FINANCIAL TIMES

صانعو أجهزة التكييف الصينيون يتساقطون أمام رياح المنافسة

صانعو أجهزة التكييف الصينيون يتساقطون أمام رياح المنافسة

ربما باتت صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية المتخمة في الصين على أبواب مرحلة من العقلانية طال انتظارها كثيرا، عقب توقف أكثر من ربع العلامات التجارية لأجهزة تكييف الهواء عن الإنتاج خلال النصف الأول من العام الجاري. وحطمت تكاليف المواد الأولية المتصاعدة والقوة الشرائية المتنامية لسلسلة من متاجر التجزئة المحلية والأجنبية الجديدة ربحية أجزاء كبيرة من القطاع، ما نتج عنه اختفاء 27 علامة تجارية من أرفف المتاجر. وصمدت 69 علامة تجارية أخرى لأجهزة تكييف الهواء، إلا أن قلة فقط تستحوذ على حصة معتبرة من السوق، حسب مسح أجري على متاجر التجزئة الرئيسية في 106 مدن بواسطة المركز الوطني للمعلومات. ويقول محلل تنبأ باختفاء المزيد من العلامات التجارية من المتاجر الصينية قريبا، إن المشاكل التي تحتم حدوث عملية تنظيم لقطاع صانعي أجهزة التكييف، امتدت لكي تشمل قطاعات الإلكترونيات الاستهلاكية الأخرى كالهواتف الجوالة، الغسالات، التلفزيونات، مشغلات الفيديو الرقمية، ومشغلات أقراص الموسيقى الرقمية. وحسب جوردون أور من شركة ماكينزي للاستشارات في شنغهاي: ''إنه اتجاه بدأ ينتشر في أرجاء صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية كافة. الجميع يتسابقون نحو القطاع، لكن معظمهم تعوزهم الإمكانيات المطلوبة''. ويتابع: ''دون اقتصاديات الحجم في مجال المشتريات والقدرة على مواكبة التطور في مجال التصميم، ستتراجع عاجلا أو آجلا إلى الخلف بسرعة شديدة''. وبالأمس القريب، ألقى أحد الموظفين السابقين في شركة يوانجون لتصنيع أجهزة التكييف في واكسي في مقاطعة جيانجسو، التي أوقفت مؤقتا إنتاج الأجهزة في أواخر العام الماضي، مسؤولية إغلاق المصنع على المنافسة بالغة الضراوة وغير المنظمة في السوق الصينية ''لكن لأن الشركات الخاصة بشكل عام لا يتجاوز عمرها الافتراضي ثمانية أعوام في الصين ونحن عشنا خمسة أعوام، فإننا نعتبر أننا متنا في سن كبيرة''. وحاز صانعو أجهزة الهاتف الجوال الأجانب بقيادة ''موتورولا''، ''نوكيا''، و''سامسونج'' على حصة سوقية في الصين، التي تعد أكبر سوق للهاتف الجوال في العالم، نتيجة لتساقط العديد من الصناع المحليين على قارعة الطريق. وحقق نحو 300 من منتجي مشغلات أقراص الموسيقى الرقمية نموا سريعا في الصين خلال الأعوام الأخيرة، غير أن تقارير الإعلام المحلي تفيد بأن معظم هذه الشركات أفلست في الوقت الحاضر لأن السوق متخمة إلى حد لم يعد باستطاعتها جني المزيد من الأموال. وعلاوة على المنافسة الحادة وتكاليف المواد الأولية المرتفعة، هناك عامل رئيسي آخر ساهم في تحطيم القدرة الربحية وهو النمو الهائل في سلسلة متاجر التجزئة، مثل القائد المحلي ''جوم''، وأيضا متاجر التجزئة الأجنبية، مثل ''وول مارت'' و''كارفور''. وكما هو الحال في الدول الغربية، نجحت هذه المتاجر في استخدام القدرة الشرائية المتنامية بقوة للضغط بشدة على الهوامش الربحية. وربما يكون هناك عامل آخر يتمثل في السلوك المتغير للبنوك الصينية، التي كانت ترزح تحت ضغط بكين للعمل كمقرضين تجاريين حقيقيين وتقاوم ضغوط السلطات المحلية لمواصلة الإقراض للشركات الحكومية المتعثرة. وتحوز حالياً أكبر 20 علامة تجارية لأجهزة التكييف، والأفضل مبيعاً، على 95 في المائة من السوق الصينية، تاركة 49 علامة أخرى في القطاع تقاتل للحصول على حصة من الجزء القليل المتبقي. والعلامة التجارية الصينية الأكثر مبيعا هي ''هاير''، بحصة تبلغ 16 في المائة من السوق، بينما الشركة الأجنبية التي تحتل أفضل موقع هي ''هيتاشي'' اليابانية بحصة نسبتها 4 في المائة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES