيرج يوم الأربعاء، واصفا دعمه للحزب بأنه "حصن ضد أولئك الذين يهددون دستورنا".
لكن بغض النظر عن كل موارده وموهبته، ترشيح بلومبيرج للرئاسة قد ينتهي به الأمر للوقوع ضحية التوقيت والرياح السياسية المتغيرة. قبل كل شيء، هناك سؤال واحد يلوح في الأفق: هل من المناسب أن يكون مليارديرا تنفيذيا هو المرشح لحقبة "أنا أيضا" MeToo المتقدة التي يندفع فيها الناخبون التقدميون نحو الاشتراكيين الديمقراطيين مثل بيرني ساندرز وإسكندريا أوكاسيو-كورتيز، الناشطة الشابة التي صدمت النقاد في حزيران (يونيو) بعد إسقاطها عضو الكونجرس الحالي في برونكس؟ كان بلومبيرج جمهوريا - وإن كان ذا نزعة استقلالية - عندما حكم نيويورك.
"هل هو مائل فوق الحد إلى الوسط في حزب يتحرك بشكل متزايد نحو اليسار؟"، تساءل هانك شينكوف، استراتيجي الحملات المخضرم الذي سبق أن عمل مع بلومبيرج.
جادل شينكوف بأن قيادة بلومبيرج المبكرة لحملة الحد من حيازة الأسلحة وتغير المناخ، يجب أن تقنع التقدميين بحسن نيته، مضيفا: "هذا هو الشخص الذي يستخدم أمواله للقتال من أجل قضايا ذات أهمية لجيل الألفية".
آخرون يشككون. استنتج ديفيد جونز، عالم السياسة في كلية باروخ في جامعة سيتي في نيويورك، أن عملاق الشركات الذي يشتهر بأنه "براجماتي في حل المشكلات" واجه كثيرا من الصعاب في حزب يتشوق ناشطوه بشكل متزايد لمقاتل.
ومع ذلك، رأى جونز أن لدى بلومبيرج للظهور في منافسة أولية مكتظة بمرشحين يسعون إلى تقليد ساندرز دون تفكير. "من الممكن أن يكون هناك مسار خال في مضمار سباق الترشح يمكنه شغله".
وعلى الرغم من كونه عمدة فعالا، ويقول بعضهم إنه قادر على تغيير طبيعة الأمور، إلا أن بلومبيرج لم يُعتبر قط ناشطا عظيما. ولاحظ أحد مساعديه أنه معتاد أكثر على جعل الموظفين يضحكون على نكاته أكثر من الناخبين.
أي ترشح، كما يقول أصدقاء ومستشارون، سيكون قائما على قراءة نزيهة للبيانات وقناعة بأن هناك طريقا للنصر. وبسبب مطالب المجمع الانتخابي، خلصوا إلى أن الترشح مستقلا أمر غير ممكن.
وأقر أحد مساعدي بلومبيرج بأن توقع شكل السباق الديمقراطي قبل عامين من انطلاقه أمرا صعبا، لكنه تحدى الاعتقاد السائد بأن قاعدة الحزب أصبحت يسارية، مستشهدا بالمنافسات الأخيرة في نيويورك وأماكن أخرى.
ومن المؤكد أن بلومبيرج لديه جيوب ممتلئة تسمح له بالإشراف على حملة عميقة ممتدة حتى بداية موسم الانتخابات. في الوقت نفسه، مساهماته في الانتخابات النصفية من شأنها أن تعزز الولاء بين المتلقين وتوقظ أفكارا أخرى بين الديمقراطيين الآخرين الذين يتطلعون إلى الترشح الرئاسي.
قبل عامين وضع بلومبيرج خططا مفصلة للعمل مستقلا، لكنه تخلى عنها بعد أن خلص إلى أن مثل هذه الحملة يمكن أن تقسم الأصوات وتسلم الرئاسة إلى ترمب، الذي اتهمه بلومبيرج بـ "افتراس تحيز الناس ومخاوفهم".
وفاز ترمب على أية حال. وشجع انتصاره مؤيدي بلومبيرج، من خلال طرح فرضيات حول من الذي سيقبله الناخبون الأمريكيون رئيسا لهم. الحكمة التقليدية هي أن الملياردير، الأعزب، اليهودي من نيويورك ليست أمامه فرصة للنجاح. لكن ربما لم يعد الأمر كذلك الآن، كما يقول المؤيدون، مشيرين إلى شاغل المكتب البيضاوي الذي تزوج ثلاث مرات وآرائه المخالفة للإجماع.
ويقدر مناصرو بلومبيرج التقابل الذي سيقدمه في سباق وجها لوجه: فهو ملياردير عصامي، بنى شركته دون الاعتماد على هدايا أبيه الثري، ولديه سجل إنجازات في الحكومة عندما كان عمدة لنيويورك خلال ثلاث فترات، أعاد أثناءها تطوير المدينة بشكل كبير.
لقد بدا بلومبيرج رئاسيا بالتأكيد عندما قاد "منتدى بلومبيرج العالمي للأعمال" في فندق بلازا في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي. من فرنسا إلى فيجي، أثنى رؤساء الدول ورؤساء الوزراء على قيادته للقضايا التي انشغل بها باعتباره فاعل خير، ومتبرعا سياسيا، وحلقة وصل، منذ أن غادر قبل خمس سنوات المنصب الذي حصل عليه عن طريق الانتخاب.
عندما سئل عن سبب موافقته على مخاطبة المنتدى، أجاب أحد رؤساء شركات الأسهم الخاصة ببساطة: "لأن مايكل طلب مني ذلك".
مع تركيز ترمب على "أمريكا أولا" ورفع التعرفات الجمركية على الواردات الصينية، تحدث بلومبيرج بحماس عن السلام الذي جلبته التعددية للعالم وعن كيف عملت التجارة على تعزيز الرفاهية.
قال: "التجارة جعلت العالم أكثر سلاما واستقرارا من خلال ربط أممنا وتوفيق مصالحنا، لكن فوائد التجارة لم توزع على نطاق واسع كما نعتقد أنها ينبغي أن تكون، ويجب علينا بذل مزيد من الجهد لمعالجة ذلك".
بدا الأمر وكأنه يتدرب على المناظرات التي تجري في إطار الانتخابات التمهيدية ضد الديمقراطيين اليساريين مثل ساندرز – ربما كان كذلك بالفعل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES