مغامرة «سيكس سيجما» تساعد على تحسين عمليات الإنتاج

مثل العديد من الشركات الأمريكية، تعرفت ''زيروكس''على أسلوب''سيكس سيجما''Six Sigma من خلال تفاعلاتها مع ''جنرال إلكتريك''. وكانت الخدمات المالية لمجموعة التكنولوجيا الأحيائية قد تبنت استخدام أسلوب تحسين عمليات الإنتاج المرتبط بالقياسات في أواخر التسعينيات، وبفضل حجمها وتأثيرها انتقلت الرسالة بصورة فاعلة. وحدث التحول في أفكار آن مولكاهي عندما كانت تجري مفاوضات حول إسناد أعمال الفوترة وتحصيل الديون المتعثرة إلى شركة جنرال إلكتريك فاينانس. وتقول وهى تستعيد ما حدث: ''أتذكر أنني كنت جالسة هناك وأراقب النظام الذي يستخدمه فريق جنرال إلكتريك في مجابهة المشكلة، وترتيب المشكلة ومهاجمتها من منظور أسلوب ''سيكس سيجما''، أتذكر أنني شعرت لأول مرة أن المشكلة ستحل''. والتعريف الدقيق لجودة ''سيكس سيجما'' هو إمكانية حدوث خطأ بنسبة 43 في المليون. لكن الجانب الأهم من الرقم الدقيق هو أن نظام حل المشكلة يعتمد على الفرق الصغيرة، القياس، والعائد الاقتصادي. ا وتكنولوجيا تحسين الجودة ليست جديدة بأي حال من الأحوال بالنسبة إلى ''زيروكس''، ففي الثمانينيات كانت من أولى الشركات الأمريكية التي تبنت استخدام نظام إدارة الجودة الشاملة، في إطار سعيها الدؤوب للحد من المنافسة اليابانية. وبوصفها مديرة يتوقع لها النجاح، جربت مولكاهي نظام إدارة الجودة الشاملة. وتقول عن تلك الفترة: ''القياسات المالية لم تكن دقيقة باستخدام نظام إدارة الجودة الشاملة''. وتضيف ''أما أسلوب سيكس سيجما فيمتاز بالدقة البالغة إذا قارناه بالنظام السابق. ويدار أي مشروع حسب قياسات ربح اقتصادي. ولا يوجد أي مجال لأشياء جانبية''. ''الأشياء الجانبية'' تعني التركيز في نظام إدارة الجودة الشاملة على بناء الأغلبية، مع أنه جزء من رغبة عارمة لتكرار أفضل ما تتميز به الإدارة اليابانية، إلا أنه في الغالب لم يصادف النجاح في الشركات الأمريكية. وتبذل مولكاهي أيضاً جهداً بالغاً للإشارة إلى أن ''زيروكس'' تمارس أسلوب ''لين سيكس سيجما''، وهو اختلاف يتطلب من المديرين ليس التركيز على تحسين الإنتاج فحسب، بل أيضاً على كيفية التقليل من الفاقد: ''يعد هذا الاختلاف فارقاً مهماً. وتبدأ هذه المعالجة باستبعاد الفاقد، وتحديد الجوانب التي يمكن إضافة القيمة إليها والتي لايمكن إضافتها إليها. وبالنسبة إلى الشركات الكبرى يعتبر ذلك أمراً بالغ الأهمية''. وفي الوقت الذي تتبنى فيه الشركات بشكل عام ''سيكس سيجما'' من أجل تحسين الكفاءة، يصر مناصرو الأسلوب على أن هناك فوائد أخرى. ومن المعتقد أن استحداث نظام يمتد إلى جميع إدارات الشركة، سيؤدي إلى إزالة الحواجز بين هذه الإدارات ويسهل التعامل مع الموردين والعملاء. وتقول مولكاهي: ''إن حقيقة تجارتنا هي أنه من أجل القدرة على المنافسة يجب عليك أن تطور وسائل لتحقيق تحسينات على القدرة الإنتاجية تراوح بين 10، 9، 8، في المائة سنوياً. ويمكنك بلوغ هذا الهدف فقط إذا كان لديك نظام منهجي''.